اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
بوتين في يوم النصر.. استدعاء التاريخ لمواجهة الحاضر.. والصين شريك استراتيجي في سردية الانتصار احذر ممنوع المرور.. أماكن تمنع الطائرات من التحليق فوقها حرب غزة والملف النووي الإيراني.. ضغوط إسرائيلية ومفاوضات أميركية في منعطف حاسم تجسس في قلب التحالف.. أوكرانيا تكشف شبكة مجرية على حدود التوتر الأوروبي تعيين مذيعة Fox News مدعية عامة مؤقتة في واشنطن.. خطوة تكتيكية لترمب في مواجهة الرفض الجمهوري وملفات العدالة الشائكة المساعدات تحت الحراسة.. خطة أميركية لتوزيع الإغاثة في غزة عبر شركات خاصة وسط أزمة جوع خانقة محادثات جنيف بين واشنطن وبكين.. بين أمل خفض الرسوم الجمركية وواقع الصدامات الاقتصادية الفاشر تحت النار وبورتسودان في مرمى الطائرات.. تصاعد الصراع العسكري يفاقم المأساة الإنسانية في السودان الكرملين يحتفل بعيد النصر وسط لهيب الحرب.. مفارقات التاسع من مايو بين رمزية الانتصار وواقع الجبهة الأوكرانية مأزق المفاوضات في غزة.. حماس تصر على صفقة شاملة وإسرائيل تلوح بالحسم العسكري قبل زيارة ترمب الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقصف الفاشر.. وقلق أممي من تزايد أعداد النازحين لتشاد CIA على مفترق طرق.. بين استحقاقات ترمب وغموض القيادة.. هيكلة جديدة تهدد التماسك المؤسسي

مأزق المفاوضات في غزة.. حماس تصر على صفقة شاملة وإسرائيل تلوح بالحسم العسكري قبل زيارة ترمب

غزة
غزة

تشهد مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة مأزقاً حقيقياً، وسط تباين حاد في مواقف الطرفين الرئيسيين، حماس وإسرائيل، ووسط مساعٍ إقليمية ودولية لم تُفضِ بعد إلى أي اختراق ملموس. اللقاءات التي استضافتها الدوحة مؤخراً بمشاركة وفود من حماس ووسطاء مصريين وقطريين، فشلت في تحقيق تقدم يُذكر. هذا الجمود يعكس عمق التعقيدات السياسية والميدانية التي تحيط بالأزمة الممتدة منذ أكثر من 19 شهراً.

مواقف الأطراف:

حماس: تصر الحركة على التوصل إلى اتفاق شامل يتضمن أربعة عناصر رئيسية: وقف دائم للحرب، انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة، إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، وتبادل شامل للأسرى. وترفض بشدة أية حلول جزئية أو مرحلية، تراها لا ترتقي إلى الحد الأدنى من مطالبها السياسية والإنسانية. وترى في الطروحات الإسرائيلية مجرد محاولات لشراء الوقت أو تجزئة الحل بما يخدم الأجندة العسكرية لتل أبيب.

إسرائيل: تطرح من جهتها خطة جزئية تشمل إطلاق سراح عدد محدود من الأسرى الفلسطينيين مقابل إفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وهدنة مؤقتة لمدة ستة أسابيع قابلة للتمديد. وتصر على استثناء مطلب الانسحاب الكامل ووقف دائم للعمليات القتالية، ما تعتبره حماس إخلالاً جوهرياً بالتوازن المطلوب لأي صفقة.

دور الولايات المتحدة:

زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب المرتقبة للمنطقة تمثل عامل ضغط إضافياً، إذ يبدو أن الإدارة الأميركية تسعى إلى تحقيق اختراق دبلوماسي قبيل وصوله إلى السعودية وقطر والإمارات. ومع ذلك، فإن الإعلان عن عدم توقفه في إسرائيل يشير إلى توازن حذر في تعاطيه مع الأزمة. مبعوث ترمب، ستيف ويتكوف، أكد أن الإدارة تواصل اتصالاتها المكثفة مع جميع الأطراف بهدف "استعادة الرهائن"، لكنه لم يشر إلى خطة واضحة لتقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل.

تلويح بالتصعيد العسكري:

إسرائيل، من جهتها، وضعت جدولاً زمنياً ضيقاً لحسم ملف الأسرى قبل زيارة ترمب، ولوّحت بشن عملية برية واسعة في حال استمرار المراوحة السياسية. ويبدو أن هذا التهديد يستهدف الضغط على الوسطاء وحماس لتقديم تنازلات، لكنه يفتح في المقابل الباب أمام انفجار جديد في حال تنفيذ هذا الخيار العسكري، لا سيما في ظل اشتباكات متواصلة جنوب القطاع، وتحديداً قرب مدينة رفح.

الاشتباكات الميدانية:

على الأرض، تستمر المعارك، حيث أعلنت حماس عن كمين استهدف وحدة إسرائيلية في رفح وأدى إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود. وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل اثنين من جنوده وإصابة أربعة آخرين. هذه الاشتباكات تعكس استمرار قدرات حماس العسكرية رغم العمليات الإسرائيلية المكثفة، وتبعث برسائل بأن الحل العسكري لن يكون بلا كلفة بشرية ومعنوية.

ملف الأسرى:

يبقى ملف الأسرى حجر العثرة الأكبر في المفاوضات، خاصة بعد تصريحات ترمب التي أظهرت تضارباً في تقدير عدد الأحياء من الإسرائيليين المحتجزين، ما أثار غضب عائلاتهم ودفعهم للمطالبة بوقف الحرب مؤقتاً لإتمام صفقة تبادل. ووفق تصريحات إسرائيلية، فإن عدد المحتجزين الأحياء هو 24، بينما أعلنت حماس أنها لا تزال تحتفظ بجميع الأوراق اللازمة لعقد صفقة تبادل شاملة.

المفاوضات عالقة بين رؤية فلسطينية تعتبر "الاتفاق الشامل" خطاً أحمر، وسعي إسرائيلي لتحقيق مكاسب جزئية دون دفع الثمن السياسي الكامل. في ظل غياب توافق على الأرض وتوتر متزايد، تظل فرص الانفراج ضئيلة قبل زيارة ترمب، وقد يشهد القطاع تصعيداً جديداً ما لم يطرأ تحول نوعي في مواقف أحد الطرفين أو تدخل دولي حاسم.

موضوعات متعلقة