اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

روسيا والصين يصفان مشروع ترامب للدرع الصاروخية بأنه «مزعزع للاستقرار»

الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينج خلال توقيع اتفاق شراكة استراتيجية
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينج خلال توقيع اتفاق شراكة استراتيجية

* موسكو وبكين مقتنعتان بضرورة حل «الأسباب الجذرية» لصراع أوكرانيا

ذكر الكرملين نقلاً عن بيان مشترك اليوم الخميس أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينج مقتنعان بأن الصراع في أوكرانيا لن يحل إلا من خلال إزالة "أسبابه الجذرية".

وخلال محادثات في موسكو، عبر بوتين عن شكره لضيفه شي على مشاركته في احتفالات الذكرى الـ80 للانتصار "المقدس" على أدولف هتلر في الحرب العالمية الثانية.

ومن ناحية أخرى انتقدت روسيا والصين اليوم مشروع الدرع المضادة للصواريخ "القبة الحديدية" لحماية الولايات المتحدة الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير (كانون الثاني) الماضي.

وقالت بكين وموسكو خلال بيان مشترك أصدره الكرملين عقب اجتماع بين بوتين وشي في موسكو إن "برنامج القبة الذهبية (الحديدية) لأمريكا الذي أعلن عنه أخيراً له طابع يزعزع الاستقرار إلى حد كبير".

وندد الرئيسان بهذا المشروع لأن من شأنه "تعزيز الترسانات للقيام بعمليات عسكرية في الفضاء"، مما يجعل الفضاء "ساحة للمواجهة المسلحة".

ووفقاً للبيان، فإن موسكو وبكين تعارضان "استخدام الفضاء لأغراض المواجهة المسلحة" وتدعوان إلى إجراء محادثات دولية للتوصل إلى "معاهدة لمنع نشر الأسلحة في الفضاء".

وفي نهاية يناير الماضي بعد عودته للسلطة، وقع ترمب مرسوماً يقضي بإنشاء درع "القبة الحديدية" المضاد للصواريخ لحماية الأراضي الأمريكية.

ويشير مصطلح "القبة الحديدية" إلى نظام الدفاع الإسرائيلي الذي يحمي البلاد من الهجمات الصاروخية والقذائف والمسيّرات.

وكان ترامب أمر بأن توضع خلال شهرين خطة لتنفيذ "الجيل المقبل من الدرع المضادة للصواريخ" لمواجهة "الصواريخ الباليستية والصواريخ الفرط صوتية وصواريخ كروز، إضافة إلى الهجمات الجوية المتقدمة"، مما يستدعي تطوير ونشر صواريخ اعتراضية في الفضاء.

اتفاق لتعزيز الشراكة الاستراتيجية

وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جينبينج اتفاقاً اليوم الخميس لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.

وقال بوتين في تصريحات بالكرملين عقب المحادثات مع شي، إن العلاقات الروسية – الصينية مكتفية ذاتياً وإن البلدين سيواصلان زيادة حصة عملتيهما، الروبل واليوان، في التسويات المتبادلة.

وأكد الرئيس الروسي أنه أجرى محادثات "بناءة للغاية" مع نظيره الصيني، من شأنها "تعميق" العلاقات بين البلدين، بينما أشاد شي بمحادثات "عميقة وودية ومثمرة" في موسكو.

وقال بوتين بعد لقائه شي داخل الكرملين "جرت مناقشاتنا في أجواء ودية ودافئة وبناءة كالعادة، وكانت مثمرة للغاية"، مضيفاً "سنبذل كل ما هو ضروري لتعميق التعاون" الثنائي.

من جانبه، قال شي "أجريت للتو محادثات معمقة وودية ومثمرة مع الرئيس بوتين. وتوصلنا إلى عدد من التوافقات الجديدة والمهمة".

وأكد الرئيس الصيني من الكرملين عشية احتفالات التاسع من مايو (أيار)، دعمه لروسيا في مواجهة الغرب "المتسلط".

ومن المتوقع أن يصل نحو 20 زعيماً أجنبياً إلى موسكو اليوم الجمعة لحضور العرض العسكري الضخم الذي ينظمه الكرملين داخل الساحة الحمراء، بمناسبة الذكرى الـ80 للانتصار على ألمانيا النازية، وهو عنصر أساس في السردية الوطنية التي يروج لها بوتين، الذي كثيراً ما رسم أوجه تشابه تاريخية مع الهجوم واسع النطاق الذي يشنه على أوكرانيا منذ عام 2022.

وفي هذا السياق، استقبل بوتين نظيره الصيني صباح أمس، بعدما كان وصل أمس الأول الأربعاء إلى موسكو في زيارة تستمر ثلاثة أيام. وحرص الرئيسان مجدداً على إظهار شراكتهما في مواجهة الغرب والولايات المتحدة خصوصاً.

وندد الرئيس الصيني بـ"الميل" الغربي إلى "الأحادية" و"التسلط القائم على الهيمنة"، وذلك في خضم الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خصوصاً ضد بكين.

وأشاد شي بثقة "تزداد عمقاً" بين بكين وموسكو.

من جانبه، أكد بوتين أن الدولتين تعملان على تطوير علاقاتهما "لصالح شعبي البلدين وليس ضد أي كان"، مؤكداً أن موسكو وبكين ستدافعان عن "الحقيقة التاريخية" في شأن الحرب العالمية الثانية، متهماً الدول الغربية بمحاولة تشويهها.

وسيشارك جنود من الصين ومن عشرات الدول الأخرى في عرض عسكري داخل موسكو غداً، على رغم تحذيرات كييف من أن ذلك يمثل "دعماً للدولة المعتدية".

موضوعات متعلقة