ليبيا.. هدوء حذر في طرابلس بعد ليلة دموية وسرق ونهب

تشهد العاصمة الليبية طرابلس حالة من الهدوء الحذر وعودة تدريجية للحياة الطبيعية، بعد يوم من توتر أمني شهدته بعض أحياء المدينة، وانتشار اللواء 444.
وتمركزت عناصر اللواء (444) قتال التابع للجيش الليبي رصدت في مناطق متفرقة من العاصمة، في إطار خطة أمنية أطلقتها حكومة الوحدة الوطنية تهدف إلى بسط السيطرة النظامية على طرابلس، وتعزيز وجود المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية.
وتشير التحركات الميدانية إلى نية لإعادة توزيع التشكيلات النظامية في محاور حساسة، ضمن خطوات تدريجية لاستعادة الأمن، وإنهاء مظاهر التسلح العشوائي، وضمان انضباط المؤسسات داخل العاصمة.
وبدأت الحياة تعود تدريجيا إلى الشوارع، مع تحرك محدود للمدنيين وفتح جزئي لبعض المؤسسات وسط مراقبة مستمرة للوضع الراهن في الجماهيرية الليبية.
وتأتي هذه التطورات في سياق تأكيدات رسمية من وزارة الداخلية بأن العاصمة طرابلس آمنة ومستقرة، ودعوتها للموظفين والمواطنين باستئناف أعمالهم والمساهمة في تعزيز الاستقرار.
وأطلقت قوات الجيش الليبي في العاصمة طرابلس سراح عشرات السجناء الذين كانوا محتجزين داخل سجون سرية تابعة لجهاز "الدعم والاستقرار" عقب سيطرتها على عدد من المقرات الأمنية في العاصمة.
وجاءت عملية الإفراج بعد تداول مقاطع مصورة من قبل الجيش الليبي ووزارة الداخلية، توثق لحظة إطلاق سراح السجناء، وتظهر وجود غرف احتجاز وسجون غير قانونية كانت تستخدم داخل مقرات الجهاز، بعيدا عن رقابة السلطات القضائية والرسمية.
وفي تطور متصل، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، القرار رقم (226) لسنة 2025، بشأن تشكيل لجنة طارئة لمتابعة أوضاع السجون ومراكز التوقيف في البلاد، عقب هذه الانكشافات الصادمة، وتتكوّن اللجنة من وزير الداخلية بصفته رئيسا، وعضوية وكيل وزارة العدل، وممثل عن المجلس الأعلى للقضاء،
من جانبه، أشاد رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبدالحميد الدبيبة، بأداء وزارتي الداخلية والدفاع، مثنيا على ما وصفه بـ"الإنجاز الكبير" في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة.
وقال الدبيبة في بيان فجر الثلاثاء "أُحيي وزارتي الداخلية والدفاع، وجميع منتسبي الجيش والشرطة، على ما حققوه من إنجاز كبير في بسط الأمن وفرض سلطة الدولة في العاصمة".
وأكد رئيس الحكومة أن ما تحقق من استعادة السيطرة الأمنية في طرابلس يمثل رسالة واضحة بأن المؤسسات النظامية للدولة قادرة على حماية الوطن وصون كرامة المواطنين، مشددا على أن هذه الخطوة تُعد تحولا حاسما باتجاه إنهاء وجود المجموعات المسلحة غير النظامية.
وأضاف أن "ما تحقق اليوم يؤكد أن المؤسسات النظامية قادرة على حماية الوطن وحفظ كرامة المواطنين، ويُشكل خطوة حاسمة نحو إنهاء المجموعات غير النظامية، وترسيخ مبدأ ألاّ مكان في ليبيا إلا لمؤسسات الدولة، ولا سلطة إلا للقانون".
وأعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا فجر اليوم الثلاثاء، انتهاء العملية العسكرية في طرابلس بنجاح، كما أكدت وزارة الدفاع بحكومة الوحدة سيطرتها على كامل مقار جهاز الدعم والاستقرار.