اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

فرنسا تُصعّد لهجتها بشأن غزة وتلوّح بالاعتراف بدولة فلسطين وسط تصاعد المجازر الإنسانية

وزير خارجية فرنسا
وزير خارجية فرنسا

في تصريح لافت يعكس تحولًا نوعيًا في موقف باريس من القضية الفلسطينية، أعلن وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، جان نويل بارو، أن بلاده "مصمّمة على الاعتراف بدولة فلسطين"، وذلك في ظلّ تصاعد حاد في الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، ووسط دعوات أوروبية متزايدة لوضع حد للمجازر المستمرة بحق المدنيين الفلسطينيين.

وخلال مقابلة مع قناة LCI الفرنسية، علّق بارو على التطورات المأساوية في غزة، مشيرًا إلى أن "ما لا يقل عن 500 فلسطيني استشهدوا خلال شهر مايو الماضي أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء"، في إشارة إلى ما وصفه بـ"حفلات الموت الجماعية" التي تتحوّل فيها طوابير المساعدات إلى مجازر مفتوحة.

جرائم إسرائيلية

وأضاف بارو: "إنه لأمر معيب ومهين للكرامة الإنسانية أن يُقتل الناس وهم ينتظرون رغيف خبز أو كيس طحين"، منتقدًا بشدة ما وصفه بـ"الاستخدام الممنهج للجوع كسلاح من قِبل الاحتلال الإسرائيلي". كما شدد على استعداد فرنسا وأوروبا للمساهمة الفاعلة في ضمان توزيع آمن وفعّال للمساعدات الإنسانية داخل القطاع، بعيدًا عن تدخلات الاحتلال أو انتقائيته في عمليات التوزيع.

الاحتلال الإسرائيلي، وبدعم أمريكي مباشر، بدأ منذ 27 مايو/أيار الماضي تنفيذ خطة جديدة لتوزيع المساعدات، قوامها التضييق والتجويع والقنص، حيث يُجبر الفلسطينيون على المفاضلة بين الموت جوعًا أو تلقي الرصاص أثناء الاصطفاف للحصول على الطعام. ووفقًا لتقارير دولية، فقد استُشهد خلال هذه العمليات نحو 549 فلسطينيًا، فيما تجاوز عدد الجرحى 4,066 شخصًا، أغلبهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال.

ورغم هذا التصعيد، لم تُبدِ إسرائيل أي مؤشرات على تغيير نهجها في التعامل مع غزة، ما دفع فرنسا إلى الإعراب صراحة عن توجهها للاعتراف بالدولة الفلسطينية، كجزء من "إطار عمل أوروبي جماعي"، يهدف إلى "تهيئة الظروف السياسية والحقوقية لولادة دولة فلسطينية قابلة للحياة"، حسب تعبير بارو.

خطوة جريئة

ويأتي هذا التوجه الفرنسي بعد خطوة جريئة اتخذتها كل من إيرلندا والنرويج وإسبانيا في 22 مايو 2024، بإعلانها الرسمي الاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما شكّل ضغطًا دبلوماسيًا جديدًا على الحكومات الأوروبية المترددة.

وبذلك ترتفع حصيلة الدول الأوروبية التي تعترف رسميًا بفلسطين إلى 11 دولة، من بينها دول أوروبا الشرقية مثل: بلغاريا، بولندا، التشيك، رومانيا، سلوفاكيا، المجر، إضافة إلى قبرص والسويد. وبصورة أشمل، فإن 149 دولة من أصل 193 عضوًا في الأمم المتحدة تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية.

التحول الفرنسي، وإن جاء متأخرًا، قد يكون إشارة إلى تبدّل المزاج الأوروبي تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، خاصة في ظل الإخفاق المتواصل في وقف إطلاق النار، وتصاعد أصوات الشعوب الأوروبية الغاضبة من موقف حكوماتها المتساهل مع إسرائيل.