«حماس»: «اشتباكات ضارية» في رفح وجيش الاحتلال يعلن مقتل جنديين.. «الصليب الأحمر» يناشد العالم إيقاف الفظائع الإسرائيلية

قالت حركة "حماس"، أمس الخميس، إن مقاتليها خاضوا "اشتباكات ضارية" مع جنود إسرائيليين في جنوب قطاع غزة قرب رفح. وأشار بيان الحركة، الذي نشر على تطبيق "تيليغرام"، إلى أن "حماس" لا تزال نشطة في المناطق التي وسّع الجيش الإسرائيلي سيطرته عليها، وذلك بعد أكثر من 19 شهراً من بدء الحملة الجوية والبرية الإسرائيلية على غزة.
وقالت "حماس"، في بيان لاحق، إن مقاتليها نصبوا كميناً لقوة إسرائيلية، مكونة من 12 جندياً، داخل منزل في حي التنور شرق رفح واستهدفوها بقذيفتين مضادتين للأفراد والدروع ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الجنود.
وأكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، اليوم، مقتل اثنين من جنوده في معارك بجنوب قطاع غزة. وقال البيان إن ضابطين وجنديين أصيبوا بجروح بالغة.
ونادراً ما أصدرت "حماس" بيانات عن اشتباكات حول رفح في الأشهر القليلة الماضية إذ تتحدث التقارير عن وقوع معظم الاشتباكات في المنطقة الشرقية من مدينة خان يونس القريبة والأجزاء الشمالية من القطاع.
الخارجية الأمريكية: نحن "على بعد خطوات" من اتفاق لإيصال المساعدات
في هذا الوقت، قالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس إن التوصل إلى حل لإيصال المساعدات الغذائية إلى غزة "على بعد خطوات"، وإن إعلاناً سيصدر قريباً، في حين أبدى العاملون في مجال الإغاثة تشككهم في أن الخطة ستحدث فرقاً مع سكان القطاع المتضررين من الصراع.
وتزايدت التوقعات في شأن خطة المساعدات الجديدة لقطاع غزة، الذي سوي بالأرض جراء حملة عسكرية إسرائيلية على مدى 19 شهراً دمرت معظم البنية الأساسية فيه ودفعت سكانه البالغ عددهم ما يقرب من 2.3 مليون نسمة للنزوح مرات عدة.
وانتقد قادة أوروبيون ومنظمات إغاثة خطط إسرائيل للسيطرة على توزيع المساعدات الإنسانية في غزة والاستعانة بشركات خاصة لتوصيل الغذاء للسكان، بعد شهرين من منع الجيش دخول الإمدادات إلى القطاع.
وخلال مؤتمر صحافي دوري، لم تقدم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس تفاصيل تذكر حول الآلية الجديدة، لكنها أشارت إلى "مؤسسة خيرية" قالت إنها ستنفذ الخطة، وقالت بروس "كنت أتمنى إعلانها اليوم، لكن المؤسسة ستعلن ذلك قريباً".
وأضافت "في حين أنه ليس لدينا أي شيء محدد لنعلنه في هذا الصدد اليوم، ولن أتحدث نيابة عن المؤسسة التي ستتولى هذا العمل، فإننا نرحب بالتحركات الرامية إلى إيصال المساعدات الغذائية العاجلة إلى غزة سريعاً بطريقة تضمن وصول المساعدات الغذائية بالفعل إلى المستهدفين".
واتهمت إسرائيل منظمات منها الأمم المتحدة بالسماح لكميات كبيرة من المساعدات بالوصول إلى أيدي "حماس"، التي تتهمها بالاستيلاء على الإمدادات المخصصة للمدنيين وتقديمها لمقاتليها.
أمريكا تدرس بعض الخيارات
ومن بين الخيارات التي تدرسها الولايات المتحدة استناداً إلى وثيقة اطلعت عليها "رويترز" وتداولتها وكالات إغاثة، فإن مؤسسة "إغاثة غزة" التي تأسست حديثاً تستعد لإنشاء أربعة "مواقع توزيع آمنة" سيخدم كل منها 300 ألف شخص.
وبحسب الوثيقة، سيجري توصيل الحصص الغذائية المعدة مسبقاً وحقائب أدوات النظافة والإمدادات الطبية إلى هذه المواقع بواسطة مركبات مصفحة عبر ممرات خاضعة لرقابة مشددة، لمنع أي انحراف في مسار المساعدات.
وجاء في الوثيقة أن خبراء سيتولون تأمين المواقع ومحيطها، وذلك "لردع تدخل الشبكات الإجرامية أو الجماعات المسلحة الأخرى التي سعت دائماً إلى السيطرة على المساعدات الإنسانية أو تحويل مسارها".
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي لن يتمركز في تلك المواقع أو بالقرب منها، أما منظمات الإغاثة، التي اتهمت إسرائيل مراراً بتعمد تجاهل الطبيعة المعقدة لعملية توزيع المساعدات في غزة، فأبدت تشككها.
وبحسب وثيقة تشاركتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الآلية التي اقترحتها إسرائيل لتوزيع المساعدات الغذائية "تبدو غير قابلة للتنفيذ عملياً وغير متوافقة مع المبادئ الإنسانية، وستخلق أخطاراً أمنية خطرة، ويحدث كل هذا مع عدم وفاء إسرائيل بالتزاماتها بموجب القانون الدولي".
ترامب "اجتمع" مع مسؤول إسرائيلي
ذكر موقع "أكسيوس"، نقلاً عن مصدرين مطلعين، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتمع مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أمس الخميس، وناقشا المحادثات النووية مع إيران وحرب إسرائيل على غزة.
وعقد الاجتماع في البيت الأبيض، ولم تعلنه الولايات المتحدة ولا إسرائيل، وفقاً لـ"أكسيوس".
وقال أكسيوس إن ديرمر التقى مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأربعاء وعقد اجتماعات عدة في البيت الأبيض منها الاجتماع مع ترامب.
"إعادة نتنياهو للمسار الصحيح"
في الأثناء، كشف مسؤولون إسرائيليون عن أن ترامب قد يعلن خطة خاصة بغزة بمشاركة جزئية مع إسرائيل، وفق ما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم".
وأضافت الصحيفة أن هناك مخاوف في الحكومة الإسرائيلية من خلق خطة ترامب أمراً واقعاً في غزة يتضمن تنازلات محتملة لـ"حماس"، وقالت إن ترامب بات يتعمد تهميش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادته للمسار الصحيح.
من جهتها ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن ترامب قرر قطع الاتصال مع نتنياهو وأن مسؤولين أمريكيين أبلغوا وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أن ترامب يرفض تلاعب نتنياهو به، وذلك بعد تواصله مع نواب جمهوريين لإحباط الاتفاق مع إيران.
وأفاد مصدران أمريكيان مقربان من الرئيس الأمريكي، بأن الأخير يشعر بخيبة أمل من نتنياهو، وقرر المضي قدماً بتحركاته في الشرق الأوسط من دونه، وفق ما نقلت الصحيفة أمس الخميس.
وأشارا إلى أن "ترامب لا يزال غاضباً من محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي دفع مستشار الأمن القومي المقال مايكل والتز إلى القيام بعمل عسكري ضد إيران".
ونفى نتنياهو سابقاً تلك الادعاءات، وأوضح مكتبه الأسبوع الماضي أنه تحدث إلى والتز مرة واحدة فقط.
الصليب الأحمر يناشد لإنهاء "الفظائع" في غزة
قال بيير كرينبول المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس إن على الحكومات التحرك فوراً لوقف "الفظائع" في غزة، مضيفاً أن المعاناة هناك وصلت إلى حد "يشكك في إنسانيتنا من جذورها".
وفرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على القطاع في مارس (آذار)، عندما استأنفت حملتها العسكرية المدمرة على حركة "حماس" بعد وقف لإطلاق النار في حرب مستمرة منذ 19 شهراً.
وأغلقت عشرات المطابخ الخيرية في غزة أبوابها أمس الخميس بسبب نقص الإمدادات، مما أدى إلى قطع شريان حياة يستخدمه مئات الآلاف من الناس، وأثار مخاوف من مزيد من الوفيات المرتبطة بسوء التغذية.
وأضاف بيير كراهينبول للصحافيين في جنيف "إنها لحظة حاسمة لأن ترفض الدول والجهات الفاعلة العالمية والأطراف المعنية السماح باستمرار هذا الرعب المتواصل من دون انقطاع".
ومضى يقول "يجب أن يشعر الجميع بأنه طفح الكيل إزاء ما يحدث في غزة"، من دون أن يحمل أي طرف المسؤولية.
وأردف "لا أستطيع أن أشعر بالارتياح إزاء الكلفة البشرية لهذا الصراع، و(أقول) بصراحة إذا كان هذا هو مستقبل الحرب فيجب أن نشعر جميعاً بالرعب".