اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
بروتوكول تعاون بين الجزائر وسلطنة عمان في عدة قطاعات استراتيجية تفاصيل اعتقال أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في أقل من 24 ساعة.. مقتل 44 شخصا في غزة جراء الغارات الإسرائيلية السويداء توجه رسالة هامة لأهالي المدينة السورية عراقجي يحذر من أي تحرك خاطئ ضد إيران الضم الزاحف.. كيف تحوّلت الضفة الغربية إلى مختبر للسيادة الإسرائيلية؟ حروب ترامب تمتد لصناعة السينما.. فرض رسوم على الأفلام غير الأمريكية بنسبة 100% أفغانستان تحت الحكم الحديدي.. تقرير أممي يكشف عمق الانتهاكات وقيود الحريات في عهد طالبان تحليل| ضربة مطار بن غوريون.. الصاروخ اليمني الذي هزّ أمن المنطقة وقلب معادلات الردع «حماس»: الاحتلال الإسرائيلي يتعمد صنع المجاعة.. ونرفض تحويل المساعدات الإنسانية إلى أداة ابتزاز سياسي طولكرم تحت الحصار.. 99 يومًا من العدوان الإسرائيلي والتدمير المنهجي للمخيمات والبنية المدنية إيران تؤكد التزامها بالدبلوماسية وترفض التهديدات.. النووي حق سيادي وليس محل مساومة

تحليل| ضربة مطار بن غوريون.. الصاروخ اليمني الذي هزّ أمن المنطقة وقلب معادلات الردع

صاروخ
صاروخ


في تحول غير مسبوق في مشهد الصراع في الشرق الأوسط، تمكنت القوة الصاروخية اليمنية من توجيه ضربة مباشرة إلى مطار بن غوريون، القلب النابض للحركة الجوية الإسرائيلية، في عملية وُصفت بأنها الأجرأ والأكثر دلالة منذ نشوء الكيان الصهيوني.
ما يميز هذه الضربة أنها لم تكن مجرد خرق رمزي، بل كانت اختراقاً حقيقياً لأكثر منظومات الدفاع الجوي تطوراً وتعقيداً في العالم، تتكون من أربع طبقات متكاملة تشمل أنظمة "ثاد" و"حيتس" و"باتريوت"، وتغطي المجال من البحر الأحمر حتى تل أبيب، بمراقبة مستمرة من أقمار صناعية ورادارات أمريكية وإسرائيلية متطورة.

تفاصيل الأزمة وأبعادها

1. الخرق العسكري: الضربة كشفت فجوة خطيرة في "الردع الغربي"، حيث فشلت دفاعات يفترض أنها مضادة للصواريخ الباليستية عالية الدقة في التصدي لهجوم من دولة محاصرة، تُصنف من بين أفقر دول العالم، وتحارب منذ سنوات تحت ضغط اقتصادي وعسكري كبير.


2. الأثر الإقليمي: أثارت الضربة مخاوف عميقة في الخليج، خاصة لدى الدول المنخرطة ضمن التحالف ضد اليمن. فمجرد التفكير في أن دولاً لا تملك قدرات دفاعية تضاهي إسرائيل قد تتعرض لهجمات مشابهة على منشآتها الحيوية – من مرافئ النفط إلى البنية التحتية – يفتح باباً واسعاً لإعادة تقييم المواقف السياسية والعسكرية تجاه الحرب في اليمن.


3. المأزق الأمريكي - الإسرائيلي: الضربة وضعت واشنطن وتل أبيب أمام خيارين أحلاهما مرّ:

الرد العسكري المباشر على إيران، التي يُعتقد أنها دعمت تقنياً أو لوجستياً الضربة اليمنية، ما قد يفتح مواجهة كارثية في الخليج والشرق الأوسط، خاصة وأن إيران تمتلك ترسانة صاروخية أكثر تطوراً وغزارة.

أو الصمت أو الاقتصار على ضربات محدودة في اليمن، وهو خيار يُفسر كضعف وعجز عن الرد، خاصة وأن الهجمات الجوية الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة لم تحقق أهدافاً حقيقية، فيما تمكن اليمنيون من تدمير طائرتين من طراز F-18 وإلحاق أضرار بحاملة طائرات أمريكية، مما أجبرها على الانسحاب.

4. الارتباك الاستراتيجي: داخل إسرائيل، ظهرت بوادر هلع وارتباك واضح، انعكس في الخطاب السياسي والإعلامي. أما في واشنطن، فتزداد المخاوف من الانجرار إلى حرب استنزاف لن تُحسم عسكرياً، بل ستؤثر على أولويات أمريكا الجيوسياسية، لا سيما في مواجهة روسيا والصين. إذ يُنظر إلى إيران باعتبارها خط الدفاع الأول للصين في الشرق الأوسط، ومنفذاً استراتيجياً لروسيا نحو الجنوب.

هذه الضربة اليمنية لم تكن مجرد حدث عابر، بل نقطة تحول مفصلية في ديناميكيات القوة في المنطقة. لقد زلزلت أسس "الردع" الإسرائيلي، وضربت الهيبة الأمريكية في مقتل، وأعادت رسم خرائط الصراع، حيث لم تعد التفوّق العسكري مضموناً، ولا الاستقرار الإقليمي ممكناً دون مراجعة جذرية للتحالفات والسياسات.

موضوعات متعلقة