الرئيس الروسي يحذر من استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا

في تصريحات أُذيعت يوم الأحد، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن استخدام الأسلحة النووية في النزاع الأوكراني ليس ضروريًا في الوقت الراهن، معبرًا عن أمله في ألا تنشأ أي ظروف قد تستدعي ذلك. وأشار إلى أن روسيا تمتلك القوة الكافية لانهاء الصراع في أوكرانيا بشكل "منطقي"، وهو تصريح يعكس موقفًا متشددًا تجاه النزاع الذي دخل عامه الثاني.
في الوقت نفسه، نقلت التقارير عن الجيش الأوكراني ومسؤولين في كييف أن روسيا شنَّت هجومًا بالطائرات المُسيرة على العاصمة الأوكرانية خلال الليل، مما أسفر عن إصابة 11 شخصًا على الأقل، بينهم طفلان، فضلاً عن إشعال الحرائق في عدة مبانٍ سكنية. كما أشار رئيس الإدارة العسكرية في كييف، تيمور تكاتشينكو، إلى أن الطائرات المُسيرة تسببت في حوادث مؤلمة في منطقتي أوبولونسكي وسفياتوشينسكي.
على الرغم من التصعيد العسكري المستمر، كان هناك حديث عن احتمال توقف القتال في إطار "هدنة" احتفالية بمناسبة ذكرى انتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية، والتي تمتد من 8 إلى 10 مايو. روسيا أعلنت وقف إطلاق النار خلال هذه الأيام، لكن كييف ردت باقتراح تمديد الهدنة لمدة 30 يومًا، وهو ما رفضه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، معتبرًا أن فترات الهدنة القصيرة لا تسمح بإجراء مفاوضات جادة.
من جانبها، قالت موسكو إن الهدف من الهدنة التي اقترحها بوتين هو "اختبار استعداد" كييف للسلام، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت هذه المبادرة تمثل محاولة حقيقية لإيجاد مخرج سياسي أو مجرد تكتيك عسكري لتهدئة الوضع مؤقتًا.
تصريحات بوتين تؤكد على استمرار النزاع بموازاة التلميح إلى القوة العسكرية الروسية التي تتيح لها فرض شروطها. وفي حين يظل الحديث عن الأسلحة النووية عنصرًا مهيمناً في الخطاب السياسي، تبقى الحرب الأوكرانية مرهونة بالتصعيد الميداني الذي لا يبدو أنه سيتوقف بسهولة رغم المبادرات الدبلوماسية المحدودة.
تاريخ الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية هي نزاع مسلح بدأ في 24 فبراير 2022، عندما شنت روسيا هجومًا واسعًا على أوكرانيا، وهو تصعيد كبير في الصراع الذي بدأ في عام 2014 بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم ودعمها للانفصاليين في مناطق دونباس (دونيتسك ولوهانسك) شرق أوكرانيا. الحرب الحالية تُعد الأشد في تاريخ النزاع بين البلدين، وقد أثرت بشكل كبير على الأمن الإقليمي والدولي.
الأسباب:
تعود جذور الحرب إلى توترات طويلة الأمد بين روسيا وأوكرانيا، والتي تفاقمت بعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا، فيكتور يانوكوفيتش، في 2014، والتحول الأوكراني نحو التقارب مع الغرب عبر الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. موسكو رأت في ذلك تهديدًا لأمنها القومي، وأدى ذلك إلى ضم القرم ودعم روسيا للمتمردين الموالين لها في شرق أوكرانيا، مما تسبب في نزاع منخفض الحدة استمر حتى عام 2022.
التطورات الكبرى:
في فبراير 2022، قررت روسيا تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين توسيع نطاق النزاع بشكل عسكري شامل، حيث شنَّت هجومًا على أوكرانيا من عدة محاور بهدف الإطاحة بالحكومة الأوكرانية واستبدالها بنظام موالٍ لها.
مقاومة أوكرانيا: الجيش الأوكراني والشعب الأوكراني، بقيادة الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أبدوا مقاومة شديدة وصمدوا أمام الهجوم الروسي، مما أثار إعجاب العالم وأدى إلى فرض عقوبات شديدة على روسيا من قبل الدول الغربية.
المساعدات الغربية لأوكرانيا: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية قدموا دعمًا عسكريًا واقتصاديًا كبيرًا لأوكرانيا، بما في ذلك الأسلحة المتطورة والمساعدات المالية.
الآثار:
الدمار البشري والمادي: الحرب أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين والعسكريين، فضلاً عن دمار واسع النطاق في المدن الأوكرانية.
الأزمة الإنسانية: أكثر من 8 مليون شخص نزحوا داخليًا، بينما فر أكثر من 7 ملايين آخرين إلى الخارج.
التأثيرات العالمية: الحرب تسببت في ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، وزيادة التوترات الجيوسياسية، ودفعت العديد من الدول لإعادة النظر في سياساتها الدفاعية.
التوقعات المستقبلية:
لا يزال المستقبل غير واضح، حيث يبدو أن الأطراف الرئيسية (روسيا وأوكرانيا) غير مستعدة لتقديم تنازلات حقيقية في المدى القريب. الحرب تتواصل بتكتيك وحروب استنزاف، والاحتمالات المتعلقة بإنهاء الصراع دبلوماسيًا أو استمراره على المدى الطويل تظل ضبابية.