اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
طولكرم تُطوَّق ونور شمس تُباد.. عدوان شامل على الضفة والقطاع وسط صمت دولي في لاهاي.. محكمة العدل الدولية تفتح ملف الجرائم الإسرائيلية بالأراضي المحتلة كشمير من جديد.. التوتر الهندي-الباكستاني تحت مجهر النووي والدبلوماسية الأمريكية إقالة والتز.. صراع الولاءات والنفوذ داخل إدارة ترمب بين الطموحات الشخصية وتيارات الصقور والاعتدال أوكرانيا بين الجمود الدبلوماسي وتبدّل التوجهات الأمريكية.. أزمة حرب لا تلوح نهايتها في الأفق ترامب يغلق ثغرة الـ800 دولار.. بين حماية الصناعة الوطنية وصدمة المستهلك الأمريكي أزمة الديمقراطية في مرآة اليمين المتطرف.. تصنيف حزب البديل من أجل ألمانيا كخطر على النظام الدستوري بين رمزية الاحتفال وجدلية الاستعراض.. تحليلات لأزمة العرض العسكري المحتمل في عيد ميلاد ترمب غزة والضفة في مرمى التصعيد.. تصعيد دموي بالقطاع وحصار ميداني بنابلس هجوم بطائرات مسيّرة على سفينة إنسانية قرب مالطا.. تصعيد خطير ضد الإغاثة المتجهة إلى غزة مخاوف العلويين في سوريا... الطرد تحت تهديد السلاح الطائفة الدرزية في سوريا.. بين ضربات إسرائيل ومساعي التهدئة الداخلية

أوكرانيا بين الجمود الدبلوماسي وتبدّل التوجهات الأمريكية.. أزمة حرب لا تلوح نهايتها في الأفق

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

في مشهد يعكس تعقيد الأزمة الأوكرانية، ومحدودية النفوذ الأمريكي في توجيه مساراتها، تبرز تصريحات كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب كمؤشرات واضحة على تبدّل محتمل في أولويات السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وخاصة فيما يتعلق بالحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من عامين.


تصريحات تكشف هشاشة الأفق السياسي


صرّح نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس بوضوح أن الحرب "لن تنتهي في أي وقت قريب"، محملاً الطرفين—الروسي والأوكراني—مسؤولية التوصل إلى اتفاق، باعتبار أن كلاً منهما بات يعرف شروط الآخر للسلام. هذا التصريح، الذي أُدلي به عبر شبكة "فوكس نيوز"، لا يعكس فقط واقعية ميدانية وإنما أيضًا تحوّلًا في اللغة الخطابية، من دعم واضح لأوكرانيا كما كان في عهد إدارة بايدن، إلى خطاب أقرب إلى الحياد البراغماتي.
فانس لمّح إلى أن الإدارة الأمريكية ربما لم تعد ترى في استمرار الوساطة خيارًا مستدامًا دون تحرك فعّال من الطرفين المتصارعين. أما وزير الخارجية ماركو روبيو، فأكد أن التقدم في محادثات السلام لا يزال غير كافٍ، محذرًا من أن دون حدوث "انفراجة حقيقية في وقت قريب"، فإن الرئيس ترامب قد يعيد تقييم الدور الأمريكي برمته في هذه الوساطة.


مؤشرات على إعادة ترتيب الأولويات


تصريحات روبيو تشي بأن أوكرانيا لم تعد في طليعة أولويات السياسة الخارجية الأمريكية، إذ أشار صراحة إلى أن واشنطن تواجه ملفات ملحة أخرى، من بينها الصراع التجاري مع الصين، وبرنامج إيران النووي. وهذا التحول في الخطاب السياسي يشير إلى أن دعم أوكرانيا لم يعد يُنظر إليه كجزء من مشروع استراتيجي طويل الأمد، بل كملف مرهق ومعقد قد تُخفض فيه واشنطن التزاماتها تدريجيًا.


انعدام الأفق العسكري


ما يعزز من قتامة المشهد أن روبيو نفسه أكد "عدم وجود حل عسكري" لهذه الحرب، مشيرًا إلى أن روسيا لن تتمكن من احتلال أوكرانيا بالكامل، وأن كييف بالمقابل لا تستطيع إعادة الروس إلى حدود ما قبل 2014. هذه الاعترافات تضع حداً لأي وهم بأن أحد الطرفين قادر على تحقيق نصر كامل، ما يعمق الإحباط ويزيد من احتمالية استمرار النزاع بوصفه حرب استنزاف مفتوحة.


التغييرات الدبلوماسية.. استمرار رمزي أم انسحاب تدريجي؟


وفي موازاة هذا الخطاب السياسي، أعلنت الخارجية الأمريكية تعيين جولي ديفيس، السفيرة لدى قبرص، قائمة بأعمال السفارة في كييف، خلفًا لبريدجيت برينك التي استقالت الشهر الماضي. هذا التعيين قد يبدو شكليًا، لكنه يحمل دلالات سياسية؛ فعدم تعيين سفير دائم حتى الآن، رغم مرور أشهر على شغور المنصب، يعكس تراجع مستوى التمثيل السياسي في أوكرانيا، وربما يعزز الانطباع بتخفيف تدريجي للالتزام الأمريكي هناك.

توقيع اقتصادي في ظل تراجع الدبلوماسية


رغم هذا التراجع السياسي، شهدت العلاقات الثنائية حدثًا لافتًا، تمثّل في توقيع اتفاقية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا تتعلق بالمعادن الأوكرانية. هذه الخطوة توحي بأن واشنطن لا تزال مهتمة بمصالح استراتيجية واقتصادية في أوكرانيا، خاصة في ظل التنافس مع الصين على الموارد النادرة، إلا أن ذلك لا يعوض الفراغ السياسي الآخذ في التوسع.


التصريحات الأمريكية الأخيرة، وما رافقها من تغييرات دبلوماسية ومؤشرات اقتصادية، تكشف عن حالة من التردد الاستراتيجي والتخبط في التعاطي مع الحرب الأوكرانية. فبين خطاب متحفظ يعترف بانسداد الأفق، وتلميحات إلى إعادة تقييم الدور الأمريكي، وانشغال بقضايا أخرى، تبدو واشنطن وكأنها تمهد لتراجع تدريجي عن لعب دور القائد في الملف الأوكراني، وتركه للأطراف الإقليمية أو للزمن، في ظل غياب رؤية واضحة للحل.

موضوعات متعلقة