السجن 53 عاما لأمريكي قتل طفلا من أصول فلسطينية بـ26 طعنة

قضت محكمة في ولاية إلينوي في شمال شرقي الولايات المتحدة، أمس الجمعة بسجن قاتل طفل فلسطيني - أمريكي يبلغ ست سنوات لمدة 53 عاماً.
وكانت محكمة مقاطعة ويل قد دانت في فبراير (شباط) جوزيف تشوبا (73 سنة) بتهم تتضمن القتل من الدرجة الأولى وجريمة كراهية بدوافع عنصرية. وارتكبت الجريمة بعد أسبوع من بدء الحرب في غزة بين إسرائيل و"حماس" في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وحكم عليه بالسجن لمدة 30 عاماً بتهمة قتل الطفل، و20 عاماً بتهمة محاولة قتل والدته، وثلاث سنوات بسبب دوافعه العنصرية.
وأدين بطعن مستأجريه حنان شاهين (32 سنة) التي نجت، وابنها وديع الفيومي (6 سنوات) الذي توفي في المستشفى في الـ14 من أكتوبر 2023، قرب مدينة شيكاغو.
وقال المدعي العام إن شاهين اتصلت بالشرطة عام 2023 بعدما اقتحم تشوبا غرفتها وطعنها مرات عدة. وقد تمكنت من الوصول إلى حمام المنزل وأوصدت بابه من أجل طلب المساعدة، وفي هذا الوقت هاجم تشوبا طفلها.
وأضاف المدعي العام جيمس جلاسكو في بيان، "إن قسوة هذا القاتل المستهجنة أخلاقياً وتأثير سلوكه العنيف في هذا الطفل والأم البريئة أمر لا يمكن تفسيره حقاً".
وقد أنكر تشوبا الذي ظل قيد الاحتجاز منذ ارتكابه جريمة القتل، التهم الثماني الموجهة إليه.
وقالت الشرطة إن الضحيتين "استهدفهما المشتبه فيه لأنهما مسلمان وبسبب النزاع الدائر في الشرق الأوسط بين (حماس) والإسرائيليين"، موضحة أن الطفل تعرض للطعن 26 مرة.
خلال عملية التشريح تم إخراج سكين عسكرية مسننة ذات شفرة بطول 15 سنتيمتراً من بطن الطفل.
في الـ15 من أكتوبر 2023 استنكر الرئيس الأمريكي حينها جو بايدن "عملاً فظيعاً من الكراهية، ليس له مكان في أمريكا".
استطلاع: النزاع في الشرق الأوسط يغذي الكراهية ضد المسلمين بأوروبا
من ناحية أخرى أفاد نحو نصف المسلمين المقيمين في دول الاتحاد الأوروبي بأنهم يتعرضون للتمييز في حياتهم اليومية، مع تسجيل "زيادة حادة في الكراهية" عقب هجوم "حماس" على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بحسب تقرير نشر اليوم الخميس.
وقالت المتحدثة باسم وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية نيكول رومان لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه بحسب البيانات التي جمعت "أن تكون مسلماً في الاتحاد الأوروبي يزداد صعوبة".
وبحسب استطلاع شارك فيه 9600 شخص بين أكتوبر (تشرين الأول) 2021 وأكتوبر 2022 في 13 دولة من الاتحاد الأوروبي، أكد نحو نصف المسلمين بأنهم واجهوا التمييز في حياتهم اليومية، مقارنة بنسبة 39 في المئة المسجلة في الدراسة الأخيرة من هذا النوع التي تعود لعام 2016.
وأشارت رومان إلى أنه منذ هجوم حركة "حماس" على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر 2023 واندلاع الحرب في قطاع غزة، سجلت "زيادة حادة في الكراهية إزاء المسلمين" يغذيها النزاع في الشرق الأوسط.
وكانت الوكالة التابعة للاتحاد الأوروبي أشارت إلى زيادة ملاحظة في معاداة السامية.
وعلى صعيد التمييز ضد المسلمين، سجلت النسبة الأعلى في النمسا (71 في المئة)، تليها ألمانيا (68 في المئة)، بحسب الدراسة الجديدة. إلى ذلك سجلت فرنسا نسبة 39 في المئة، بينما كان التمييز في إسبانيا والسويد الأدنى على مستوى أوروبا.
ورصدت الدراسة "ارتفاعاً حاداً" في التمييز، خصوصاً في سوق العمل والبحث عن مسكن في حق النساء اللاتي يرتدين الحجاب، وبدرجة أقل في حق الرجال أو اللاتي لا يلتزمن الزي الإسلامي.
وبحسب الدراسة "المسلمون مستهدفون ليس فقط بسبب دينهم، بل أيضاً بسبب لون بشرتهم وأصلهم العرقي والمهاجر".
وأوصت الوكالة نتيجة لهذه الخلاصات "المثيرة للقلق"، بأن يركز الاتحاد الأوروبي على التعامل مع العنصرية حيال المسلمين، ورأت رئيسة الوكالة سيربا روسيو أن هذه الظاهرة يزيدها "خطاب التجريد من الإنسانية الذي نلحظه في عموم القارة".
ويشكل المسلمون ثاني مجموعة دينية في الاتحاد الأوروبي، ويبلغ عددهم 26 مليون نسمة وفق أحدث إحصاء لمركز "بيو" أجري في عام 2016، أي ما نسبته خمسة في المئة من إجمالي سكان التكتل المؤلف من 27 دولة، وتضم ألمانيا وفرنسا أكبر عدد منهم في دول الاتحاد.
وأشار التقرير إلى أن عدد المسلمين "ازداد بصورة ملاحظة خلال الأعوام الأخيرة، بسبب الفارين من النزاعات في أفغانستان والعراق وسوريا".
وكان التقرير الأول الذي أصدرته الوكالة قد ترافق مع إنشاء المفوضية الأوروبية منصب منسق لمكافحة الكراهية ضد المسلمين.