طولكرم تُطوَّق ونور شمس تُباد.. عدوان شامل على الضفة والقطاع وسط صمت دولي

تشهد مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونور شمس) في الضفة الغربية، واحدة من أطول وأعنف الهجمات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ أكثر من ثلاثة أشهر، حيث يدخل العدوان يومه الـ96 على المدينة و83 على مخيم نور شمس. يتجلى التصعيد الأخير في إخطار الاحتلال بهدم 106 منازل خلال 24 ساعة فقط، وهو ما يمثل خطوة إضافية نحو تفريغ المنطقة من سكانها، وتحويلها إلى منطقة عسكرية خالصة.
ورغم السماح المسبق للأهالي بالدخول إلى منازلهم لإخلاء مقتنياتهم، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي عليهم صباح اليوم، ما يكشف الطبيعة العدوانية الممنهجة التي تتجاوز حتى الاتفاقات المؤقتة.
حملة عسكرية
الحملة العسكرية الحالية تتسم بـ كثافة انتشار قوات الاحتلال، والتي تفرض حصاراً محكماً على المخيمين، وتغلق مداخلهما بالسواتر الترابية، فيما تشن مداهمات متكررة تتخللها اعتقالات واستجوابات ميدانية، وتخريب واسع للمنازل والمحال التجارية، وتحويل بعضها إلى ثكنات عسكرية، خصوصاً في شارع نابلس والحي الشمالي.
وتمتد العمليات إلى أحياء المدينة، حيث رُصدت تحركات نشطة لقوات الاحتلال في محاور رئيسية مثل ميدان جمال عبد الناصر وشارع نابلس، وسط اعتقال شبان والتحقيق معهم ميدانياً، ومصادرة منازل على نطاق واسع.
وقد أدى هذا العدوان إلى استشهاد 13 مواطناً، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل، فيما نُفذت حملة نزوح قسري غير مسبوقة شملت أكثر من 4200 عائلة (نحو 25 ألف نسمة)، ما أدى إلى كارثة إنسانية وبنية مدمرة، شملت 396 منزلاً مدمراً كلياً و2573 جزئياً، فضلاً عن الحصار والإغلاق التام.
التصعيد يمتد لغزة ونابلس
استشهاد ٧ مواطنين
لم تقتصر العمليات العسكرية على طولكرم، بل امتدت إلى قطاع غزة، حيث استشهد سبعة مواطنين في قصف بطائرة مسيرة استهدف بيت عزاء في بيت لاهيا، فيما استشهد الطفل مراد أبو مغصيب (5 سنوات) متأثراً بإصابته في قصف دير البلح، مما يؤكد استمرار سياسة الاستهداف المباشر للمدنيين بمن فيهم الأطفال.
كما استشهد الشاب عمر أبو ليل (39 عامًا) برصاص الاحتلال بعد محاصرة منزله في مخيم بلاطة شرق نابلس، في عملية عسكرية استخدمت فيها قوة خاصة إسرائيلية، وسط إطلاق كثيف للنار ومنع سيارات الإسعاف من الوصول إليه، ما يُعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني.
الوقائع على الأرض تعكس تصعيداً منظماً ومترابطاً في الضفة الغربية وقطاع غزة، يتجاوز أهدافاً أمنية إلى سياسة تطهير جغرافي وسكاني ممنهج، مدعومة بعمليات تدمير شامل للبيئة المدنية، وفرض وقائع جديدة بالقوة. في ظل غياب أي ردع دولي، تواصل إسرائيل توسيع رقعة سيطرتها الميدانية عبر الأدوات الأمنية والعدوانية، وتُقابل هذه الجرائم بصمت سياسي دولي يرقى إلى التواطؤ.