التحالفات الأمنية والدفاعية أبرز ملفات ترامب والسعودية

تزامناً مع زيارة دونالد ترامب منطقة الخليج اليوم الثلاثاء، الثالث عشر من مايو 2025، تتزايد التوقّعات وتتضاعف الرهانات، بشأن الملفات على طاولة الرئيس الأمريكي مع المملكة السعودية، إذ تمثل هذه الزيارة لحظة مفصلية في عملية إعادة ضبط الانخراط الأميركي في الشرق الأوسط.
بعيدًا عن بؤر التوتر الجيوسياسي، ستكون مسألة التعاون الدفاعي والأمني ركيزة محورية في الزيارة. فما زالت دول الخليج تعتمد بشكل كبير على الدعم العسكري الأميركي لردع التهديدات الإقليمية، خصوصًا تلك الصادرة عن إيران والجماعات المسلحة غير الحكومية كحزب الله والحوثيين.
ومن المتوقع أن يؤكد ترامب على التزام بلاده بالضمانات الأمنية، مع الدعوة إلى تعزيز التكامل العملياتي عبر تدريبات عسكرية مشتركة، وتبادل فوري للمعلومات الاستخباراتية، ونظم دفاع صاروخي متكاملة.
كما قد تُطرح مجددًا فكرة إنشاء تحالف أمني على غرار NATO (حلف شمال الأطلسي) خاص بالخليج، لتأطير الشراكات الدفاعية القائمة منذ عقود.
وسيكون لهذا التحالف دور مزدوج: ردع المغامرات الإيرانية، وإرسال رسالة مفادها استمرار التزام واشنطن بأمن الخليج، رغم انشغالاتها الإستراتيجية العالمية.
غير أن ترامب سيشترط على الأرجح تعزيز هذه الضمانات بزيادة الإنفاق الدفاعي الخليجي، ورفع حجم المشتريات من الصناعات العسكرية الأميركية. وهو ما يتّسق مع نهجه المعتمد على مبدأ "المقابل المادي" في التحالفات.
وفي هذا السياق، يبرز اهتمام متزايد بدمج التكنولوجيا الناشئة في البنى الدفاعية الخليجية. فأنظمة الطيران الذاتي، والمراقبة المعززة بالذكاء الاصطناعي، وبروتوكولات الأمن السيبراني، باتت من الركائز الأساسية في إستراتيجيات الدفاع الإقليمي.
ومن المتوقع أن يعرض ترامب حزمة من تقنيات الدفاع الأميركية المصممة خصيصَى لتلبية احتياجات الخليج، بدءًا من أسراب الطائرات بدون طيار، ووصولًا إلى أنظمة بحرية ذاتية القيادة، ومنصات رصد تهديدات مدعومة بالذكاء الاصطناعي.
ويُعدّ هذا الاندماج بين التكنولوجيا العسكرية والدفاع الخليجي بمثابة المرحلة التالية من التعاون الأميركي- الخليجي، إذ يتيح للدول الخليجية قدرًا أكبر من الاستقلالية، مع الحفاظ على الولايات المتحدة كشريك تقني مفضل، في مواجهة منافسين مثل الصين وروسيا.
وبقدر لا يقل أهمية، وإن كان أقلّ تداولًا، يأتي في مجال التكنولوجيا، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي. فقد باتت دول خليجية مراكز إقليمية في هذا المجال، مستثمرةً مليارات الدولارات في البنية التحتية الذكية، والحكومة الرقمية، والدفاع.
ماذا قال ترامب؟
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن العلاقات الأمريكية السعودية صخرة تدعم الاستقرار والأمن في المنطقة، وهناك مستقبل لامع ينتظر الشرق الأوسط، وسنجعل علاقتنا مع السعودية أقوى.
وأضاف "ترامب" خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، ما حققته إدارتي خلال 4 أشهر لم يتحقق من قبل الإدارات السابقة، ولقد وفرنا 46 ألف وظيفة في الولايات المتحدة، ووقعنا عددًا كبيرًا من الاتفاقيات التجارية مع الصين، وعملنا على جذب الشركات للاستثمار في الولايات المتحدة، كما سنستقبل استثمارات بقيمة 10 تريليونات دولار في الفترة المقبلة.
وأشار "ترامب"، ليس لدينا أي تضخم في الولايات المتحدة خلال الأسابيع الماضية، فقد وصلنا إلى مستوى غير مسبوق من جذب الاستثمارات للولايات المتحدة، وسوف ننفذ استثمارات بقيمة 500 مليار دولار.
كما لفت خلال حديثه، إلى أن الجيش الأمريكي حاليًا في أعلى حالاته منذ 30 سنة، ولا أحد يصنع الأسلحة الأكثر فتكًا في العالم مثلنا.
ونوه الرئيس الأمريكي، إلى أن المنطقة قادرة على مواجهة قوى الإرهاب والتطرف، وميلاد الشرق الأوسط الجديد سيتم عبر شعوب المنطقة.
وتابع: "قضينا على تنظيم داعش الإرهابي، ومنعنا النظام الإيراني من تمويل التنظيمات الإرهابية، ولن نسمح لإيران بتسمية الخليج العربي بالفارسي، كما أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، فالنظام في إيران يسرق مقدرات شعبه لتمويل سفك الدماء"، مشيرًا إلى أن ميليشيات حزب الله قامت بوضع لبنان في مأساة.
وأضاف الرئيس الأمريكي: "نعمل على تحقيق السلام والأمن في المنطقة، وشعوب المنطقة نفسها هي من تصنع شرق أوسط جديدًا، والسعودية ستنضم قريبًا إلى الاتفاقيات الإبراهيمية في التوقيت المناسب".