ترامب يعرض الانضمام للمحادثات الروسية الأوكرانية في تركيا

عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانضمام إلى المحادثات المحتملة بين أوكرانيا وروسيا في تركيا في وقت لاحق من الأسبوع، وذلك في الوقت الذي تسعى فيه الدول الأوروبية إلى إقناع الكرملين بقبول طلبها وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً. وجاء عرض ترامب بعد يوم من إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه سيسافر إلى إسطنبول، وأنه ينتظر لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين هناك.
وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض إن محادثات إسطنبول قد تكون مفيدة وإنه قد ينضم إليها الخميس في أثناء وجوده في المنطقة. ويشمل جدول أعماله الحالي زيارة السعودية والإمارات وقطر هذا الأسبوع.
وأضاف قبل انطلاقه في رحلته الخارجية الثانية منذ توليه ولايته الجديدة في يناير (كانون الثاني) "لديَّ اجتماعات كثيرة، لكنني أفكر جدياً في السفر إلى هناك. علينا إنجاز هذه الأمور"، وتابع "لا تستهينوا بيوم الخميس في تركيا".
استمرار الهجمات
وفي وقت لاحق أشار الرئيس الأوكراني في خطابه الليلي إلى استمرار الهجمات الروسية على خطوط المواجهة طوال اليوم، وأن موسكو لم ترد بعد على دعوته بوتين للقاء به لإجراء محادثات في تركيا هذا الأسبوع.
وقال زيلينسكي "يستمر قصف روسيا واعتداءاتها. تلتزم موسكو الصمت طوال الوقت في شأن اقتراح عقد اجتماع مباشر. صمت غريب جداً".
"سبل المضي نحو وقف إطلاق النار"
في الأثناء قالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الإثنين إن الوزير ماركو روبيو ناقش "سبل المضي نحو وقف إطلاق النار" في أوكرانيا مع نظراء أوروبيين بينهم وزيرا خارجية بريطانيا وفرنسا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي.
وأشار بيان إلى أن وزير خارجية أوكرانيا أندريه سيبيها ونظيريه الألماني والبولندي شاركوا أيضاً في المناقشات.
من جانبها أعلنت فرنسا الإثنين أن القادة الذين اجتمعوا مطلع الأسبوع بشأن أوكرانيا طلبوا من المفوضية الأوروبية فرض عقوبات "ضخمة" جديدة أكثر قسوة تستهدف قطاعي النفط والخدمات المالية في روسيا إذا لم توافق موسكو على وقف إطلاق نار.
يعمل الاتحاد الأوروبي بالفعل على فرض حزمة عقوبات للمرة الـ17 يهدف إلى اعتمادها بحلول موعد اجتماع وزراء الخارجية المقبل في الـ20 من مايو (أيار)، لكن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قال لصحافيين في نورماندي إن العمل بدأ أيضاً على إجراءات أكثر صرامة تتجاوز تلك الحزمة.
وقال بارو عقب اتصال هاتفي مع نظراء أوروبيين ووزير الخارجية الأمريكي "نعد حالياً عقوبات إضافية تستهدف قطاعي الطاقة والخدمات المالية. طلبنا من المفوضية الأوروبية هذا الأسبوع إعداد عقوبات جديدة أكثر صرامة لإجبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قبول السلام".
توجه قادة من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا إلى أوكرانيا يوم السبت وأجروا اجتماعاً عن بعد مع قادة آخرين من بينهم رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين.
تنسيق أمريكي - أوروبي
قال دبلوماسيون إن الدول الأوروبية كانت تدفع من أجل وقف إطلاق النار محذرة من فرض عقوبات قريباً بتنسيق أمريكي - أوروبي، لكن ذلك يبدو الآن أنه يعتمد على ما إذا كانت المحادثات ستجرى الخميس وعلى نتائجها المحتملة.
وقال بارو "نؤيد فكرة التواصل بين الرئيس زيلينسكي والرئيس بوتين. اقترح بوتين تواصلاً مباشراً مع زيلينسكي ووافق زيلينسكي، لذا على بوتين الالتزام والذهاب إلى إسطنبول الخميس".
وأضاف أنه من أجل إجراء مناقشات جادة، يجب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار لأنه من غير الممكن التفاوض وسط الغارات الجوية والطائرات المسيرة. وتابع "نعد عقوبات قوية وضخمة إذا لم يقبل بوقف إطلاق النار".
وأشار إلى أن العقوبات الأوروبية المحتملة يجري تنسيقها مع مشروع قانون أمريكي بشأن عقوبات يعده أعضاء في مجلس الشيوخ من شأنه فرض رسوم جمركية بنسبة 500 في المئة على الدول التي تستورد النفط الروسي.
بولندا تعتزم إغلاق قنصلية روسيا
استدعت بولندا السفير الروسي وقالت إنها ستغلق قنصلية روسيا في مدينة كراكوف بعد أن خلصت إلى أن موسكو مسؤولة عن حريق ضخم دمر مركزاً تجارياً في وارسو بالكامل تقريباً في 2024.
ونفت روسيا أي ضلوع في الحريق واتهمت بولندا باتخاذ موقف معاد لروسيا.
ووصلت العلاقات المتوترة بالفعل بين وارسو وموسكو إلى أدنى مستوياتها منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا في 2022. وتقول بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي إن كونها مركز للمساعدات لكييف جعلها "هدفاً للتخريب والهجمات الإلكترونية والتضليل الإعلامي" من جانب روسيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية بافيل رونسكي الإثنين "استدعي السفير إلى الوزارة في الساعة 15:00 (بتوقيت وسط أوروبا)".
وقال رئيس الوزراء دونالد توسك الأحد إن بولندا كانت تعلم "يقيناً" أن أجهزة الاستخبارات الروسية متورطة في حريق العام الماضي.
وكتب وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي على إكس "نظراً إلى الأدلة على أن أجهزة روسية خاصة ارتكبت عملاً تخريبياً بغيضاً على مركز تسوق في شارع مارفيلسكا، قررت سحب موافقتي على عمل قنصلية روسيا الاتحادية لدى كراكوف".
وقال سيكورسكي لصحافيين في اجتماع لوزراء خارجية في لندن إن بولندا ستتخذ مزيداً من الإجراءات إذا استمرت هجمات مثل تلك التي استهدفت مركز التسوق.
وقال ممثلون لوزارة الخارجية إن روسيا سيكون أمامها نحو 30 يوماً لإغلاق قنصلية كراكوف التي يعمل بها ثلاثة دبلوماسيين وأربعة موظفين آخرين.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين تعليقاً على الإجراء البولندي "تصدر في بولندا اتهامات كثيرة مختلفة ضد روسيا، وهذا جزء من موقف معاد لروسيا وغير ودي بالمرة تجاه بلدنا".
وأضاف بيسكوف "كل هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة بالمرة".