المستشار الألماني الجديد يدعو إدارة ترامب إلى البقاء بعيداً عن سياسة بلاده الداخلية

دعا المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس، أمس الثلاثاء، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى عدم التدخّل في السياسة الداخلية لبلاده، بعد الدعم القوي الذي قدّمه مسؤولون أمريكيون لحزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرّف، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وفي معرض إعلانه عن محادثة هاتفية أولى سيجريها مع ترامب، الخميس، قال ميرتس في تصريح لقناة تلفزيونية رسمية ألمانية إنه يعتزم «حضّ الحكومة الأمريكية على إبقاء السياسة الداخلية في ألمانيا شأناً داخلياً، والنأي بالنفس إلى حدّ كبير عن هذه الاعتبارات السياسية الفئوية».
كان الزعيم الألماني المحافظ فريدريش ميرتس قد تخطى أمس الثلاثاء بنجاح الدورة الثانية من التصويت البرلماني ، حيث انتخبه النواب لمنصب المستشار ، بعد إخفاقه المفاجئ في الدورة الأولى. وحصل ميرتس على 325 صوتا من أصل 630 عضوا بالمجلس، مقابل 289 صوتا ضده، ما يعني أنه حاز على الأغلبية المطلقة.
وحصل ميرتس في الدورة الثانية على 325 صوتا من أصل 630 عضوا في المجلس، مقابل 289 صوتا ضده، وحاز بذلك الأغلبية المطلقة.
وكان ميرتس خسر في نفس اليوم جولة أولى من التصويت البرلماني لانتخابه مستشارا ، في انتكاسة كانت غير متوقعة للائتلاف الجديد بين المحافظين والحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي ينتمي إلى يسار الوسط.
وهذه هي المرة الأولى التي يُخفق فيها مستشار مرشح في تصويت لـ«البوندستاج» بعد نجاح حزبه في الانتخابات العامة وإتمام مفاوضات الائتلاف الحاكم بنجاح.
وينظم الدستور الألماني هذه الحالة أيضاً، حيث تنص المادة 63، التي تتضمن قواعد انتخاب المستشار، على ما يلي: «إذا لم يتم انتخاب المرشح ، يجوز لـ(البوندستاج) انتخاب مستشار اتحادي خلال 14 يوماً من الاقتراع بأغلبية أكثر من نصف أعضائه».
وتصدرت كتلة المحافظين ، والتي تضم الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي، في انتخابات فبراير/ شباط الماضي، ولكنها حصلت فقط على 28.5 بالمئة من الأصوات ، ما جعلها بحاجة إلى شريك واحد على الأقل لتشكيل ائتلاف.
ووافق ميرتس على تشكيل ائتلاف مع الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الذي حصل على 16.4 بالمئة فقط من الأصوات في أسوأ نتيجة له في تاريخ ألمانيا ما بعد الحرب.
وتقع على عاتق ميرتس مهمة لإثبات القدرة على القيادة، بعد أن أدى انهيار الائتلاف الثلاثي الذي قاده المستشار المنتهية ولايته أولاف شولتز والمنتمي للحزب الديمقراطي الاجتماعي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إلى فراغ سياسي في قلب أوروبا في وقت تواجه فيه عددا لا يحصى من الأزمات.