الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقصف الفاشر.. وقلق أممي من تزايد أعداد النازحين لتشاد

اتهم الجيش السوداني، الجمعة، «قوات الدعم السريع» بقصف أحياء مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، الخميس، مشيراً إلى أن القصف أسفر عن مقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين.
وذكرت وزارة الدفاع السودانية في بيان أن قوات الجيش اعترضت عناصر من «الدعم السريع» على متن 26 مركبة قتالية، وقالت إن القوات المسلحة دمرت هذه المركبات كافة.
وأضاف البيان أن القوات المسلحة السودانية تمكنت أيضاً من «تحييد وإصابة» العشرات من عناصر «قوات الدعم السريع».
كما وكشف مصدر عسكري، الجمعة، عن أن مسيَّرات قصفت بورتسودان لليوم السادس على التوالي.
وفي الأيام الأخيرة، استهدفت مسيَّرات مواقع استراتيجية في بورتسودان، حيث يقع المقر المؤقت للحكومة.
اندلعت الحرب في السودان قبل أكثر من عامين في أثناء عملية للانتقال إلى حكم مدني بسبب خلاف حول دمج «قوات الدعم السريع» في الجيش، وتسببت الحرب في نزوح ما يزيد على 12 مليون سوداني داخل البلاد وخارجها.
قلق أممي من زيادة وتيرة أعداد النازحين السودانيين إلى تشاد
في السياق ذاته أعلنت الأمم المتحدة ، أن نحو 20 ألف شخص فروا من السودان إلى تشاد خلال الأسبوعين الماضيين، هرباً من أعمال العنف في غرب دارفور، معربة عن قلقها إزاء "عمليات النزوح الجماعية هذه بوتيرة مثيرة للقلق".
وقال ماجات غيس، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في تشاد، خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف "وصل نحو 20 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال المنهكين والمصدومين، إلى تشاد خلال الأسبوعين الماضيين فقط".
وأكد أن "هذا التدفق ناجم عن تصاعد أعمال العنف في منطقة شمال دارفور في السودان، وخصوصاً في الفاشر وضواحيها، مما تسبب في نزوح جماعي بوتيرة مثيرة للقلق".
ومن نجامينا، تحدث عن اللاجئين الفارين من الهجمات "الوحشية" و"الواسعة النطاق". ووصل معظمهم من دون طعام أو مال أو وثائق شخصية، حتى إن بعضهم شاهد منازله تحترق.
ويشهد السودان، ثالث أكبر دولة أفريقية من حيث المساحة، منذ أبريل (نيسان) 2023 حرباً مدمرة اندلعت على خلفية صراع على السلطة بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب عام 2021، ونائبه السابق قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو.
وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى وتشريد 13 مليون نسمة، فيما تعاني بعض المناطق المجاعة وسط "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
وفي الأسابيع الأخيرة، اشتدت حدة المعارك للسيطرة على الفاشر، آخر مدينة كبيرة في دارفور غير خاضعة لسيطرة "الدعم السريع" التي تسعى إلى تعويض خسارة الخرطوم الشهر الماضي.
وطالب غيس بـ"وقف الهجمات على المدنيين في السودان، وتوفير المرور الآمن للفارين من أجل إنقاذ حياتهم".
وتعجز تشاد، وهي من أفقر دول العالم، عن تقديم المساعدة بمفردها لأكثر من 794 ألف لاجئ سوداني فروا إلى أراضيها.
وقال إن "الموارد الإنسانية في البلاد لا تزال محدودة للغاية، في حين تستمر الحاجات للمياه والمأوى والصحة والتعليم والحماية في الارتفاع".
وتقدر المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنها تحتاج إلى 409 ملايين دولار للاستجابة لأزمة اللاجئين في تشاد هذا العام، ولكنها لم تحصل من المانحين سوى على 20 في المئة من هذا المبلغ.