اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

شيخ الأزهر الثالث والعشرين.. الإمام العباسي يتولى المنصب للمرة الثانية

الشيخ الثالث والعشرين للأزهر الشريف الإمام المهدي العباسي
الشيخ الثالث والعشرين للأزهر الشريف الإمام المهدي العباسي

ولد الشيخ محمد المهدي العباسي الحنفي بالإسكندرية عام 1827، ونشأ في أسرة عريقة علمتْه حب العلم، فحفظ القرآن الكريم وتلقى علومه في الأزهر الشريف.

تميز الشيخ المهدي بذكائه وفهمه، فتقلد مناصب دينية رفيعة، ففي سن مبكرة عينه الخديوي محمد سعيد مفتياً للديار المصرية عام 1848، وكان أول من جمع بين منصبي الإفتاء وشيخ الأزهر عام 1870 حينما تولى المشيخة لأول مرة وكان حينها الشيخ الحادي والعشرين للأزهر الشريف.
وعاد الإمام المهدي العباسي إلى منصب شيخ الأزهر مرة ثانية في عام 1882 حتى وفاته في عام 1886، ليصبح شيخ الأزهر الثالث والعشرين.
واشتهر الشيخ المهدي بمواقفه المعتدلة، ودفاعه عن الإسلام الوسطي، ونبذ التطرف. كما اهتم بإصلاح الأزهر وتطويره، فعمل على تنظيم الدراسة فيه ووضع مناهج جديدة.
لعب الشيخ المهدي دورًا هامًا في الحياة السياسية المصرية، فكان مستشارًا للخديويين، ووسيطًا بينهم وبين الحركات الوطنية كما عارض الاحتلال البريطاني لمصر، ودافع عن استقلالها.
توفي الشيخ المهدي العباسي عام 1897، تاركًا إرثًا علميًا وفكريًا غنيًا. فقد ألف العديد من الكتب في الفقه والتفسير والحديث، ونشر العلم والمعرفة بين طلابه.
رفض الفتوى بجواز مصادرة ثروة أسرة محمد علي باشا لصالح الخزينة.
دافع عن الشيخ حسن العدوي ضد نفي الخديوي إسماعيل له.
وضع قانونًا للتدريس في الأزهر لتنظيم العملية التعليمية.
أول من سن قانونًا لامتحان العلماء في الأزهر.
عارض الثورة العرابية، لكنه عاد إلى منصب شيخ الأزهر بعد انتهائها.
رفض ممارسة الخديوي للضغوط عليه، فقدم استقالته من منصبي الإفتاء وشيخ الأزهر.
الشخصية:

كان الشيخ المهدي شخصية قوية، يتمتع بشخصية مستقلة، لا يخشى قول الحق، حتى لو واجه بذلك الحكام.
يُعد الشيخ المهدي العباسي أحد أهم شيوخ الأزهر في التاريخ، فقد جمع بين العلم والتقوى، ودافع عن الإسلام والوطن.
وعاد مجددا إلى منصب شيخ الأزهر الشريف بقرار صادر من الخديوي توفيق إلى جانب بقائه في الإفتاء، وكان يجتمع بكبار العلماء في السر للتحدث في أمور السياسة العامة للدولة وطرق ومقاومة الاحتلال البريطاني حتى علم الخديوي، وعندما قابله لمح له الخديوي بالأمر، فطلب الإمام من الخديوي إعفاءه من المشيخة والإفتاء معا.