اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

الشيخ الحادي عشر للأزهر الشريف أحمد العروسي

الشيخ الحادي عشر للأزهر الشريف أحمد العروسي
الشيخ الحادي عشر للأزهر الشريف أحمد العروسي

يعد منصب شيخ الأزهر، من أرفع المناصب في العالم الإسلامي، وتناوب على توليه عدد كبير من رجال الدين منذ إنشاء الأزهر الشريف في عام 971 ميلادي، ومن بين هؤلاء الشيخ أحمد بن موسى العروسي، وهو الشيخ الحادي عشر في ترتيب من تولوا هذا المنصب الرفيع.

وولد الشيخ أحمد بن موسى العروسي عام 1720 في قرية منية عروس بمحافظة المنوفية، وحفظ القرآن الكريم في قريته، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر الشريف.

تتلمذ العروسي على يد كبار العلماء:

درس الشيخ أحمد العروسي على يد كبار علماء عصره، مثل الشيخ أحمد الملوي، والشيخ عبد الله الشبراوي، والشيخ الحفني، وتمكن من دراسة مختلف العلوم الدينية، من تفسير القرآن الكريم إلى الحديث النبوي الشريف والفقه الإسلامي، إلى آخره من العلوم التي مكنته فيما بعد من الوصول إلى منصب شيخ الأزهر الشريف.

اهتمامه بعلوم الرياضيات والفلك:

لم يقتصر اهتمام الشيخ أحمد العروسي على العلوم الدينية أو الشرعية فقط، بل امتد اهتمامه أيضًا إلى العلوم الأخرى مثل الرياضيات والفلك، وغيرها، حيث درس الشيخ العروسي على يد الشيخ حسن الجبرتي، والد المؤرخ الكبير عبد الرحمن الجبرتي.

النزعة الصوفية عند الشيخ العروسي:

كان للشيخ العروسي نزعة صوفية قوية، حيث لازم في عصره كبار مشايخ الصوفية المشهود لهم بالعلم والعمل والصلاح.

توليه مشيخة الأزهر:

بعد وفاة الشيخ أحمد الدمنهوري عام 1778، وهو عاشر مشايخ الأزهر الشريف تولى الشيخ العروسي مشيخة الأزهر حتى وفاته في عام 1793 ليستمر في هذا المنصب ما يقرب من 15 عاما.

وكان لتولي العروسي مشيخة الأزهر واقعة هامة، حيث أراد إبراهيم بك المملوكى تولية غيره، إلا أن العلماء ثاروا واعتصموا بمسجد الامام الشافعى وتحقق لهم ما أرادوا وتولى المنصب الرفيع حتى وفاته.

صفات الشيخ العروسي:

وعن وصف الشيخ العروسي، قال المؤرخ الكبير عبد الرحمن الجبرتي، إنه كان "رقيق الطباع مليح الأوضاع، لطيفًا مهذبًا فيه عفة وديانة، ودقة وأمانة".

الشيخ العروسي ينتصر للفقراء ضد جشع الأمراء:

واجه الشيخ أحمد بن موسى العروسي، مواقف صعبة في عهده، تميزت بظلم بعض الأمراء وجشعهم.

اتخذ الشيخ العروسي مواقف مشهودة ضد الأمراء في الدفاع عن الشعب، فكان مناضلاً شجاعًا لم يتردد في التعبير عن رفضه للظلم.

ومن أشهر مواقفه البطولية، ما حدث في عهد الوالي العثماني حسن باشا، عندما اشتد الغلاء وزادت شكاوى الناس، ولم يتردد في التوجه إلى الوالي مباشرة، واتفق معه على وضع تسعيرة عادلة للخبز واللحم والسمن.

خرج المحتسب ليعلن في الأسواق السياسة التموينية الجديدة ويهدد من يخرج عليها، فزالت الغمة عن الناس.

لم تتوقف مواقف الشيخ العروسي البطولية عند هذا الحد، بل واجه أيضًا الوالي العثماني أحمد أغا عندما أساء لأهالي الحسينية.

وقاد الشيخ العروسي احتجاجًا كبيرًا ضد إساءة الوالي، ممَّا أدى إلى صدور فرمان سلطاني بعزْله، واضطر خليفة أحمد أغا إلى أن يحضر إلى الأزهر ليقدم اعتذاره لعلماءه ويسعى لاسترضائهم.

وفاة الشيخ العروسي:

توفي الشيخ العروسي عام 1793، ودفن بمدفن صهره الصوفي الورع الشيخ العريان.