ترامب بعد مكالمة هاتفية مع بوتين: محادثات بين روسيا وأوكرانيا والفاتيكان وسيطا

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه أحرز تقدماً خلال مكالمته الهاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وإنه تحدث أيضاً إلى رؤساء عدد من الدول الأوروبية.

وأكد الرئيس ترامب أن روسيا وأوكرانيا "ستباشران فوراً" محادثات في شأن وقف إطلاق النار والأهم بهدف إنهاء الحرب، مشيراً إلى أن موسكو تريد زيادة التجارة مع واشنطن بعد انتهاء الحرب.

وكتب ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال"، "سيجري التفاوض على شروط وقف إطلاق النار بين الطرفين، وهو أمر لا مفر منه". وأضاف "لو لم تكن المكالمة ممتازة، لكنت أعلنت ذلك الآن وليس لاحقاً".

ومضى في حديثه، "ما دام الفاتيكان ممثلاً في البابا أعلن أنه سيكون مهتماً للغاية باستضافة المفاوضات فلتنطلق إذاً".

بدوره وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين المحادثة الهاتفية التي استمرت "أكثر من ساعتين" مع نظيره الأمريكي في شأن النزاع في أوكرانيا، بأنها "مفيدة".

ووصف بوتين المحادثة في تصريح مقتضب للصحافيين عقب الاتصال، بأنها "بناءة وصريحة جداً"، وتابع "بصورة عامة، أعتقد أنها كانت مفيدة"، ودعا كييف إلى إيجاد "تسويات ترضي كل الأطراف"، وتابع، "المحادثات مع كييف تسير في الاتجاه الصحيح بعد محادثات إسطنبول، كذلك فإن ترامب أقر بأن روسيا تؤيد الحل السلمي للأزمة الأوكرانية، ووقف إطلاق النار مع كييف ممكن بمجرد التوصل إلى اتفاقات".

بدوره، قال مساعد في الكرملين إن بوتين رحب بنتائج جولة ترامب في الشرق الأوسط ورحب أيضا بالتقدم المحرز في المحادثات الأمريكية مع إيران في شأن البرنامج النووي، مؤكداً أن موسكو مستعدة للمساعدة.

وأرسل بوتين آلاف القوات إلى أوكرانيا في فبراير 2022 لتندلع أخطر مواجهة بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962.

ودعا ترامب مراراً إلى إنهاء "حمام الدم" في أوكرانيا، الذي تصوره إدارته على أنه حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا.

وتحت ضغط من ترامب، التقى ممثلون من البلدين المتحاربين في إسطنبول الجمعة الماضي للمرة الأولى منذ مارس 2022، بعدما اقترح بوتين إجراء محادثات مباشرة، فيما طالب الأوروبيون وأوكرانيا بوقف فوري لإطلاق النار.

وقبل الاتصال الهاتفي بوقت قصير، قال نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس لصحافيين إن واشنطن تدرك أن الطريق نحو إنهاء الحرب صار مسدوداً، وإذا لم تكن موسكو مستعدة للمشاركة، فإن الولايات المتحدة ستضطر في النهاية إلى القول إنها ليست حربها، وإنه مع انسداد أفق المحادثات في شأن إنهاء الحرب، ستضطر واشنطن في النهاية إلى الانسحاب من تلك المساعي إذا لم تكن موسكو مستعدة للمشاركة فيها.

وأضاف فانس أثناء استعداده لمغادرة إيطاليا، "ندرك أن هناك بعض الجمود وأعتقد أن الرئيس سيقول للرئيس بوتين: ’انظر، هل أنت جاد؟ هل أنت صادق في هذا؟‘"، وتابع "أعتقد بصراحة أن الرئيس بوتين لا يعرف تماماً كيف ينهي تلك الحرب"، مضيفاً أنه تحدث للتو مع ترامب، وإن الأمر "يتطلب جهوداً من الجانبين، أعلم أن الرئيس مستعد للقيام بذلك، لكن إذا لم تكن روسيا مستعدة لفعل هذا، فسنقول في نهاية المطاف إن هذه ليست حربنا"، وقال "سنحاول إنهاءها لكن إذا لم نتمكن من إنهائها، فسنقول في النهاية ’أتعلمون؟ كان الأمر يستحق المحاولة لكننا لن نبذل جهداً بعد الآن‘".

رد فعل زيلينسكي

استبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الإثنين سحب قواته من أنحاء في شرق أوكرانيا وجنوبها تسيطر عليها كييف، رافضاً شروطاً وضعتها روسيا لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقال زيلينسكي لصحافيين في كييف ردا على سؤال بشأن شروط روسية تشمل تخلي أوكرانيا بالكامل عن مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا التي تقول روسيا إنها ضمّتها لكنها لا تسيطر عليها بالكامل، إن "قواتنا لن تنسحب من أراضينا".

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه طلب خلال مكالمة هاتفية مع دونالد ترامب من الرئيس الأمريكي عدم اتخاذ "أي قرار" في شأن كييف، من دون موافقة كييف.

وقال زيلينكسي خلال مؤتمر صحافي "طلبت منه عدم اتخاذ أي قرار حول أوكرانيا من دوننا، قبل مكالمته مع بوتين، فهذا مبدأ مهم جداً بالنسبة إلينا".

ودعا الرئيس الأوكراني نظيره الأمريكي إلى تشديد العقوبات على روسيا إذا لم توافق على وقف إطلاق النار، خلال اتصال قصير قبل المحادثات الهاتفية التي استمرت ساعتين بين ترامب وبوتين، بحسب ما قال مسؤول أوكراني لوكالة الصحافة الفرنسية.

وقال المصدر إن زيلينسكي أكد "أن هناك حاجة إلى وقف لإطلاق النار كما اقترح الرئيس ترامب نفسه، وإذا لم يحدث ذلك فستكون العقوبات ضرورية"، مشيراً إلى أن زيلينسكي تحدث مع ترامب 10 إلى 15 دقيقة، قبل أن يتصل الرئيس الأمريكي بنظيره الروسي.

دور جديد للفاتيكان

قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني أمس الإثنين إن قادة أوروبا والولايات المتحدة رحبوا باستعداد البابا لاوون الـ14 لاستضافة محادثات بين روسيا وأوكرانيا في الفاتيكان.

وقال مكتب ميلوني إن الزعماء الأوروبيين، بمن فيهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، تحدثوا إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد أن أجرى مكالمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف المكتب في بيان "يجري العمل على البدء فوراً في مفاوضات بين الطرفين يمكن أن تؤدي إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وتهيئة الظروف الملائمة من أجل إحلال سلام عادل ودائم في أوكرانيا".

وجاء في البيان "في هذا الصدد، يعد استعداد البابا لاستضافة المحادثات في الفاتيكان أمراً إيجابياً، إيطاليا مستعدة للقيام بدورها لتسهيل الاتصالات والعمل من أجل السلام".

تعهد أمريكي للأوروبيين

أعلنت الحكومة الألمانية اليوم أن الولايات المتحدة وافقت على "التنسيق بصورة وثيقة" مع الشركاء الأوروبيين في ما يخص المحادثات في شأن أوكرانيا، بعد المكالمة الهاتفية بين ترامب وبوتين.

وفور انتهاء المحادثة الهاتفية مع فلاديمير بوتين، أجرى دونالد ترامب مكالمة ثانية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والفنلندي ألكسندر ستوب والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.

وجاء في محضر المكالمة الذي نقله المتحدث باسم المستشار الألماني أن القادة "تباحثوا في الخطوات التالية"، و"شددوا على عزمهم مواكبة أوكرانيا عن كثب في المسار الرامي إلى وقف إطلاق النار".

وأشار المحضر إلى أن "المشاركين الأوروبيين (في المكالمة) أعلنوا زيادة الضغط على روسيا من خلال العقوبات"، في ما يبدو تبايناً في المواقف مع واشنطن.

تطبيع العلاقات

قال الكرملين إن بوتين وترامب يؤيدان تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، وناقشا صفقة تبادل سجناء جديدة محتملة بين البلدين خلال محادثة هاتفية استمرت أكثر من ساعتين.

وجاء في تصريح لمستشار الكرملين يوري أوشاكوف أن الرئيسين "أعربا عن تأييدهما لمزيد من تطبيع العلاقات"، مضيفاً أنهما ناقشا صفقة لتبادل تسعة سجناء لكل من الجانبين.

محادثات إيران

ناقش بوتين موضوع إيران مع ترامب خلال مكالمتهما الهاتفية، بحسب ما كشف عنه المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف.

وقال أوشاكوف إن الرئيسين الروسي والأمريكي "تطرقا إلى مسائل كثيرة"، بما فيها "إيران والشرق الأوسط"، وقيم بوتين "بصورة إيجابية مسار المفاوضات بين واشنطن وطهران حول البرنامج النووي الإيراني بوساطة عمان".