اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

قادة أوربيون يهددون موسكو.. وروسيا ترد بسخرية: «نسمع تصريحات متناقضة من جانب أوروبا»

قادة أوروبا يزورون أوكرانيا دعما لها
قادة أوروبا يزورون أوكرانيا دعما لها

ذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء نقلاً عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله، أمس السبت، إن روسيا ستدرس مقترحاً أوروبياً يحظى بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في أوكرانيا.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في تصريح لشبكة "سي أن أن" الأمريكية، "علينا أن ننظر في ذلك. إنه تطور جديد"، مضيفاً "لكن محاولة الضغط علينا غير مجدية".

وأيدت القوى الأوروبية الكبرى اليوم وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً في أوكرانيا بدعم من الرئيس ترامب، وهددت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بفرض عقوبات "ضخمة" إذا لم يقبل بوقف إطلاق النار خلال أيام.

وحدد زعماء بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا وأوكرانيا بدء وقف إطلاق النار في 12 مايو الحالي، وذلك خلال اجتماع في كييف أجروا خلاله مكالمة هاتفية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحافي "جميعنا هنا إلى جانب الولايات المتحدة ننتقد بوتين بشدة. إذا كان جاداً في شأن السلام فلديه فرصة لإثبات ذلك"، مضيفاً "لا مزيد من الحجج والأعذار. لا مزيد من الشروط والتسويف".

وبعد وقت قصير من إعلان الزعماء الأوروبيين، أدلى الكرملين بتصريحات بدت وكأنها تسخر من ذلك الإعلان.

وذكرت وكالة "إنترفاكس" للأنباء، أن الكرملين اتهم الدول الأوروبية أمس السبت، بالإدلاء بتصريحات متناقضة وصدامية، بعد أن أيد زعماء أوروبيون خطة أمريكية لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً في أوكرانيا، وهددوا روسيا بعقوبات "ضخمة" إذا لم تلتزم.

ونقلت "إنترفاكس" عن دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، قوله "نسمع كثيراً من التصريحات المتناقضة من أوروبا. إنها بوجه عام صدامية بطبيعتها، ولا تهدف إلى محاولة إحياء علاقاتنا. هذا كل شيء".

ولم يرد الكرملين في شكل مباشر على الإنذار الذي وجهه حلفاء كييف لإجبار موسكو على القبول بوقف لإطلاق النار في أوكرانيا يستمر 30 يوماً.

وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحافيين "نسمع تصريحات متناقضة من جانب أوروبا. إنها تركز في شكل عام على المواجهة أكثر من تركيزها على مبادرات تهدف الى إحياء علاقاتنا بشكل أو بآخر".

خيبة أمل

ولم يعلق ترامب بعد على تصريحات الزعماء الأوروبيين، وكان قد عبر عن شعوره بخيبة الأمل إزاء ما تعتبرها واشنطن مماطلة من جانب بوتين في شأن وقف إطلاق النار.

وبفرض عقوبات جديدة، سيعزز البيت الأبيض تحالفه مع دول غرب أوروبا التي تضررت بشدة من حرب تجارية فرض فيها ترامب رسوماً جمركية عليها وعلى دول أخرى، وألمح إلى أنه قد لا يدافع عن شركاء بلاده في حلف شمال الأطلسي الذين لا ينفقون على تعزيز دفاعاتهم بما فيه الكفاية.

وقال زيلينسكي إنه اتفق مع الزعماء الزائرين على أن وقف إطلاق النار غير المشروط يجب أن يبدأ يوم الإثنين، وأن يشمل الجو والبحر والبر. وأضاف أنه في حال رفض روسيا فسوف تواجه عقوبات جديدة بما في ذلك تشديد الإجراءات العقابية التي تستهدف قطاعي الطاقة والبنوك.

وسخر دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق والمسؤول الأمني الكبير حالياً، من فكرة منح روسيا خياراً بين فرض عقوبات عليها أو منح القوات الأوكرانية فرصة لإعادة بناء نفسها.

وأعلن عن رفضه الشديد لخطط السلام هذه.

ويأتي استعراض الوحدة الأوروبية هذا غداة استخدام بوتين لهجة تحد خلال عرض عسكري في موسكو بمناسبة احتفالات الذكرى الـ80 للنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، بحضور نحو 20 زعيماً أجنبياً بينهم الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وفي مقابلة مع قناة "إيه بي سي" الأمريكية السبت، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن إمدادات الأسلحة من حلفاء أوكرانيا يجب أن تتوقف قبل أن توافق روسيا على وقف لإطلاق النار.

وأضاف بيسكوف أن أية هدنة ستكون "مفيدة لأوكرانيا" في وقت "تتقدم القوات الروسية بثقة كبيرة" على الجبهة.

واعتبر ماكرون أن روسيا تلجأ الى "المماطلة".

وذكرت وسائل إعلام أوكرانية السبت، أن روسيا أعلنت إغلاق المجال الجوي فوق موقعها العسكري الذي استخدم لإطلاق صاروخ "أوريشنيك" الفرط صوتي عام 2024، في علامة محتملة على استعدادات لضربة باليستية جديدة.

تراشق بالاتهامات

وذكرت روسيا السبت، أن القتال دار في أربع مناطق بأوكرانيا على رغم وقف إطلاق نار من جانب واحد أعلنته موسكو قبل أيام قليلة، قائلة إن قواتها اضطرت للرد على الهجمات الأوكرانية.

وتقول أوكرانيا إن روسيا واصلت مهاجمتها، ووصفت وقف إطلاق النار بأنه مسرحية هزلية، ولم تنضم كييف إلى الهدنة، لكنها دعت إلى وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، الذي حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الطرفين المتحاربين على الموافقة عليه.

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من روايات أي من الجانبين حول ما يجري في ساحة المعركة.

وينتهي عند منتصف ليل السبت (21.00 بتوقيت غرينتش) سريان وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمدة 72 ساعة بمناسبة الذكرى الـ80 للنصر على ألمانيا النازية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن قواتها ملتزمة بوقف إطلاق النار، وهو ما تنفيه كييف. كما تقول موسكو إن القوات لا تزال عند الخطوط التي سيطرت عليها سابقاً، إلا أنها ترد على "الانتهاكات" التي ترتكبها أوكرانيا.

وذكرت الوزارة أن قوات كييف شنت هجمات في مناطق سومي وزابوريجيا وخيرسون في أوكرانيا وبالقرب من 12 موقعاً سكنياً في منطقة دونيتسك، وقالت إن القوات الروسية صدتها.

وذكر جندي أوكراني جريح في مستشفى ميداني بمنطقة زابوريجيا لـ"رويترز" أنه "لا يوجد وقف لإطلاق النار" ولم يتغير شيء. وأضاف "استمر القصف كما كان من قبل، والطائرات المسيرة تحلق كما كانت من قبل".

وقال البيان الروسي أيضاً إن أوكرانيا حاولت أربع مرات اقتحام الحدود ودخول منطقتي كورسك وبيلجورود الروسيتين، لكنه لم يحدد توقيت حدوث ما يقول إنها محاولات للتوغل.

وقف إطلاق النار بإشراف أمريكي

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من كييف أمس السبت أن الولايات المتحدة ستتولى، مع إسهام أوروبي، الإشراف على التزام وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً الذي تقترحه أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون.

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة بريطانيا وألمانيا وبولندا، إن البلدان المنضوية في "تحالف الدول الراغبة" الداعمة لكييف، "قررت دعم وقف إطلاق النار" لمدة 30 يوماً "مع إشراف توفره الولايات المتحدة بصورة أساس"، على أن "يسهم في ذلك كل الأوروبيين".

وحذر ماكرون روسيا من أنه "في حال انتهاك وقف إطلاق النار هذا، اتفقنا على إعداد عقوبات هائلة ومنسقة بين الأوروبيين والأمريكيين".

محادثات مع ترامب

وأجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وقادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا محادثات عبر الهاتف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس السبت عقب اجتماعهم في كييف، بحسب ما أفاد وزير الخارجية الأوكراني.

وكتب أندريه سيبيجا عبر منصة "إكس"، "عقب اجتماع تحالف الدول الراغبة في كييف، أجرى القادة الخمسة اتصالات مثمرة (مع ترامب) ركزت على جهود السلام".

وأضاف أن "أوكرانيا وجميع حلفائها مستعدون لوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار براً وجواً وبحراً لمدة 30 يوماً في الأقل يبدأ بعد غد الإثنين".

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته بعد انضمامه إلى اجتماع "تحالف الراغبين" لشركاء كييف إن من الواضح أن المجموعة ملتزمة وتواصل الوقوف إلى جانب أوكرانيا.

وبدأ قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا أمس زيارة إلى أوكرانيا لعقد محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي متعهدين بتكثيف الضغط على روسيا حتى توافق على وقف لإطلاق النار، غداة عرض عسكري ضخم في موسكو في ذكرى النصر على النازية.

وقال قادة الدول الأربعة إنهم "مستعدون لدعم محادثات سلام في أقرب وقت" سعياً إلى وقف الحرب التي اندلعت مع الغزو الروسي في مطلع عام 2022.

ولم يبد الكرملين أي مؤشرات على نيته وقف الحرب، على رغم مساع حثيثة يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار، وسبق لموسكو التأكيد أن أية هدنة لن تكون ممكنة ما لم توقف دول الغرب إمدادات الأسلحة إلى كييف.

ورفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هدنة من 30 يوماً اقترحتها واشنطن وكييف، وأعلن في المقابل عن هدنتين وجيزتين في المعارك اتهمت خلالهما أوكرانيا موسكو بخرقهما.

حذرت السفارة الأمريكية لدى كييف أمس الأول الجمعة من هجوم جوي "يحتمل أن يكون كبيراً" في الأيام المقبلة.

وقالت السفارة على موقعها الإلكتروني إنها "تلقت معلومات في شأن هجوم جوي يحتمل أن يكون كبيراً قد يحدث في أي وقت خلال الأيام القليلة المقبلة". وأضافت "توصي السفارة كعادتها المواطنين الأمريكيين بالاستعداد للاحتماء فوراً في حالة إعلان حالة تأهب جوي".

"محادثات مباشرة" بين روسيا وأوكرانيا؟

في الأثناء، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى "محادثات مباشرة" بين أوكرانيا وروسيا حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين البلدين. وقال ماكرون إنه إذا تم التوصل إلى هدنة مدتها 30 يوماً، وهو أمر طرحته بلدان غربية، "فسنتحرك باتّجاه محادثات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا. نحن مستعدون للمساعدة"، وذلك في مقابلة مع "تي إف 1" و"إل سي إي" أثناء توجهه إلى كييف للقاء قادة أوروبيين.

تشديد العقوبات

وحذّر المستشار الألماني فريدريش ميرتس روسيا من أنها ستواجه عقوبات أكثر تشدداً بكثير إذا رفضت وقفاً لإطلاق النار في أوكرانيا مدته 30 يوماً يطالب به الغرب، وذلك في مقابلة أجرتها معله صحيفة "بيلد" ونشرتها السبت. وقال ميرتس إنه في حال رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهدنة، "فسيكون هناك تشديد هائل للعقوبات وستتواصل المساعدات الكبيرة المقدّمة لأوكرانيا، السياسية طبعاً، ولكن أيضا المالية والعسكرية".

دعم أوروبي

ووصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى كييف، اليوم السبت، لتقديم الدعم مع رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك إلى أوكرانيا.

وخرج القادة الثلاثة من القطار نفسه الذي أقلّهم من بولندا. ومن المقرر أن ينضم إليهم في وقت لاحق توسك.

وهذه أول زيارة مشتركة لقادة الدول الأربع إلى أوكرانيا.

وقبيل الزيارة دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان مشترك روسيا إلى الموافقة على "وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يوماً" لافساح المجال أمام محادثات سلام.

ويأتي استعراض الوحدة الأوروبية هذا بعد يوم من استخدام الرئيس فلاديمير بوتين لهجة تحدٍّ خلال عرض عسكري في موسكو بمناسبة احتفالات الذكرى الـ80 للانتصار على ألمانيا النازية.

وأضاف الزعماء الأوروبيون في بيانهم "نحن مستعدون لدعم محادثات سلام في أقرب وقت ممكن ومناقشة آلية تنفيذ وقف إطلاق النار والتحضير لاتفاق سلام كامل"، مؤكدين على أن "إراقة الدماء يجب أن تتوقف".

وحذروا "سنواصل تعزيز دعمنا لأوكرانيا. وإلى أن توافق روسيا على وقف إطلاق نار دائم، سنشدد الضغوط على آلة الحرب الروسية".

روسيا: يجب وقف تدفق الأسلحة

في الأثناء، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" إن روسيا ستشترط وقف إمدادات الأسلحة الأمريكية والأوروبية إلى أوكرانيا خلال أي وقف محتمل لإطلاق النار. وأضاف بيسكوف "وإلا فسيكون ذلك ميزة لأوكرانيا. ستواصل أوكرانيا التعبئة الشاملة، وسترسل قوات جديدة إلى الخطوط الأمامية"، وتابع "ستستغل أوكرانيا هذه الفترة لتدريب عسكريين جدد ومنح قسط من الراحة لعسكرييها الحاليين. فلماذا نمنح أوكرانيا هذه الميزة؟".

وقف إطلاق النار

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اقترح وقفاً لإطلاق النار لمدة 30 يوماً في أوكرانيا كخطوة أولى لإنهاء الحرب، لكن بوتين لم يستجب حتى الآن.

وبالنسبة إلى ميرتس الذي تولى منصبه هذا الأسبوع فقط ستكون هذه الزيارة الأولى له إلى أوكرانيا كمستشار، في حين لم يزر ماكرون كييف منذ يونيو عام 2022.

وبعد الاجتماع مع زيلينسكي، من المقرر أن يستضيف الزعماء اجتماعاً افتراضياً لإطلاع القادة الأوروبيين الآخرين في شأن التحرك لإنشاء قوة أوروبية يمكنها توفير الأمن لأوكرانيا بعد الحرب.

وجاء في البيان أن مثل هذه القوة "ستساعد في تجديد القوات المسلحة الأوكرانية بعد أي اتفاق سلام وتعزيز الثقة في أي سلام مستقبلي".

زعيم كوريا الشمالية: المشاركة في الحرب مبررة

ذكرت وكالة الأنباء الكورية المركزية أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قال إن مشاركة كوريا الشمالية في الحرب بين روسيا وأوكرانيا مبررة، واصفاً إياها بأنها ممارسة للحقوق السيادية دفاعاً عن "شعب شقيق".

وقالت الوكالة نقلاً عن كيم "مشاركتنا في الصراع كانت عادلة، وتندرج ضمن الحقوق السيادية لجمهوريتنا". وأضاف "أعتبر جميع الجنود الشجعان الذين شاركوا في عملية كورسك أبطالاً وممثلين رفيعي المستوى لشرف الأمة".

وقال كيم أيضاً إن بيونج يانج لن تتردد في التصريح باستخدام القوة العسكرية إذا استمرت الولايات المتحدة في ما وصفه بالاستفزازات العسكرية ضد روسيا.

ولم تؤكد كوريا الشمالية رسمياً حتى أواخر أبريل الماضي أنها أرسلت أكثر من 10 آلاف جندي وأسلحة إلى روسيا مع تنامي العلاقات العسكرية بين البلدين بصورة كبيرة بموجب معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعها كيم والرئيس الروسي فلاديمير بوتين العام الماضي.