اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
موقف حماس بشأن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي البيت الأبيض: ترامب لديه رغبة حقيقية لإنهاء حرب غزة سقوط طائرة عسكرية مصرية ومقتل طاقمها السعودية تحذر من تحديات إسرائيل لإرادة المجتمع الدولي سقوط عشرات الضحايا.. الاحتلال الإسرائيلي يستهدف منشآت طبية ومراكز إيواء في غزة قمة القاهرة.. السيسي وعون يبحثان دعم استقرار لبنان والتنسيق الإقليمي لمواجهة التحديات المتصاعدة روسيا تستخدم الـ«سوشيال ميديا» لرسم صورة جميلة عن «ماريوبول» الأوكرانية غزة تحت القصف.. 22 شهيدًا في مجازر متواصلة وإسرائيل تواصل مخطط التقسيم والتهجير الشركات الأوروبية الكبرى تخسر منافسة الأرباح والإيرادات أمام نظيرتها العالمية الخطوط الحمراء النووية.. إيران ترفض التراجع وأمريكا تتشبث بالتخصيب صفر رومانيا تختار أوروبا.. نيكوشور دان رئيساً وسط انقسامات داخلية واتهامات بالتدخل الروسي الأقصى في قبضة المستعمرين وطولكرم تحت النار.. قراءة تحليلية في تكتيكات الاحتلال لتهويد القدس وتفريغ الضفة

جدار الأغوار.. استراتيجية إسرائيلية جديدة لتكريس الضم على حدود الأردن

جدار
جدار

في خطوة تصعيدية جديدة، أقر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، خطة استراتيجية تهدف إلى إنشاء جدار فاصل يمتد بطول 425 كيلومتراً على طول الحدود الشرقية مع الأردن. المشروع، الذي قدّمته وزارة الجيش الإسرائيلي، يُعدّ جزءاً من سياسة أوسع تهدف إلى تعزيز السيطرة الإسرائيلية على منطقة الأغوار الفلسطينية التي تُعدّ من أكثر المناطق استراتيجية وأهمية في الضفة الغربية المحتلة.

خلفية الخطة

يأتي هذا القرار في سياق سياسي وأمني مشحون، وسط تحولات إقليمية ودولية، وتصاعد المخاوف الإسرائيلية من "ثغرات حدودية" قد تُستغل لتهريب أسلحة أو عبور مقاتلين، خاصة في ظل التوتر القائم على عدة جبهات داخلية وخارجية. لكن المراقبين يرون أن البُعد الأمني ليس وحده ما يدفع بهذا المشروع، بل هو غطاء لخطوات ممنهجة باتجاه فرض السيادة الكاملة على الأغوار، وتصفية فكرة الدولة الفلسطينية.

مكونات المشروع

جدار أمني فاصل: يمتد من جنوب الجولان السوري المحتل إلى مدينة إيلات، أي على طول الحدود الشرقية مع الأردن.

منظومة دفاعية متعددة المستويات: تشمل أنظمة مراقبة، أبراج رصد، وسياج كهربائي، إضافة إلى مساحات شاسعة تُصنف كمناطق عسكرية مغلقة.

تعزيز الاستيطان: عبر توسيع المستعمرات القائمة في الأغوار وإنشاء معسكرات تدريب جديدة لجيش الاحتلال، ما يعزز الوجود الإسرائيلي العسكري والمدني في المنطقة.

تصريحات رسمية تكشف النوايا

وزير الجيش الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، شدد على ضرورة "إنجاز المشروع بسرعة"، ما يؤشر إلى وجود توجه حكومي حاسم لتسريع عملية الضم الفعلي تحت غطاء "الدفاع عن الحدود". هذه التصريحات تعكس سياسة قديمة-جديدة يتبناها التيار اليميني الإسرائيلي، الذي يرى في الأغوار "الحدود الشرقية الطبيعية لإسرائيل".

دلالات جيوسياسية

رسالة للأردن: رغم أن المشروع يُبنى من الجانب الإسرائيلي، إلا أنه قد يُنظر إليه كتهديد للعلاقات مع الأردن، الذي يرتبط باتفاقية سلام مع إسرائيل منذ 1994. بناء الجدار قد يُفهم كخطوة أحادية تضعف الثقة المتبادلة وتُهمش أي دور أردني في ترتيبات الوضع النهائي.

ضربة لحل الدولتين: تنفيذ هذه الخطة يعني فعليًا عزل الضفة الغربية عن الأردن، وهو ما يحول دون إقامة دولة فلسطينية ذات حدود قابلة للحياة، ويعزز فصل الضفة عن العمق العربي.

تثبيت وقائع احتلالية: عبر مأسسة السيطرة الإسرائيلية على الأغوار، تكون إسرائيل قد حسمت أمرها بشأن هذه المنطقة، وجعلت أي مفاوضات مستقبلية حولها فارغة المضمون.

ردود الفعل المتوقعة

فلسطينياً: ستُعتبر هذه الخطوة بمثابة إعلان رسمي بالضم، ودعوة مفتوحة للمجتمع الدولي لإعادة النظر في التزام إسرائيل بالقرارات الدولية، لا سيما القرار 2334 الذي يدين الاستيطان ويعتبره غير شرعي.

عربياً: قد تثير الخطة تحفظات أردنية ومصرية، نظراً لانعكاساتها على الأمن الإقليمي. غير أن الفتور العربي الرسمي في مواجهة الانتهاكات الإسرائيلية الأخيرة قد يفتح الباب لتكرار هذا الصمت.

دولياً: بينما قد تنتقد بعض الأطراف الأوروبية المشروع، يُتوقع أن تلتزم الولايات المتحدة الصمت أو حتى المباركة غير المباشرة، خاصة في ظل تنامي التيارات الداعمة لإسرائيل داخل مراكز صنع القرار.

الجدار الذي تسعى إسرائيل إلى بنائه على حدودها مع الأردن ليس جدارًا أمنيًا فقط، بل هو جزء من رؤية استراتيجية متكاملة لضم الأغوار وتكريس الاحتلال. إنه فصل جديد من فرض الوقائع الميدانية بالقوة، في ظل تآكل الضغوط الدولية وتراجع الأفق السياسي الفلسطيني.

موضوعات متعلقة