اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
إعلام أمريكي: ترامب سيعلن خلال أيام خطة توزيع المساعدات في غزة بوتين في يوم النصر.. استدعاء التاريخ لمواجهة الحاضر.. والصين شريك استراتيجي في سردية الانتصار احذر ممنوع المرور.. أماكن تمنع الطائرات من التحليق فوقها حرب غزة والملف النووي الإيراني.. ضغوط إسرائيلية ومفاوضات أميركية في منعطف حاسم تجسس في قلب التحالف.. أوكرانيا تكشف شبكة مجرية على حدود التوتر الأوروبي تعيين مذيعة Fox News مدعية عامة مؤقتة في واشنطن.. خطوة تكتيكية لترمب في مواجهة الرفض الجمهوري وملفات العدالة الشائكة المساعدات تحت الحراسة.. خطة أميركية لتوزيع الإغاثة في غزة عبر شركات خاصة وسط أزمة جوع خانقة محادثات جنيف بين واشنطن وبكين.. بين أمل خفض الرسوم الجمركية وواقع الصدامات الاقتصادية الفاشر تحت النار وبورتسودان في مرمى الطائرات.. تصاعد الصراع العسكري يفاقم المأساة الإنسانية في السودان الكرملين يحتفل بعيد النصر وسط لهيب الحرب.. مفارقات التاسع من مايو بين رمزية الانتصار وواقع الجبهة الأوكرانية مأزق المفاوضات في غزة.. حماس تصر على صفقة شاملة وإسرائيل تلوح بالحسم العسكري قبل زيارة ترمب الجيش السوداني يتهم «الدعم السريع» بقصف الفاشر.. وقلق أممي من تزايد أعداد النازحين لتشاد

بوتين في يوم النصر.. استدعاء التاريخ لمواجهة الحاضر.. والصين شريك استراتيجي في سردية الانتصار

عيد النصر
عيد النصر

في الذكرى الـ80 لـ"يوم النصر"، لم يكتفِ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإحياء ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية، بل استغل المناسبة لإرسال رسائل سياسية وعسكرية واضحة، تستحضر ماضي الاتحاد السوفيتي وتُسقِط رمزيته على الواقع الجيوسياسي المعاصر، خصوصاً في ظل الأزمة الأوكرانية والتوترات المتصاعدة مع الغرب.

بين الذاكرة التاريخية والتوظيف السياسي

ألقى بوتين كلمته خلال العرض العسكري في الساحة الحمراء، مشيداً بما وصفه بـ"بطولة الجيل الذي سحق النازية"، ومعتبراً أن روسيا الحالية هي الامتداد الشرعي لذلك المجد التاريخي. وقد ركز على سردية "الوحدة الوطنية" متعددة القوميات، واستحضر المعارك الكبرى مثل موسكو وستالينغراد وكورسك كأمثلة على التضحيات الكبرى.

اللافت في الخطاب هو التركيز على الدفاع عن "الحقيقة التاريخية"، في إشارة ضمنية إلى ما تعتبره روسيا محاولات غربية لتحريف دور الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، وربط ذلك بالحرب الإعلامية والسياسية الدائرة اليوم حول الحرب في أوكرانيا.

تحالفات ماضية وحاضرة.. الصين في الواجهة

في تطور لافت، خصّ بوتين الصين بالثناء ضمن قائمة "الحلفاء التاريخيين"، قائلاً إن روسيا "تقدر عالياً مساهمة الجنود الشجعان من الصين" في النصر على النازية. هذه الإشارة تحمل أبعاداً دبلوماسية، إذ تعكس التقارب المتزايد بين موسكو وبكين في مواجهة الضغط الغربي، وتحمل رسائل رمزية حول بناء محور جديد متعدد الأقطاب يعيد تشكيل موازين القوى العالمية.

الرسائل العسكرية.. العرض قوة واستعراض

من الناحية العسكرية، شارك في العرض أكثر من 11,500 جندي، إلى جانب عشرات الآليات الحديثة التي أظهرت التحديث المستمر للقوات الروسية رغم العقوبات الغربية والعزلة الدولية. وكانت لافتة مشاركة وزير الدفاع الجديد أندريه بيلؤوسوف، ما يعكس محاولة بوتين لدمج الكفاءة الاقتصادية والإدارية ضمن البنية الأمنية، خاصة في زمن الحرب.

كما أن حضور زعماء وقادة من دول مختلفة يهدف إلى كسر العزلة التي تحاول الدول الغربية فرضها على روسيا، وتقديم موسكو كقوة لا تزال قادرة على بناء التحالفات وكسب الدعم.

أزمة معاصرة بملامح تاريخية

يتزامن هذا الخطاب مع استمرار "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، التي لم يُذكر اسمها صراحة في الخطاب، بل أُشير إليها بعبارات مثل "الدفاع عن الوطن" و"القيم الإنسانية"، مما يعكس محاولات موسكو المستمرة لتأطير الحرب الحالية في سياق الدفاع التاريخي عن "الحق والحقيقة".

كما أن بوتين أكد على أن روسيا ستبقى "سداً منيعاً في وجه النازية"، وهو تصريح ينطوي على إسقاط مباشر على الوضع الأوكراني، حيث تتهم موسكو كييف بتبنّي أيديولوجيات قومية متطرفة، وهي رواية تُستخدم لتبرير الحرب داخلياً وخارجياً.

التاريخ كأداة شرعنة ودعاية

في النهاية، يتضح أن إحياء "يوم النصر" في روسيا لا يقتصر على تذكّر الماضي، بل يتحوّل إلى أداة لتكريس رواية سياسية معاصرة، تخلط بين مشاعر الوطنية والحنين، وبين الطموحات الجيوسياسية ومواجهة الهيمنة الغربية. ومن خلال إقحام الصين في المشهد، يعزز بوتين من فكرة التعددية القطبية كبديل للنظام العالمي الحالي.

موضوعات متعلقة