التشيك تدعم أوكرانيا بخطوات تصعيدية.. تدريب الطيارين وتسليح متواصل في ظل ضبابية الحل السياسي

في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية لأكثر من ثلاث سنوات، وتعدد مبادرات وقف إطلاق النار دون نتائج ملموسة، برز موقف التشيك مؤخراً كأحد أبرز التحركات الأوروبية الداعمة لكييف عسكرياً. وقد جاء هذا الدعم في توقيت حساس، يتزامن مع ضغوط أميركية متزايدة للتوصل إلى هدنة، وانقسامات واضحة في المواقف الإقليمية والدولية بشأن سبل إنهاء النزاع.
موقف براغ.. دعم ثابت يتخذ منحى تصعيدياً
أعلن رئيس وزراء التشيك، بيتر فيالا، عن توسع كبير في برنامج تدريب الطيارين الأوكرانيين، ليشمل طائرات F-16 المتطورة، ما يشير إلى دخول نوعي في شكل الدعم الأوروبي لأوكرانيا. إضافة إلى ذلك، أكد فيالا أن بلاده ستستمر في برنامج توريد الذخائر، مشيراً إلى تسليم نصف مليون طلقة مدفعية منذ بداية عام 2025، ضمن حملة أوروبية أطلقتها براغ العام الماضي بالتعاون مع الحلفاء، أسفرت عن توفير 1.5 مليون طلقة.
تصريحات فيالا جاءت بعد استقباله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي زار براغ في إطار جولة أوروبية تهدف إلى حشد مزيد من الدعم العسكري والسياسي، وسط مؤشرات على فتور بعض المواقف الغربية بعد طول أمد الحرب.
الموقف الأوكراني.. انفتاح مشروط على الهدنة
في المقابل، أظهر زيلينسكي قدراً من المرونة السياسية، معبراً عن استعداد بلاده لقبول وقف مؤقت لإطلاق النار، بشرط أن يكون جزءاً من مسار أوسع ينهي الحرب. وأكد دعمه لإنشاء مدرسة مشتركة لتدريب طياري F-16، في إشارة إلى سعي كييف لرفع كفاءة قواتها الجوية بشكل مستعجل.
لكن زيلينسكي لم يخفِ انتقاده للمبادرة الروسية بإعلان هدنة مؤقتة من 9 إلى 11 مايو تزامناً مع احتفالات "يوم النصر"، ورفضها باعتبارها خطوة رمزية لا تلبي متطلبات وقف دائم للقتال. هذا الرفض جاء متزامناً مع تصعيد ميداني شهدته العاصمة كييف، التي تعرضت لهجوم جديد بالطائرات المسيّرة الروسية، خلف أضراراً في البنية السكنية.
ضبابية المسار السياسي.. محادثات محتملة دون جدول زمني
على الصعيد الدولي، تتزايد المؤشرات على وجود مشاورات غير معلنة بين موسكو وواشنطن. فقد تحدث الكرملين على لسان الناطق الرسمي ديميتري بيسكوف عن "أهمية لقاء" يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأميركي دونالد ترمب، مشدداً في الوقت نفسه على أن "التحضيرات معقدة ولا تزال في بدايتها"، دون تحديد موعد أو جدول أعمال واضح.
ما يجري اليوم ليس مجرد دعم عسكري إضافي من التشيك لأوكرانيا، بل هو مؤشر على تصعيد أوروبي موازٍ لانفتاح سياسي حذر على مسار وقف إطلاق النار. إلا أن هذا التباين بين التحركات العسكرية والمبادرات السياسية يخلق حالة من عدم التوازن، تجعل من فرص إنهاء الحرب مرهونة بتوافقات دولية كبرى لم تنضج بعد. وحتى ذلك الحين، تظل الجبهات مفتوحة، والمواقف السياسية مشروطة، والدعم العسكري في تصاعد.