اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
السعودية تجدد تأكيدها لحشد الدعم الدولي لوقف العنف في غزة السودان يقطع علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات.. اعرف السبب بما فيهم المطار.. طائرات الإحتلال الإسرائيلي تشن غارات عنيفة على العديد من المناطق بصنعاء الداعية شريف شحاتة يحذر من أداء فريضة الحج بلا تصريح زنزانات تحت الأرض.. شهادات حية تكشف جرائم الاحتلال بحق معتقلي غزة حكومة من الأبالسة.. وزير إسرائيلي يطالب بحشر سكان غزة في ممر ضيق وآخر بتجويعهم لإجبارهم على الرحيل روسيا في قلب معادلات الشرق والغرب.. هل تنجح روسيا في لعب دور ”صانع السلام”؟ بعد موجة من الانتقادات والدعاوى القضائية.. OpenAl تبقي على سيطرة المؤسسة غير الربحية عشر سنوات إلى الجحيم.. قلق عالمي من حرب عالمية ثالثة اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بين مطرقة السلاح وسندان التهميش.. أزمة معقدة تبحث عن حل شامل كارثة إنسانية.. مصر ترفض مخطط التهجير وتدين التصعيد الإسرائيلي في غزة زيارة الشرع إلى باريس.. اختبار للشرعية الدولية أم بداية تحول في المشهد السوري؟

زنزانات تحت الأرض.. شهادات حية تكشف جرائم الاحتلال بحق معتقلي غزة

سجون الاحتلال
سجون الاحتلال

وسط التعتيم الإعلامي والانشغال الدولي المتزايد بأزمات العالم، تتوالى الشهادات المروعة التي توثق ما يتعرض له معتقلو غزة من انتهاكات جسيمة، لا تندرج فقط تحت "سوء المعاملة" بل تتعداها إلى جرائم ممنهجة ترقى إلى التعذيب الجسدي والنفسي والإذلال المتعمد.
ففي تقرير جديد أصدرته هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، جاءت اعترافات معتقلين سابقين من سجون الاحتلال، لتكشف عن ممارسات مروعة جرت في مراكز الاحتجاز، أبرزها قسم “ركيفت” تحت سجن نيتسان (الرملة)، حيث يعزل الاحتلال معتقلي غزة، الذين صنفهم بـ"المقاتلين غير الشرعيين".

زنزانات تحت الأرض وممرات الرعب


تمكنت طواقم المحامين من إجراء زيارة نادرة تحت حراسة مشددة إلى قسم “ركيفت”، الذي لا يمكن وصفه إلا بـ”زنزانة معتمة تحت الأرض”.
وصف المحامون الممر المؤدي إلى القسم بأنه عفن ومليء بالصراصير والجرذان، وهو أشبه بسراديب الرعب التي لا يدخلها النور، حيث يمنع المعتقلون من أي اتصال بالعالم الخارجي، ويُفرض عليهم الصمت المطلق تحت التهديد والضرب.
في كل زنزانة يقبع ثلاثة أسرى، أحدهم ينام على الأرض، ولا يُسمح لأي منهم بتغيير وضعيته أو الوقوف بحرية حتى أثناء فترات "الفورة"، التي لا يتعرضون فيها للشمس بل تُستخدم كوسيلة للإذلال.

شهادات المعتقلين.. تعذيب ممنهج يبدأ من اللحظة الأولى


اعتقال متواصل وتحقيق بلا نوم
رُوي أن المعتقل "س.ج" خضع لتحقيق مستمر لـ6 أيام متواصلة، لم يُسمح له بالنوم، واستخدم الاحتلال موسيقى صاخبة كأداة تعذيب، وأُجبر على استخدام حفاضات لأيام دون تغيير. نُقل لاحقاً بين عدة سجون، وصولاً إلى "ركيفت"، حيث وصف الوضع هناك بأنه "أشد قسوة مما سبقه".
ضرب مبرح وعزل عن الضوء والزمان
أفاد (و.ن) بأنه تعرّض للضرب على مناطق حساسة من جسده، وتعرض قدمه للكسر أثناء نقله بين السجون. يعيش مع رفاقه دون معرفة الليل من النهار، ولا يُسمح لهم بارتداء ملابس دافئة أو نظيفة.
“الديسكو” والتعليق لفترات طويلة
تعرض (خ.د) لما يُعرف بـ"الديسكو" (نوع من التعذيب قائم على الإضاءة والضوضاء والصدمات)، وتم تعليقه لساعات وهو مكبل اليدين والقدمين. أصيب بأمراض جلدية مزمنة كالجرب، ووصفت حالته بأنها “كارثية”.
المراقبة الدائمة والمنع من الصلاة
احتُجز (ع.غ) لأيام في مكان مفتوح من عدة جهات في برد قارس، حُرم من أي غطاء أو ملابس. يُرغم على شتم أهله، وتراقبه الكاميرات داخل الزنزانة على مدار الساعة، فيما يُمنع من الصلاة أو تحديد وقتها. لا تُوفر له سوى لفة ورق حمام واحدة كل 3 أيام، والغذاء بالكاد يسد الرمق.

أرقام تُجسّد الكارثة الإنسانية


حتى نيسان 2025، اعترفت سلطات الاحتلال باعتقال 1,747 من سكان غزة تحت تصنيف “مقاتلين غير شرعيين”، وهذا الرقم لا يشمل المعتقلين في المعسكرات الميدانية مثل:
سديه تيمان
عنتوت
عوفر
منشة
ركيفت (القسم الأشد قسوة)

وتمثل هذه المعسكرات أماكن احتجاز خارج القانون، حُوّلت إلى غرف تعذيب جماعي، تُمارس فيها أقسى أشكال الإذلال النفسي والتنكيل الجسدي دون إشراف دولي أو رقابة قانونية.


تعذيب ممنهج وإفلات من المحاسبة


ما كشفت عنه شهادات معتقلي غزة لا يمكن التعامل معه كـ"خروقات معزولة"، بل هو نظام ممنهج من التعذيب والتجريد من الإنسانية، يُنفذ بتخطيط وتبرير قانوني داخل مؤسسات الاحتلال.
هذه الشهادات تكشف أن الاحتلال لا يكتفي بقتل الفلسطينيين في الخارج، بل يواصل مشروع الإبادة البطيئة داخل الزنازين عبر القهر، والعزل، والتجويع، والتنكيل، في ظل صمت دولي مخزٍ وغياب أي تحقيق أممي فعلي.
إن ما يجري في سجون الاحتلال، وتحديدًا في أقسام مثل “ركيفت”، يوجب تحركاً عاجلاً من الجهات الحقوقية الدولية، وإدراج هذه الجرائم ضمن الملفات المفتوحة أمام محكمة الجنايات الدولية.