اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

قوات «الدعم السريع» تعلن قصف القصر الجمهوري في الخرطوم بمدفعية بعيدة المدى

القصر الجمهوري السوداني في الخرطوم
القصر الجمهوري السوداني في الخرطوم

استهدفت قوات "الدعم السريع" أمس الخميس القصر الجمهوري وسط العاصمة السودانية الخرطوم بـ"قصف مدفعي بعيد المدى"، بحسب مصدر عسكري.

وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية إن القصف انطلق من منطقة الصالحة جنوب أم درمان بالخرطوم الكبرى، وطال كذلك مقر وزارة المعادن في المنطقة الحكومية في العاصمة.

ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات جراء القصف.

وكانت قوات "الدعم السريع" قصفت السبت الماضي مقر القيادة العامة للجيش السوداني بقذائف مدفعية بعيدة المدى.

ويأتي استهداف مواقع الجيش في العاصمة بعد أسابيع من إعلان الأخير إخراج "الدعم السريع" من الخرطوم.

وأطلق الجيش السوداني في مارس الماضي عملية واسعة من وسط البلاد أفضت إلى استعادة السيطرة على القصر الجمهوري ومطار الخرطوم ومواقع حيوية أخرى، انتهت بإعلان قائد الجيش "الخرطوم حرة".

وما زالت قوات "الدعم السريع" تحتفظ بمعاقلها جنوب وغرب أم درمان التي تنطلق منها هجماتها الأخيرة على الجيش السوداني.

وتستمر الحرب بين الجيش و"الدعم السريع" منذ أبريل 2023 متسببة في مقتل عشرات الآلاف ونزوح 13 مليون شخص، مما أدى لأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.

الأمم المتحدة: مقتل أكثر من 542 بهجمات "الدعم السريع" على شمال دارفور

قتل 542 مدنياً في الأقل في ولاية شمال دارفور السودانية منذ ثلاثة أسابيع، لكن "يرجح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير"، بحسب ما أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان اليوم الخميس.

وأشار تورك في تعليقه حول الوضع في السودان حيث تتواجه قوات "الدعم السريع" مع الجيش السوداني في حرب مستمرة منذ سنتين، إلى أن "المأساة المتفاقمة في السودان لا تعرف أي حدود، فخلال الأيام الثلاثة الماضية فقط، شنت قوات الدعم السريع هجمات منسقة من محاور عدة على مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم أبو شوك للنازحين، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 40 مدنياً. وبهذا، يرتفع العدد المؤكد للضحايا المدنيين في شمال دارفور إلى ما لا يقل عن 542 خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة فقط، فيما يرجح أن تكون الحصيلة الفعلية أعلى من ذلك بكثير".

"مجزرة الفاشر"

في وقت سابق أمس الأول الأربعاء، أفاد نشطاء بمقتل 165 مدنياً في الأقل بهجمات شنتها قوات "الدعم السريع" خلال الأيام الـ10 الأخيرة على مدينة الفاشر، التي تحاصرها في إقليم دارفور في غرب البلاد.

قوات "الدعم السريع" التي تخوض حرباً في مواجهة الجيش السوداني منذ أبريل 2023، دكت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بأكثر من 750 قذيفة "هاون وراجمات ودبابات ومدافع ثقيلة"، وفق تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر، وهي مجموعة تطوعية تنشط في تنسيق المساعدات في السودان.

وقالت التنسيقية إن حصيلة القتلى وثقتها "المرافق الصحية التي استقبلت الجرحى والضحايا" الذين سقطوا، في ما وصفته بأنه "مجزرة دموية في حق مدينة الفاشر وسكانها العزل".

ولفتت التنسيقية إلى أن شهادات ميدانية لديها تشير إلى أن "أعداد الشهداء الفعلية تفوق ذلك بكثير، إذ سقط كثيرون على الفور في مواقع القصف ولم يتمكن أحد من نقلهم إلى المستشفيات".

في الأسابيع الأخيرة، كثف مقاتلو قوات "الدعم السريع" هجماتهم على الفاشر التي تعد آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور (غرب) ما زال الجيش يسيطر عليها، في حين تحذر الأمم المتحدة ومراقبون دوليون من فظائع قد تكون ترتكب على نطاق واسع.

قلق أممي من "الوضع الكارثي"

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن "الصدمة" حيال الوضع "الكارثي" في دارفور غرب السودان حيث تتواصل "الهجمات الدامية"، بحسب ما أعلن أمس الأربعاء أحد المتحدثين باسمه.

وقال فرحان حق للصحافيين إن جوتيريش "يشعر بالصدمة حيال الوضع الكارثي أكثر فأكثر في ولاية شمال دارفور السودانية، في ظل تواصل الهجمات الدامية على عاصمتها الفاشر".

وهذه المدينة محاصرة من قوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو، التي تحارب الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان منذ سنتين.

وبعد استعادة الجيش للعاصمة السودانية الخرطوم في مارس، كثفت قوات "الدعم السريع" هجماتها على دارفور، في مسعى إلى تعزيز سيطرتها على المنطقة، واستولت خصوصاً على مخيم زمزم للاجئين بالقرب من الفاشر الذي بات شبه خال.

وبعد اضطرار أكثر من 400 ألف شخص إلى الفرار من المخيم، أعرب أنطونيو جوتيريش عن قلقه أيضاً في ضوء معلومات تفيد بحالات "مضايقة وتخويف واحتجاز تعسفي لنازحين في نقاط تفتيش".

"مجازر" في أم درمان

أشار فرحان حق إلى تقارير عن "مجازر" ارتكبت خلال الأيام الأخيرة في أم درمان بولاية الخرطوم، مؤكداً أن "الحاجات هائلة" في وضع كهذا.

وأعلنت الأمم المتحدة أن برنامج الأغذية العالمي وزع مواد غذائية في "وسط مدينة الخرطوم، للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع قبل سنتين".

وأسفرت الحرب التي اندلعت في الـ15 من أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ، وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها 50 مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة بحسب الأمم المتحدة.

النزاع الذي دخل عامه الثالث قسم السودان بين معسكر الجيش الذي يسيطر على الشمال والشرق والوسط، ومعسكر قوات "الدعم السريع" التي تسيطر على نحو شبه كامل على دارفور وأنحاء من الجنوب.

ووفق تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، تضرب المجاعة خمس مناطق في السودان، بما فيها مخيما زمزم وأبوشوك وأنحاء في جنوب البلاد.

موضوعات متعلقة