اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان عملية عسكرية مشتركة في اليمن

غارات أمريكية بريطانية مشتركة على اليمن
غارات أمريكية بريطانية مشتركة على اليمن

قالت وزارة الدفاع البريطانية إن قوات أمريكية وبريطانية نفذت عملية عسكرية مشتركة في اليمن أمس الثلاثاء ضد هدف عسكري لجماعة الحوثي مسؤول عن تصنيع طائرات مسيرة كتلك المستخدمة في مهاجمة السفن.

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أمر في مارس بتكثيف الضربات الأمريكية على اليمن حيث أكدت إدارته أنها ستواصل مهاجمة الحوثيين المدعومين من إيران حتى يتوقفوا عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر.

ونفذت بريطانيا والولايات المتحدة في السابق عمليات مشتركة في اليمن.

وذكر البيان البريطاني أن تحليلا استخباراتيا حدد مجموعة من المباني على بُعد حوالي 24 كيلومترا جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء، استخدمها الحوثيون لتصنيع طائرات مسيرة من النوع المستخدم في مهاجمة السفن بالبحر الأحمر وخليج عدن.

ولم يذكر البيان تفاصيل عن أي خسائر بشرية.

وأضاف البيان البريطاني أن الضربة نُفذت بعد حلول الظلام، عندما قل احتمال وجود أي مدنيين في المنطقة، مضيفا أن الطائرات عادت بسلام.

ولم يصدر تعليق من الجيش الأمريكي حتى الآن.

كانت قناة المسيرة التلفزيونية التابعة للحوثيين قد أفادت يوم الاثنين بأن غارة جوية أمريكية قتلت 68 شخصا بعد قصف مركز احتجاز لمهاجرين أفارقة في اليمن.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، يوم الاثنين إن الجيش الأمريكي على علم بمزاعم سقوط ضحايا مدنيين، وأنه يُجري تقييمه.

أسفرت الضربات الأمريكية الأخيرة عن مقتل عشرات، من بينهم 74 شخصا في محطة نفط في منتصف أبريل نيسان، فيما يُعد أعنف ضربة في اليمن في عهد ترامب حتى الآن، وذلك وفقا لوزارة الصحة التي يديرها الحوثيون.

وأثار مدافعون عن حقوق الإنسان مخاوف بشأن مقتل المدنيين.

وقال الجيش الأمريكي قبل أيام إنه ضرب أكثر من 800 هدف منذ منتصف مارس آذار، موضحا أنه قتل عددا كبيرا من مقاتلي وقيادات الحوثيين، ودمر منشآت للجماعة المسلحة.

وسيطر الحوثيون على مساحات شاسعة من اليمن على مدى العقد الماضي.

وتشن الحركة منذ نوفمبر 2023 هجمات على السفن بالبحر الأحمر قائلة إن عملياتها تأتي تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

الحوثيون يعلنون مقتل 68 بضربة يُشتبه أنها أمريكية لمركز مهاجرين باليمن

من ناحية أخرى تناثرت جثث يكسوها الغبار وسط حطام مركز احتجاز للمهاجرين الأفارقة في اليمن في أعقاب ما وصفتها قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثيأمس الأول الاثنين بغارة جوية أمريكية أودت بحياة 68 شخصا.

وهذه إحدى أعنف الهجمات حتى الآن خلال ستة أسابيع ضمن غارات جوية مكثفة تشنها الولايات المتحدة على الجماعة المتحالفة مع إيران والتي تسيطر على شمال اليمن. واستهدف الحوثيون سفنا في البحر الأحمر في هجمات وصفوها بأنها حملة دعم للفلسطينيين.

وقال مسؤول دفاعي أمريكي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الجيش الأمريكي على علم بما تردد عن وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين.

وأضاف “نأخذ هذه المزاعم على محمل الجد. ونجري حاليا تقييمنا للأضرار الناجمة والتحقيق في هذه المزاعم”.

وقال الجيش الأمريكي إنه لن يقدم معلومات مفصلة عن أهداف غاراته الجوية لأسباب تتعلق بأمن العمليات.

وعرض تلفزيون المسيرة صورا لآثار الغارة في صعدة الواقعة على طريق يستخدمه المهاجرون الأفارقة لعبور اليمن الفقير الذي مزقته الصراعات للوصول إلى السعودية.

وأظهرت اللقطات جثثا يكسوها الغبار وسط أنقاض ملطخة بالدماء. وظهر في اللقطات رجل يحمله أفراد الإنقاذ على محفة فيما سُمع أحد الناجين وهو ينادي “أمي” باللغة الأمهرية الرئيسية في إثيوبيا.

وتحدث ناجون آخرون، في مقابلات مع التلفزيون اليمني في المستشفى، عن حالتهم عندما استيقظوا على وقع انفجار وقت الفجر. وقال أحدهم إن شدة الانفجار دفعته إلى أعلى قبل أن يسقط أرضا.

وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام على منصة إكس “جريمة وحشية أقدمت عليها الإدارة الأمريكية فجر اليوم بحق مهاجرين أفارقة أبرياء بقصف مركز إيواء لهم في صعدة يضم أكثر من مئة مهاجر غير شرعي”.

وقال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان بثه التلفزيون إن الجماعة ستواصل هجماتها في البحر الأحمر.

وتمكنت رويترز من التحقق من موقع اللقطات المصورة وتوقيتها بعد الهجوم من خلال معالم مرئية، منها مبنى يشبه المستودع ذو سقف مموج تعرض لأضرار، وأظهرت صور الأقمار الصناعية للموقع نفسه في اليوم السابق أن السقف سليم.

وتطابق هذا الموقع مع موقع مركز مهاجرين تعرض أيضا لغارة جوية سابقة قادتها السعودية عام 2022.

وقالت كريستين سيبولا رئيسة وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن “من غير المعقول أن يظل الناس محتجزين وليس أمامهم مكان للهرب، بينما يمكن أن يقعوا أيضا في خط النار”.

واستهدفت أعنف غارة أمريكية على اليمن حتى الآن هذا الشهر ميناء رأس عيسى النفطي المطل على البحر الأحمر، مما تسبب في مقتل 74 شخصا على الأقل.

ويقول الجيش الأمريكي إنه قصف أكثر من 800 هدف منذ بدء العملية الحالية في اليمن، المعروفة باسم “راف رايدر”، في 15 مارس . وأضاف الجيش الأمريكي أن هذه الضربات تسببت في مقتل “مئات المقاتلين الحوثيين وعدد كبير من قادتهم”.

وأعلنت البحرية الأمريكية سقوط طائرة إف-18 وقاطرتها من على حاملة الطائرات هاري ترومان، التي تشارك في الغارات الجوية على اليمن من البحر الأحمر.

وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن التقارير الأولية أشارت إلى أن حاملة الطائرات ترومان انحرفت بشكل حاد بسبب هجوم حوثي بالمنطقة، لكن لم يتضح ما إذا كان ذلك هو سبب سقوط طائرة إف-18 في البحر.

ودأب الحوثيون على مهاجمة السفن الحربية الأمريكية بالمنطقة لكن لم يكلل أي من تلك الهجمات بالنجاح.

وقال الحوثيون في بيان سابق إنهم استهدفوا مجموعة حاملة الطائرات ردا على ما وصفوه بالمجازر الأمريكية بحق المدنيين.

وأثار مدافعون عن حقوق الإنسان مخاوف بشأن مقتل المدنيين. وكتب ثلاثة أعضاء بالحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ إلى وزير الدفاع بيت هيجسيث يوم الخميس مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الخسائر في أرواح المدنيين.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: “تشكل الضربات الجوية خطرا متزايدا على المدنيين في اليمن”. وأضاف “نواصل دعوة جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين”.