في الذكرى الثالثة للحرب الروسية الأوكرانية.. أوروبا تقر مساعدات جديدة لكييف

أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم دعم مالي إضافي إلى أوكرانيا بقيمة 3.5 مليار يورو (ما يعادل 3.68 مليار دولار)، والذي سيتم منحه في مارس المقبل. في الوقت نفسه، وافقت الدول الأعضاء في التكتل على فرض الحزمة الـ16 من العقوبات على روسيا، في خطوة تهدف إلى تعزيز دعمها لأوكرانيا في ظل التطورات السياسية العالمية، وخاصة في سياق التغيير في السياسة الأمريكية بعد وصول دونالد ترامب إلى السلطة. هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع الذكرى السنوية الثالثة لاندلاع الحرب في أوكرانيا.
وأوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، التي وصلت إلى كييف برفقة عدد من المسؤولين الأوروبيين، أن أوكرانيا ستستفيد أيضاً من خطط الاتحاد الأوروبي لزيادة إنتاج الأسلحة الأوروبية وتعزيز القدرات الدفاعية للدول الأعضاء.
فيما استقبل وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا ورئيس أركان الرئيس الأوكراني أندري يرماك المسؤولين الأوروبيين والكنديين في محطة القطار بالعاصمة كييف، بما في ذلك رئيس المفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو. كما سيحضر رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، إلى جانب رؤساء وزراء دول شمال أوروبا وإسبانيا، فعاليات الذكرى السنوية لتقديم الدعم لأوكرانيا وسط التحولات السياسية في الولايات المتحدة.
من جانبه، أصدر البيان المشترك الذي وقعه رئيسا البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، ورئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، بياناً أكدوا فيه أن الاتحاد الأوروبي سيواصل تعزيز قدراته العسكرية لدعم أوكرانيا، مشيرين إلى التزام الاتحاد بتقديم دعم مالي مستمر، بما في ذلك إعادة بناء البلاد بعد انتهاء الحرب. كما أشار البيان إلى أن الاتحاد الأوروبي يتخذ إجراءات غير مسبوقة على مستوى الاتحاد لزيادة إنتاج الصناعة الدفاعية الأوروبية، بهدف تعزيز القدرة على تكثيف الدعم العسكري لأوكرانيا، بينما يعزز في الوقت ذاته الجاهزية الدفاعية والسيادة الأوروبية.
ووفقاً للبيان، فإن أوكرانيا قد حققت تقدماً ملحوظاً في إصلاحاتها المتعلقة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وذلك في ظل ظروف شديدة التحدي.
في المقابل، أشار التحليل إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية، التي دخلت عامها الثالث، قد فتحت أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرصاً جديدة مع وصول دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، حيث بدأت تظهر مؤشرات على تحول في السياسة الأمريكية تجاه روسيا. وبدلاً من التصريحات الأمريكية السابقة بشأن جبهة موحدة ضد موسكو، بدأ بعض الحلفاء الأوروبيين يتساءلون عما إذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة ستحافظ على التزاماتها في حماية أوروبا من تهديدات روسيا، وما إذا كانت القوات الأمريكية ستظل موجودة في القارة الأوروبية لمواجهة هذه التهديدات.
في سياق التصعيد الدبلوماسي والاقتصادي، أقر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي حزمة العقوبات الـ16 ضد روسيا، التي تتضمن إجراءات تهدف إلى تعزيز الضغوط على موسكو. من أبرز هذه العقوبات حظر واردات الألمنيوم الأولي وبيع أجهزة الألعاب، إضافة إلى إدراج 73 سفينة تابعة لما يسمى "أسطول الظل" الروسي في قائمة العقوبات. في ذات الوقت، من المتوقع أن تكشف بريطانيا عن حزمة عقوبات جديدة ضد روسيا، وهي تعد الأكبر منذ بداية الحرب، وفقًا لتقرير "أسوشيتد برس".
وفي تصريح له، أكد وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أن هذه الإجراءات تهدف إلى إضعاف "الآلة العسكرية الروسية" وتقليص العوائد التي تمول العمليات العسكرية الروسية التي تساهم في تفاقم الأزمة في أوكرانيا. يأتي ذلك في وقت حساس، حيث من المنتظر أن يزور رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون واشنطن هذا الأسبوع. الزيارة تأتي في إطار المساعي الأوروبية لإقناع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بعدم التخلي عن أوكرانيا، في سياق البحث عن حلول سياسية لإنهاء الصراع.
تتزامن هذه التطورات مع الذكرى السنوية الثالثة للحرب في أوكرانيا، والتي تشهد تحولات كبيرة في المشهد السياسي الدولي. في هذا السياق، يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحديات سياسية جسيمة، في وقت تتغير فيه السياسة الأميركية بسرعة. حيث يسعى ترمب إلى الوفاء بوعوده الانتخابية بإنهاء الحرب في أقرب وقت، رغم أن طريقته في التعامل مع الأزمة، التي يراها البعض "تصالحية" تجاه روسيا، أثارت قلقًا واسعًا في أوكرانيا وأوروبا.
يُذكر أن ترمب، بعد إعلان رغبته في الاستحواذ على جزيرة غرينلاند، أظهر نية للتقارب مع الكرملين على حساب حلفائه التقليديين في أوروبا، كما شن هجومًا علنيًا على زيلينسكي. وفي الولايات المتحدة، أمر وزير الدفاع، بيتر هيجسيث، كبار القادة العسكريين بتحديد التخفيضات الكبرى في الإنفاق الدفاعي، وسط تحركات لانسحاب القوات الأميركية من أوروبا للتركيز على التحديات القادمة من الصين.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الروسية استعدادها لعقد قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترمب، بينما اعترف المسؤولون الأميركيون بتوصلهم إلى اتفاق مع موسكو لاستئناف التعاون الدبلوماسي والاقتصادي.
وفي الوقت نفسه، تواجه الدول الغربية التي تعارض روسيا تحديات داخلية، حيث تعيش فرنسا وألمانيا في حالة من الاضطراب السياسي بسبب تزايد تأثير الأحزاب اليمينية المتطرفة الداعمة للكرملين، والتي تحظى الآن بدعم من روسيا والولايات المتحدة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
كما أحيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الإثنين، ذكرى مرور 3 سنوات من المقاومة والبطولة خلال الحرب الروسية الأوكرانية.
كتب زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي: "3 سنوات من المقاومة، 3 سنوات من عرفان الجميل، 3 سنوات من البطولة المطلقة أظهرها الأوكرانيون"، إذ شكر الرئيس الأوكراني كل الذين يدافعون عن أوكرانيا ويدعمونها".