اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

رؤية أوروبية جديدة لردع روسيا وتحقيق السلام في أوكرانيا

قوات جوية أوروبية
قوات جوية أوروبية

تسعى كل من فرنسا وبريطانيا بالتعاون مع الولايات المتحدة إلى تشكيل "قوة جوية غربية" لمتابعة الأوضاع في أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز".
تهدف هذه الخطة، التي لا تزال قيد الإعداد، إلى تقديم ردع قوي ضد أي انتهاك محتمل لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، بينما تركز بشكل أكبر على القوة الجوية مقارنة بالمقترحات السابقة التي شملت نشر قوات برية في المنطقة.

الخطة تعكس توجهًا أكثر تركيزًا على القوة الجوية مقارنةً بالمقترحات السابقة التي قدمها بعض الزعماء الأوروبيين، مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذين اقترحوا نشر قوات برية في أوكرانيا. فقد فشلت المحاولات الفرنسية لتشكيل "جبهة أوروبية موحدة" لدعم السلام في أوكرانيا، خاصة في ضوء المخاوف المتزايدة بشأن مواقف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي كان يدعو إلى محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصولًا إلى إمكانية عقد قمة روسية أمريكية في السعودية.

تهدف الخطة الجديدة، وفقًا للمسؤولين الغربيين، إلى تعزيز "الرادع القوي" ضد روسيا لضمان عدم انتهاك أي اتفاق لوقف إطلاق النار، مما يساعد في إيجاد الظروف المناسبة لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا. وأوضح أحد المسؤولين الغربيين للصحيفة قائلاً: "لدينا تفوق جوي كبير على روسيا، وهذا سيمكننا من الرد على أي انتهاكات لوقف إطلاق النار، وهو نهج عقابي يسمح لنا بمعاقبة روسيا إذا استدعت الضرورة". كما أشار إلى أن المناقشات جارية مع العديد من الدول، مع التركيز على استخدام القوة الجوية كجزء أساسي في هذه الاستراتيجية.

تفاصيل الخطة المحتملة
تعتمد الخطة على التفوق الجوي الغربي، والذي يمثل ميزة استراتيجية تفصل الجيوش الغربية عن القوات الروسية. تتركز القوات البرية، على الأقل في البداية، على حماية المواقع الحيوية في أوكرانيا مثل الموانئ ومحطات الطاقة النووية. قد يتولى قيادة "مهمة أوكرانيا" تشكيل فرنسي بريطاني مشترك، مع إمكانية إسهام دول أوروبية أخرى، بحيث يتم التنسيق من مراكز قيادة في المملكة المتحدة أو فرنسا.

وفي سياق مماثل، يقوم رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، حالياً بزيارة عواصم الاتحاد الأوروبي الـ27 لوضع قائمة بالأسلحة والقوات التي يمكن أن يقدمها الاتحاد بشكل جماعي لأوكرانيا، لضمان تطبيق أي اتفاق سلام مستقبلي. المسؤولون الغربيون أكدوا أن هذه الخطة بحاجة إلى مزيد من التفصيل وقد تشمل نشر قوات برية كبيرة على الحدود الغربية لأوكرانيا في حال لم يتم نشرها داخل الأراضي الأوكرانية نفسها.

التوقيت والتفاعلات الدولية
يأتي الحديث عن هذه الخطة في وقت حساس، حيث من المقرر أن يزور رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر واشنطن الأسبوع المقبل، للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومناقشة الاقتراح الأوروبي وإمكانية دمج الدعم الأمريكي في هذه الاستراتيجية. كما يأتي في الوقت الذي شهد اجتماعًا بين كبار الدبلوماسيين الأمريكيين والروس في السعودية، حيث تم الاتفاق على بدء التفاوض حول تسوية لإنهاء الحرب. في هذا السياق، أثار الرئيس الأمريكي ترامب القلق بين حلفائه الأوروبيين بانتقاداته اللاذعة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت الصفقة المتفاوض عليها قد تنحاز لمصالح روسيا.