رعب الأسلحة الكيميائية.. كيف ساهمت هجمات الأسد في تحديد مصير نظامه؟
كشف تقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية عن الدور الحاسم لاستخدام الأسلحة الكيميائية في تحديد مصير نظام بشار الأسد في سوريا. وأشار التقرير إلى أن الهجمات الكيميائية التي شنها النظام على الغوطة الشرقية عام 2013، والتي أسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص، كانت أحد العوامل التي ساهمت في تأخير سقوط النظام، حيث كانت بمثابة "رعب استخدام" ساعد على تغيير مجريات الحرب.
وأوضح التقرير أن النظام السوري كان يمتلك أسلحة كيميائية طيلة سنوات، من خلال برنامج سري تديره "المركز السوري للدراسات والأبحاث العلمية"، مع مراكز في قريتي برزة وجمرايا، بالقرب من سجن صيدنايا، أحد رموز النظام المظلمة، وموقع آخر يطل على دمشق من الشمال. ووفقًا للتقرير، كان النظام قد استخدم الأسلحة الكيميائية مثل "السارين" و"الكلور" و"غاز الخردل" في عمليات عسكرية سابقة في الغوطة عامي 2013 و2017.
وأشار التقرير إلى أن الخبراء الذين عملوا في تلك المجمعات كانوا في البداية يعتقدون أن الهدف من تلك الأسلحة كان مهاجمة إسرائيل، لكنهم صدموا عندما استخدمها النظام لأول مرة ضد المدنيين في الغوطة في 2013. وأضاف التقرير أن ما لا يقل عن ثمانية صواريخ محملة بالأسلحة الكيميائية سقطت على زملكا وعين ترما، وسبعة أخرى استهدفت ضاحية المعضمية في دمشق، مما أسفر عن مقتل نحو 1400 شخص في واحدة من أسوأ الهجمات الكيميائية في القرن الحادي والعشرين.
وأكد التقرير أن هذا الهجوم أثار ردود فعل قوية من المجتمع الدولي، حيث بدأت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في مناقشة خيارات الرد على هذه الهجمات، بما في ذلك شن ضربات ضد أهداف كيميائية مفترضة في سوريا مثل مجمعات جمرايا وبرزة. في المقابل، سعت وسائل الإعلام الروسية والسورية إلى نشر روايات متناقضة حول الهجوم، لتقليص مسؤولية النظام، متبنية فكرة أن الهجوم لم يحدث أو أن المتمردين هم من نفذوه.
وأشار التقرير إلى أن النظام السوري لم يعترف قط بامتلاكه لأسلحة دمار شامل، رغم الضغوط التي مارسها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق يلزم سوريا بالتخلي عن مخزونها الكيميائي مقابل تجنب القصف الأمريكي. ومع ذلك، أدت تطورات السياسة الأمريكية إلى تصعيد الوضع، حيث نفذ الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب ضربات في سوريا خلال ولايته، في رد فعل على الهجمات الكيميائية.
وأوضح التقرير أن هجمات الغوطة ودوما كانت بمثابة نقاط تحول كبيرة في مسار الحرب السورية، حيث شكلت بداية النهاية لنظام الأسد، الذي بدأ في فقدان الدعم الدولي في أعقاب الهجمات الكيميائية.