اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

تجسس ومجازر.. إسرائيل تلاحق عملاء إيران والمستوطنون يوسعون دائرة الدم في الضفة

الضفة
الضفة

تتسارع وتيرة التصعيد بين إيران وإسرائيل على أكثر من جبهة، لتأخذ المواجهة أبعادًا أمنية واستخباراتية وشعبية تتجاوز ساحات الحرب التقليدية. الإعلان الإسرائيلي الأخير عن اعتقال الطالب الجامعي بشار حسن قاسم موسى بتهمة التجسس لصالح إيران يسلّط الضوء على تصاعد التوتر الخفيّ بين تل أبيب وطهران، ويفتح الباب أمام تساؤلات حساسة حول مدى اختراق الأجهزة الاستخباراتية لكل طرف لداخل الطرف الآخر.


تجنيد وتسلل متبادل


وفقًا لبيان جهاز "الشاباك"، فإن المعتقل – وهو طالب في قسم نظم المعلومات بجامعة بن غوريون – تورط في أعمال تتراوح بين محاولة استهداف شخصية إسرائيلية ونثر المسامير على أحد الطرق الرئيسية، بالإضافة إلى الترويج لخطاب تحريضي. واعتبرت السلطات أن هذه المهام نُفّذت بتوجيه وتمويل من جهات استخباراتية إيرانية.
يُعيد هذا الحادث إلى الواجهة الاتهامات الإسرائيلية المتكررة حول استغلال إيران للفضاءات الجامعية والبنى الرقمية لتجنيد عملاء أو متعاطفين، خاصة في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وسقوط الحواجز النفسية والسياسية أمام استخدام الطلاب أو الناشطين في أعمال ذات طابع أمني.

إعدامات ورسائل مضادة


في المقابل، لم تتأخر طهران في توجيه ضرباتها المضادة. فبالتزامن مع التصريحات الإسرائيلية عن اختراقات ميدانية واستخباراتية داخل إيران، أعلنت وزارة الأمن الإيرانية عن كشف وتصفية شبكات تجسس مرتبطة بـ"الموساد" وأجهزة استخبارات غربية. وشملت الإجراءات تنفيذ أحكام إعدام بحق متهمين بالتجسس، بينهم من وُصفوا بأنهم على صلة بعمليات اغتيال علماء نوويين أو هجمات تخريبية داخل المنشآت الحساسة.
تصرّ إيران على تصوير هذه الحملات كدفاع عن السيادة، لكنها في الوقت ذاته ترسل رسائل تحذيرية لإسرائيل والمجتمع الدولي بأنها تملك قدرة على كشف وتعطيل العمليات الإسرائيلية داخل أراضيها، بل وربما الرد عبر أدوات مماثلة.

انفلات أمني في الضفة


على الأرض، لا تقل التطورات في الضفة الغربية سخونة. فبينما تنشغل إسرائيل بمحاولة صدّ الاختراقات الأمنية، تشتعل الجبهة الداخلية بهجمات مستوطنين على الفلسطينيين، آخرها في بلدة كفر مالك قرب رام الله، حيث أودى هجوم دموي بحياة 3 فلسطينيين وأصاب 7 آخرين، وسط اتهامات مباشرة للحكومة الإسرائيلية بالتواطؤ، بل والتحريض.
وتتحدث التقارير الحقوقية عن أكثر من 210 بؤر استيطانية جديدة منذ بدء الحرب على غزة، ما يشير إلى تسارع عمليات فرض الأمر الواقع بدعم حكومي مباشر، وتغييب متعمد للقانون الدولي، في ظل ضعف الرد الدولي.

مسار تصعيدي


الأزمة الحالية تكشف تداخلاً غير مسبوق بين الجبهة الأمنية الداخلية في إسرائيل، والجبهات المشتعلة في الخارج، سواء في إيران أو الضفة أو قطاع غزة. فكل عملية تجنيد، أو تفكيك شبكة تجسس، أو هجوم استيطاني، ليست مجرد حدث معزول، بل جزء من معركة أوسع لإعادة تشكيل معادلات النفوذ والسيطرة، حيث تمتزج الوسائل التقليدية بالتقنيات الحديثة، وتصبح الجامعات، والقرى، وحتى منصات التواصل، ساحات مواجهة فعلية.