اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

ترامب يهاجم القضاء الإسرائيلي: محاكمة نتنياهو ”مهزلة لا تليق ببطل إسرائيل”

ترامب
ترامب

في خطوة أثارت ردود فعل متباينة داخل إسرائيل وخارجها، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن دعمه القوي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مطالبًا بإلغاء محاكمته أو منحه عفواً كاملاً، واصفًا الإجراءات القضائية الجارية ضده بأنها "مطاردة ساحرات" ودافع سياسي لا يليق بشخصية محورية في تاريخ إسرائيل المعاصر.


جاءت تصريحات ترامب عبر منصته "تروث سوشيال"، حيث أبدى استغرابه الشديد من استمرار ملاحقة نتنياهو قضائيًا، على الرغم من الأزمات الأمنية والسياسية التي تواجهها إسرائيل، وعلى رأسها الصراع مع إيران. وقال إن نتنياهو، الذي وصفه بـ"البطل العظيم"، لعب دورًا محوريًا في "القضاء التام على برنامج الأسلحة النووية الإيراني"، في إشارة إلى العمليات الإسرائيلية السرية والتنسيق الاستخباراتي مع إدارة ترامب خلال فترة حكمه.


وهاجم ترامب المؤسسة القضائية الإسرائيلية، معتبرًا أن محاكمة رئيس وزراء في منصبه، وفي ظل حرب تخوضها البلاد، يُعد سابقة خطيرة ذات أبعاد سياسية. وألمح إلى أن استمرار القضية قد يُضعف من قدرة إسرائيل على إدارة ملفاتها الأمنية، مشددًا على أن نتنياهو كان "أشد محارب عرفته إسرائيل"، وأنه "قاتل من أجل بقائها" ضد ما وصفه بـ"العدو الإيراني الماكر"، مشيرًا إلى التحالف الوثيق الذي جمعهما خلال سنوات حكمه.


واعتبر الرئيس الأميركي أن ما يتعرض له نتنياهو ليس إلا "اضطهادًا قضائيًا" لرجل خدم بلاده بفعالية غير مسبوقة، مستنكرًا أن يُعامل بهذه الطريقة "في زمن الحرب"، على حد تعبيره. كما أكد أن الولايات المتحدة، التي "أنقذت إسرائيل" بحسب وصفه، يمكن أن تفعل الشيء نفسه مع نتنياهو، داعيًا إلى إنهاء ما وصفه بـ"المهزلة".


أزمة داخلية وتداعيات خارجية


تصريحات ترامب تُسلّط الضوء على التوتر المتزايد داخل الساحة السياسية الإسرائيلية، حيث لا تزال قضية محاكمة نتنياهو تُثير انقسامًا حادًا بين مؤيديه الذين يعتبرونه ضحية استهداف سياسي، وبين منتقديه الذين يرون أن تطبيق القانون يجب أن يشمل الجميع دون استثناء، حتى لو كان رئيس الوزراء نفسه.


وفي الوقت نفسه، فإن تدخل ترامب العلني قد يضيف بُعدًا دوليًا للأزمة، خاصة في ظل ما يمثله من ثقل سياسي داخل التيار اليميني العالمي، ولما له من روابط سابقة قوية مع الحكومة الإسرائيلية، لا سيما في ملفات مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.


كما أن وصف ترامب للمحاكمة بأنها قضية "مدفوعة سياسياً"، يفتح بابًا للتشكيك في استقلال القضاء الإسرائيلي، وهو ما قد يترك أثرًا سلبيًا على صورة إسرائيل في المحافل الدولية، خصوصًا فيما يتعلق بمسألة فصل السلطات وسيادة القانون.

دعم سياسي


تمثل تصريحات ترامب دعماً رمزياً وسياسياً واسع النطاق لنتنياهو، لكنها في الوقت نفسه تُدخل الولايات المتحدة -ولو عبر الرئيس السابق- في نقاش داخلي حساس في إسرائيل.


تضع هذه التصريحات ضغوطًا على المؤسسة القضائية وتكشف حجم الاستقطاب في المشهد السياسي الإسرائيلي.


كما أنها تعكس من جديد مدى ارتباط مصير نتنياهو السياسي برؤية ترامب للدور الأميركي في المنطقة.