اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

إيران تهدد بتصعيد ”أكثر تدميرًا”.. مواجهة مفتوحة بعد الهجوم الإسرائيلي على منشآت نووية

إيران
إيران

في تصعيد جديد ينذر باتساع رقعة التوتر في الشرق الأوسط، أعلن قائد مقر "خاتم الأنبياء" التابع للحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، أن العمليات الإيرانية ضد إسرائيل لن تتوقف، بل ستأخذ منحى أكثر "تدميرًا وضراوة" خلال المرحلة المقبلة. التصريح يأتي بعد أيام من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، في ما اعتبرته طهران تجاوزًا صارخًا للخطوط الحمراء الدولية.
وأكد قائد الحرس أن الرد الإيراني لم يبلغ ذروته بعد، بل إن الهجمات القادمة ستكون أكثر تركيزًا على مراكز حساسة داخل إسرائيل، مما يضع المنطقة أمام سيناريو مفتوح على احتمالات تصعيد خطيرة.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن إسرائيل "انتهكت القانون الدولي" بهجومها على منشآت نووية تُشرف عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وشدد على أن "الرد الإيراني مشروع ويأتي ضمن إطار الدفاع عن النفس"، وفقًا لما تتيحه المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة.
أوضح عراقجي أن العمليات الإيرانية كانت "محسوبة" ومحصورة داخل حدود "الكيان الصهيوني"، في إشارة إلى أن طهران تحاول توجيه رسائل مدروسة دون الانزلاق إلى حرب شاملة، لكنها جاهزة لخوض المواجهة إذا فُرضت عليها.
كما حذّر عراقجي من أن أي تصعيد إضافي، خصوصًا في منطقة الخليج، قد يتحول إلى شرارة لحريق إقليمي وربما عالمي، معتبرًا أن توسعة الاشتباك من قبل إسرائيل أو حلفائها سيكون "خطأ استراتيجيًا" يفتح بابًا لحرب لا تحمد عقباها.
وفي محاولة لحشد دعم دولي، دعا عراقجي المجتمع الدولي إلى إدانة الهجمات الإسرائيلية، معربًا عن أمله في أن تصدر الوكالة الدولية للطاقة الذرية موقفًا واضحًا يدين الاعتداء على منشآت نووية سلمية تحت رقابتها، ما يعكس القلق الإيراني من احتمال صمت دولي قد يُفهم كتواطؤ ضمني.

معادلة ردع جديدة

تسعى إيران في هذا التصعيد إلى تثبيت معادلة ردع جديدة بعد الهجوم الإسرائيلي الذي كسر ما تعتبره طهران "الخطوط الحمراء". وبينما تحاول إظهار قدرتها على الرد من دون السعي إلى حرب شاملة، فإن لهجة التهديد المتصاعدة من الحرس الثوري، والمتزامنة مع دعوات عراقجي للمجتمع الدولي، تكشف عن رغبة مزدوجة: الردع الميداني من جهة، والحشد الدبلوماسي من جهة أخرى.
غير أن مستقبل هذا التصعيد سيعتمد على أمرين رئيسيين: طبيعة الرد الإسرائيلي القادم، وموقف القوى الدولية الكبرى، خصوصًا الولايات المتحدة وروسيا، من تجاوز الصراع حدود السيطرة.

السياق الاستراتيجي

تأتي هذه التطورات في وقت بالغ الحساسية، حيث تواصل إسرائيل سياستها الهجومية الوقائية ضد التمدد الإيراني في المنطقة، لا سيما في ظل التوتر المتصاعد على جبهات متعددة (لبنان، سوريا، العراق، والبحر الأحمر). أما إيران، فهي أمام تحدٍّ مزدوج: إثبات جاهزيتها الدفاعية داخليًا، وعدم الظهور بمظهر العاجز أمام جمهورها، وفي الوقت ذاته تجنب الانجرار إلى مواجهة شاملة مع إسرائيل في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الداخلية.
ما جرى فجر الأحد ليس حادثًا معزولًا، بل خطوة محسوبة ضمن تكتيكات "الضغط القصوى" المتبادلة. إعلان إسرائيل عن الإنذار، ثم تنفيذ ضربات موجعة في العمق الإيراني، يمثل تصعيدًا خطيرًا يرفع مستوى المخاطرة في الإقليم. والسؤال المطروح حاليًا: كيف سترد طهران؟ وهل ستظل الضربات محدودة ومدروسة، أم أننا على أعتاب مواجهة أوسع قد تنفلت من حسابات الردع التقليدية؟.

موضوعات متعلقة