اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
بعد احتراق مستودع الأدوية.. صرخة استغاثة أخيرة من مستشفى العودة هارفارد الأمريكية تدفع ثمن الدفاع عن القضية الفلسطينية.. ما القصة ؟ ”حماس”: الاحتلال يقتل 6 فلسطينيين خلال تأمينهم شاحنات المساعدات في غزة الحوثيون يستمرون في ضرب الاحتلال .. استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي نتنياهو يتهم دولاً غربية بتشجيع «حماس».. وفرنسا ترفض الاتهامات الإسرائيلية ميرتس يدعو بكين لدعم وقف إطلاق النار في أوكرانيا.. وشي يعلن شراكة استراتيجية شاملة مع برلين منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر: غزة تحتضر السباق الرئاسي يحتدم في كوريا الجنوبية.. المعارضة تتقدم قبل الحسم الانتخابي” «الصحة العالمية» تناشد إسرائيل التحلي بـ«الرحمة».. و16 شهيداً في قصف اليوم فجراً إيران تحذر الولايات المتحدة من تكرار سيناريو أفغانستان وفيتنام عشية مفاوضات روما النووية الشرطة تصادر هواتف رئيس كوريا الجنوبية السابق.. والإعدام في انتظاره الأكراد ودمشق.. مفاوضات الإدارة الذاتية في ظل معارضة مركزية وتعقيدات إقليمية

إيران تحذر الولايات المتحدة من تكرار سيناريو أفغانستان وفيتنام عشية مفاوضات روما النووية

رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري
رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري

في مشهد يعكس تصعيدًا استراتيجيًا مدروسًا، وجّهت طهران، اليوم الجمعة، سلسلة من الرسائل التحذيرية إلى واشنطن، تؤكد من خلالها أن أي عمل عدائي يستهدف الجمهورية الإسلامية لن يمر دون رد "قوي وحاسم". وتأتي هذه التصريحات في وقت بالغ الحساسية، تزامنًا مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة الإيطالية روما.


إيران تلوّح بالردع والمواجهة


التحذير الأبرز جاء على لسان رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، الذي استعان بلغة رمزية وتاريخية للإيحاء بعواقب وخيمة على واشنطن في حال قررت خوض مغامرة عسكرية جديدة. فقد شبّه باقري أي تصعيد أمريكي محتمل بمآلات الفشل الاستراتيجي الذي مُنيت به الولايات المتحدة في كل من فيتنام وأفغانستان، في إشارة إلى تكلفة الحروب الطويلة وغير الحاسمة التي خاضتها هناك.
وأكد باقري أن الجيش الإيراني يتمتع بجهوزية عالية وقدرة على الردع، مشدداً على أن “أي اعتداء على البلاد سيُقابل برد عنيف وحاسم"، وأن على الإدارة الأمريكية "أن تعود إلى تاريخ نضال الشعب الإيراني لفهم خطأ تقديراتها الحالية". هذا التصريح يكشف عن إصرار إيراني على التذكير برمزية المقاومة والصلابة كأدوات فاعلة في الحرب النفسية الموجهة للخصوم.

مفاوضات روما النووية

في السياق ذاته، كرر الحرس الثوري الإيراني مواقفه التصعيدية، حيث صرّح العميد علي محمد نائيني، المتحدث باسم الحرس، أن إيران باتت تمتلك قدرة ردع هجومية فعالة، وأنها "قادرة على توجيه ضربات قاسية لأي تهديد محتمل". كما أشار إلى امتلاك الجمهورية الإسلامية قدرات استخباراتية دقيقة وتكنولوجيا عسكرية متقدمة، مع تأكيد خاص على القدرة الإيرانية لاستهداف "جميع أركان الكيان الصهيوني"، في تلميح صريح إلى إمكانيات الحرب الإقليمية الشاملة.


وتأتي هذه التصريحات في وقت تسعى فيه الأطراف الدولية إلى إحياء الاتفاق النووي عبر مسار دبلوماسي جديد في روما، ما يطرح تساؤلات حيوية حول ما إذا كانت الرسائل الإيرانية مجرد أدوات ضغط تفاوضي أم مؤشرات على تحول جيوسياسي أعمق. فالخطاب العسكري المتشدد قد يُفهم ضمن استراتيجية "حافة الهاوية"، حيث تسعى طهران لرفع كلفة أي خيار عسكري أمريكي، ودفع الغرب نحو تنازلات أكبر في المفاوضات.


يبدو أن إيران تختار بعناية توقيت تصعيدها السياسي والعسكري، مستثمرة الزخم التفاوضي لإعادة رسم معادلات الردع الإقليمي. فبين رسائل الردع الموجهة لواشنطن، والتهديدات التي تطال إسرائيل، يتضح أن طهران لا تكتفي بالدفاع، بل تسعى لإعادة تعريف دورها الإقليمي باعتبارها قوة قادرة على فرض توازن الردع من موقع الهجوم. أما ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستثمر في روما أو تعمّق الانقسام القائم، فذلك ما ستكشفه الأيام المقبلة.