ضربة عسكرية مروّعة تهز روسيا.. والعالم يقترب من حافة الهاوية!

بقلم السياسي الكبير : ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل
في تطور خطير وغير مسبوق، تعرضت روسيا منذ ساعات قليلة لأقوى ضربة عسكرية تطال عمق أراضيها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية... ضربة وُصفت بأنها تماثل في خطورتها ضربة "بيرل هاربور" التي تسببت في دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الثانية، لكنها هنا لم تأتِ من دولة عظمى، بل من أوكرانيا التي تخوض صراعًا وجوديًا ضد موسكو منذ أكثر من عامين.
والأدهى أن ما جرى لم يكن مجرد ضربة عسكرية عابرة، بل كان نتاج تخطيط استخباراتي بالغ الدقة والتعقيد، نُفذ باستخدام تقنيات متقدمة لم تصل إليها سوى القوى الكبرى، في عملية أُطلق عليها اسم "شبكة العنكبوت"... نفذتها أوكرانيا بدقة متناهية ضد أربع قواعد جوية داخل العمق الروسي، مستهدفة أسطول الطيران الاستراتيجي الروسي.
حجم الخسارة؟ كارثة عسكرية واستراتيجية!
ما يقرب من أربعين طائرة حربية استراتيجية من أقوى الطرازات الروسية تم تدميرها وهي لا تزال على الأرض، منها قاذفات قنابل نووية من طراز Tu-95 وTu-22M3، وهي الطائرات التي طالما استخدمتها روسيا في قصف المدن الأوكرانية من مسافات بعيدة.
كما تم تدمير طائرة الإنذار المبكر من طراز A-50، والتي تُعد بمثابة "عين روسيا في السماء"، في ضربة تعتبر شللاً حقيقياً لقدرات روسيا على الردع الجوي والتخطيط القتالي.
كيف نُفذت هذه الضربة المذهلة؟
وفقًا للمعلومات المتوفرة، فإن أوكرانيا كانت تُعد لهذه العملية منذ قرابة عام ونصف، واستخدمت في التنفيذ عشرات الطائرات المسيّرة الصغيرة، التي تم تهريبها داخل روسيا باستخدام شاحنات مدنية عادية محمّلة بحاويات خشبية مموهة. كانت هذه الحاويات مزوّدة بأسقف إلكترونية قابلة للفتح عن بُعد، بحيث لا تثير الشكوك أثناء عبورها للحدود أو تنقلها داخل الأراضي الروسية.
وفي ساعة الصفر، توقفت تلك الشاحنات في نقاط محددة، وبدأت عملية الإطلاق الذكي للمسيّرات، التي خرجت في أسراب منظمة، مُبرمجة مسبقًا لتحديد أهدافها اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي، ومتزامنة مع بيانات من الأقمار الصناعية.
وهنا نحن أمام شكل جديد من أشكال الحروب، حرب تُدار من خارج ميادين القتال، يُستخدم فيها العقل الصناعي بدلًا من الطيارين، وتتحول فيها الشاحنات المدنية إلى قواعد إطلاق متحركة!
قاعدة فيها غواصات نووية؟!
من بين القواعد التي طالتها الضربة الأوكرانية، قاعدة أولينيا في أقصى شمال روسيا، والتي تضم منشآت حيوية تخص الغواصات النووية الروسية. وقد وردت أنباء عن انفجار غامض داخل القاعدة تزامن مع الهجوم، وهو ما حاولت موسكو التستر عليه، لكن الحقيقة باتت واضحة: أوكرانيا باتت قادرة على الوصول إلى أعمق النقاط حساسية في المنظومة الدفاعية الروسية.
وأين كانت أنظمة الدفاع الروسية؟
السؤال المحيّر الآن: كيف لم تتمكن روسيا، بكل ما تملكه من أنظمة الدفاع الجوي والرادارات المتطورة، من اكتشاف أو اعتراض هذا الهجوم الجوي واسع النطاق؟ الإجابة تكمن في عنصر المفاجأة، والدقة التكنولوجية، وفشل المنظومة الدفاعية الروسية التي باتت مكشوفة أمام الذكاء الاصطناعي!
والدليل على خطورة الهجوم أن السلطات الروسية لم تكتفِ بالصمت، بل انتشرت أنباء عن اجتماع عاجل دعا إليه الرئيس بوتين مع قادة الجيش والأمن، وسط تهديدات رسمية بأن الرد سيكون “قاسيًا ومفاجئًا”.
الجوانب الأخطر: الثالوث النووي في خطر
ما لا يدركه الكثيرون، أن الطائرات التي تم تدميرها تُعد جزءًا من "الثالوث النووي الروسي"، وهو الركن الأساسي في عقيدة الردع الاستراتيجي لروسيا، التي تعتمد على توازن الرعب النووي لضمان أمنها القومي.
وبالتالي، فإن هذه الضربة تُعد في المنظور الروسي استهدافًا مباشرًا لقدرتها النووية، وتضع موسكو في موقف دفاعي غير مسبوق، ما قد يدفعها - وفقًا لعقيدتها العسكرية - إلى استخدام السلاح النووي التكتيكي كرسالة ردع وتأديب.
الرد الروسي؟
ما تم تداوله حتى الآن يشير إلى أن الرد الروسي قد يتراوح بين:
1. ضربة صاروخية كاسحة تستهدف العاصمة الأوكرانية كييف وبنيتها التحتية.
2. استخدام أسلحة نووية تكتيكية في شرق أوكرانيا، لإرسال رسالة ردع استراتيجية.
3. توسيع نطاق الحرب بما يهدد بانخراط الناتو، في توقيت حرج لا تبدو فيه أوروبا جاهزة لمواجهة بهذا الحجم.
مفاوضات السلام.. ثم ضربة قاتلة!
ومن مفارقات المشهد، أن روسيا كانت قد طلبت قبل الضربة بساعات بدء مفاوضات سلام مع أوكرانيا في إسطنبول. لكن الرد الأوكراني جاء ناريًا... فبدلًا من التفاوض، أطلقت كييف هذه العملية المعقدة، لتؤكد أنها لن تدخل المفاوضات إلا من موقع قوة!
ختامًا... هل نحن على أعتاب حرب عالمية؟
العالم كله الآن يقف مترقبًا أمام هذا التصعيد المرعب، وقرارات الأيام القليلة القادمة ستحدد ما إذا كانت الحرب في أوكرانيا ستظل نزاعًا إقليميًا، أم أنها ستتطور إلى حرب عالمية ثالثة تُغير وجه العالم!
وفي ضوء هذا التطور، فإننا في حزب الجيل الديمقراطي نؤكد مجددًا أن العالم يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى صوت الحكمة، والعودة إلى مائدة التفاوض، ووقف دوامة التصعيد التي تهدد البشرية كلها، وليس فقط الشعبين الروسي والأوكراني.