اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

روسيا تطرح مسودة اتفاق سلام وأميركا تلوّح بالعقوبات.. مفاوضات هشة على حافة التصعيد

بوتين
بوتين

أعلنت وزارة الخارجية الروسية، الثلاثاء، أن موسكو تواصل العمل على مسودة "مذكرة تفاهم" تتضمن المبادئ الأساسية لاتفاق سلام محتمل ينهي الحرب في أوكرانيا. وتشمل المذكرة المقترحة شروط وقف إطلاق النار ومدّة التسوية، في ظل استمرار المحاولات العسكرية الروسية للسيطرة على المناطق الحدودية ضمن خطة "المنطقة العازلة" التي أطلقها الرئيس فلاديمير بوتين.


وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن المسودة ستُسلَّم إلى كييف فور الانتهاء منها، مضيفةً أن موسكو تأمل أن ترد أوكرانيا برؤيتها بشأن بنود التسوية. ووجهت زاخاروفا اتهامات إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعرقلة جهود السلام، معتبرة أن كييف تسعى للتفاوض من موقع قوة عبر تكثيف ضرباتها على المواقع المدنية، والضغط لزيادة العقوبات الغربية وتسليحها.


تبادل الأسرى


وأشارت إلى أن اتفاق إسطنبول الأخير، الذي شمل تبادل 1000 أسير من كل طرف بوساطة بيلاروسية، يُعدّ إنجازاً تمهيدياً للمفاوضات. وكان الرئيس الروسي قد أعلن عقب مكالمة مع نظيره الأميركي دونالد ترمب، عن استعداده لدفع عجلة التفاوض، بدعم أميركي مشروط بوقف إطلاق نار لمدة 30 يوماً، وهو ما وافقت عليه كييف لاحقاً.
ومع ذلك، شهدت المفاوضات تعثراً جديداً بعد إعلان الاتحاد الأوروبي عن تسليح أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، ما دفع موسكو لتهديد بالانسحاب من المحادثات. وطلبت روسيا عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة ما وصفته بـ"التهديدات الأوروبية للأمن والسلم الدوليين".
في موازاة ذلك، أكدت السلطات الأوكرانية في منطقة سومي شمال شرقي البلاد، أن القوات الروسية سيطرت على أربع قرى ضمن سعيها لإنشاء منطقة عازلة على الحدود. وأفاد حاكم المنطقة، أوليه هريهوروف، بأن القرى باتت تحت السيطرة الروسية، فيما تستمر المعارك في مناطق مجاورة.

حزمة عقوبات جديدة


في السياق الدولي، تدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، في ظل تعثّر المفاوضات واستمرار الهجمات الروسية. ورغم أن العقوبات لن تمس القطاع المصرفي مباشرة، إلا أن الإدارة الأميركية تبحث عن وسائل ضغط لدفع موسكو لتقديم تنازلات، أبرزها وقف إطلاق نار مؤقت. لكن مصادر في واشنطن لم تستبعد تراجع ترمب عن هذه الخطوة لاحقاً.


وفي تصريح لصحيفة "وول ستريت جورنال"، أبدى ترمب استياءه من أداء بوتين قائلاً: "إنه يقتل الكثير من الناس... لا أعرف ما خطبه!". كما نقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن ترمب يفكر جدياً في الانسحاب من دور الوساطة بالكامل إذا فشلت محاولته الأخيرة لتحقيق تقدم، وهو موقف يتناقض مع تعهده السابق بإنهاء الحرب فور توليه الرئاسة.


في خضم هذا التصعيد، تتزايد المخاوف من انهيار عملية السلام، في ظل تصاعد التوترات بين روسيا والدول الأوروبية، وتضاؤل الثقة المتبادلة بين موسكو وواشنطن.