اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
غزة.. الحديث يدور عن الهدنة وسط القتل والغارات في أول لقاء بينهما.. ترامب يحذر رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» من عدم خفض الفائدة إيفانكا ترامب الأكثر طلباً.. أمريكيون يخضعون لعمليات تجميل ليصبحوا مثل السياسيين رئيس وزراء كندا السابق يثير الجدل أثناء لقائه الملك تشارلز.. تعرف على السبب حماس: الرد الإسرائيلي على مقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار لا يلبي مطالب الحركة «الدعم السريع» تعيد تموضعها في غرب السودان والجيش يُصعِّد جواً تنديد دولي بمشروع استيطاني جديد يمهد لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الضفة تريليون دولار.. وزير اقتصاد دمشق يكشف تكلفة بناء سوريا الجديدة تلفزيون الاحتلال الإسرائيلي: نتنياهو أبلغ عائلات الأسرى موافقته على مقترح ويتكوف الجديد إسرائيل تبني 22 مستوطنة جديدة لإضفاء شرعية على احتلال الضفة الغربية طبيبة بريطانية متطوعة في غزة: ما يحدث هنا أكبر جريمة حرب في تاريخ الإنسانية سلاح الجو الإسرائيلي يهاجم مناطق تمركز لحزب الله في جنوب لبنان

ترمب يخفف لهجته تجاه موسكو ويؤكد: ”سنعرف نوايا بوتين خلال أسبوعين”

الحرب الروسية الأوكرانية
الحرب الروسية الأوكرانية

في مشهد يعكس تردّدًا استراتيجيًا واضحًا، قلّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب من احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا، رغم ضغوط متزايدة من الأوروبيين والمطالبات الأوكرانية المتصاعدة بالرد على التصعيد العسكري الروسي الأخير. هذا الموقف المتحفظ جاء عشية جولة تفاوضية جديدة مرتقبة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول بتاريخ 2 يونيو، وسط تساؤلات عن مدى جدية الولايات المتحدة في ممارسة ضغوط حقيقية على موسكو.

ترامب ومبدأ "لا تفسد المفاوضات"

في معرض تبريره لموقفه المتردد، أوضح ترامب أنه لا يرغب في "إفساد الأمر" إذا كان يعتقد أنه قريب من التوصل إلى اتفاق مع روسيا، في إشارة إلى احتمالية تراجع موسكو عن التصعيد إذا توفرت بيئة تفاوضية ملائمة. هذا التصريح يكشف عن تمسك ترامب برؤية براغماتية تضع "الصفقة" فوق المبادئ، كما يعكس رغبته في الاحتفاظ بدور الوسيط لا المتورط، حين قال بوضوح: "هذه ليست حربي.. إنها حرب بايدن وزيلينسكي وبوتين".

هجوم روسي غير مسبوق وصمت غربي مريب


تزامن هذا الحذر الأميركي مع أكبر هجوم جوي روسي على أوكرانيا منذ اندلاع الحرب في فبراير 2022، حيث شنت موسكو هجوماً مكثفاً باستخدام 367 طائرة مسيّرة وصاروخاً، مستهدفة أكثر من 30 مدينة وقرية، بينها العاصمة كييف، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً على الأقل. الغارات ترافقت مع جولة ثالثة من تبادل الأسرى بين الطرفين، وكأن روسيا ترسل رسالة مزدوجة: التصعيد العسكري لا يمنع الحوار السياسي.
ورداً على هذا التصعيد، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن خيبة أمله من صمت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، معتبراً أن هذا التراخي "يشجع بوتين"، وداعياً إلى فرض عقوبات فورية، وهو ما لم يجد صدىً قوياً لدى واشنطن حتى اللحظة.

تحولات في خطاب ترامب ومكالمة مثيرة للجدل

رغم التصعيد الروسي، بقي خطاب ترامب متذبذباً. فعلى الرغم من تصريحه سابقاً بأنه "يفكّر بالتأكيد" في فرض عقوبات على روسيا، خاصة بعد هجوم المسيرات، عاد وعبّر عن تفاجئه مما وصفه بتحول في سلوك بوتين، قائلاً: "لقد عرفته منذ زمن طويل.. لكن الآن يقتل الناس ويقصف المدن". هذا التغير في النبرة تزامن مع مكالمة هاتفية مطولة دامت ساعتين مع بوتين، بدا خلالها أن ترامب يتراجع عن مطلبه السابق بفرض هدنة لمدة 30 يوماً، ملوّحاً باحتمال انسحابه من المفاوضات.

أمل هش وسط معادلات معقدة


المكالمة بين ترامب وبوتين، وما أعقبها من اتصالات بين وزيري الخارجية ماركو روبيو وسيرغي لافروف، كشفت عن تحضيرات لجولة جديدة من المحادثات في إسطنبول. الخارجية الروسية أكدت أن موسكو ستطرح "مقترحات محددة"، فيما أكدت واشنطن استعدادها لـ"تسهيل تقريب المواقف". ومع ذلك، تبدو فرص التوصل لاتفاق حقيقي ضئيلة، خاصة بعد فشل مفاوضات 16 مايو، التي لم تثمر عن أي تقدم في ملف وقف إطلاق النار.


عقوبات مؤجلة.. وروسيا تستغل الفجوات


بحسب تقارير، من بين العقوبات المحتملة التي تم تداولها، تلك المتعلقة بصادرات النفط الروسي أو استهداف شركة "روسنفت" الحكومية. إلا أن التردد الأميركي، والذي يغذيه خطاب ترامب الحذر، يعطي لموسكو هامشاً واسعاً للمناورة، لا سيما في ظل غياب موقف موحد من الغرب، وتضارب المصالح الاقتصادية داخل الاتحاد الأوروبي نفسه.

التردد الأميركي في التعامل مع التصعيد الروسي يعكس أزمة قيادة واضحة في إدارة الملف الأوكراني، وسط تراجع تأثير واشنطن على مجريات الأحداث ميدانياً وسياسياً. وبينما تسعى أوكرانيا للحصول على دعم حازم، يبدو أن ترامب يفضّل مقاربة "رجل الصفقة"، متجنباً التصعيد الحاد، حتى لو جاء ذلك على حساب الردع الاستراتيجي.


في المقابل، تواصل موسكو انتهاج سياسة "الهجوم والمفاوضات" بالتوازي، محاولة قضم المزيد من أوراق الضغط قبل أي تنازل محتمل. وبغياب إرادة أميركية واضحة، تبدو جولة إسطنبول أقرب إلى تمرين دبلوماسي شكلي منها إلى نقطة تحول في مسار الصراع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

موضوعات متعلقة