اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
نكبة مستمرة.. قراءة تحليلية في تحولات المأساة الفلسطينية صندوق النرويج السيادي يستبعد شركة إسرائيلية تدعم المستوطنات الفاو: غزة على حافة المجاعة.. الزراعة تنهار والمساعدات محاصَرة السراب الذي خدع إسرائيل.. كيف أربكت «حماس» استخبارات الاحتلال قبل هجوم 7 أكتوبر؟ قصة اللقاء التاريخي بين زيلينسكي وبوتين في تركيا لإنهاء الحرب كشمير في مرمى التوتر مجددًا.. الهند ترفض الوساطة الخارجية وتُصر على الحل الثنائي رغم جهود أمريكية بارقة دبلوماسية في زمن الحرب.. زيلينسكي يدعو للقاء بوتين في إسطنبول لإنهاء النزاع ويقترح هدنة شاملة إسرائيل ترفض وقف النار وتتمسك بالتصعيد.. الرهينة عيدان ألكسندر ورقة ضغط في مفاوضات متعثرة أزمة ثقة بين واشنطن وتل أبيب.. اتهامات بإطالة أمد الحرب في غزة وتوتر يسبق زيارة ترمب هدنة حذرة في حرب الرسوم.. اتفاق أمريكي-صيني أولي يخفف التوتر التجاري ويمنح مهلة جديدة للمفاوضات بايدن يعود إلى الواجهة.. انقسام ديمقراطي بين الوفاء للتاريخ والطموح للمستقبل ممر آمن وقلق متصاعد.. إطلاق سراح عيدان ألكسندر يكشف هشاشة التفاهمات وازدواجية المواقف في حرب غزة

أزمة ثقة بين واشنطن وتل أبيب.. اتهامات بإطالة أمد الحرب في غزة وتوتر يسبق زيارة ترمب

غزة
غزة

في مؤشر واضح على تصاعد التوتر بين واشنطن وتل أبيب، وجّه المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، انتقادات غير مسبوقة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متّهمًا إياها بـ"إطالة أمد الحرب في غزة بلا هدف واضح"، الأمر الذي يعكس شرخًا آخذًا في الاتساع بين الحليفين التقليديين، خصوصًا قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط.

انتقادات أميركية مباشرة.. لا هدف للحرب


وجّه ويتكوف، خلال لقاء جمعه مع عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، انتقادات علنية لحكومة نتنياهو، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة ترغب في إنهاء الحرب وتأمين عودة المحتجزين، إلا أن إسرائيل ترفض إنهاء العمليات العسكرية.


وأضاف أن استمرار الحرب لا يحقق تقدمًا ملموسًا، رغم مرور أشهر على اندلاعها، ملمحًا إلى وجود فرصة حقيقية للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، وإبرام صفقة تبادل تشمل إطلاق سراح الأسرى.
ووفق القناة الإسرائيلية "12"، فإن هذه التصريحات لويتكوف شكّلت صدمة لعائلات الأسرى، الذين لم يسمعوا منه مثل هذا النقد العلني سابقًا، ما يعكس تحولًا في الموقف الأميركي تجاه تكتيكات إسرائيل العسكرية، وربما بداية إعادة تقييم لنهج واشنطن تجاه الحرب في غزة.


ضغوط دبلوماسية وصفقة مرتقبة


التقارير الإسرائيلية كشفت عن حراك أميركي واسع يقوده ويتكوف عبر قنوات التواصل مع كل من حماس، والحكومة الإسرائيلية، ودول الوساطة كقطر ومصر، بهدف التوصل إلى اتفاق يشمل تهدئة طويلة الأمد مقابل الإفراج عن الأسرى. ويُعرف هذا الطرح في الإعلام الإسرائيلي باسم "اقتراح ويتكوف المخفف"، والذي يقضي بإطلاق سراح نحو نصف المحتجزين الأحياء مقابل هدنة مؤقتة، يليها إطلاق سراح البقية وإنهاء الحرب تدريجيًا.


في المقابل، تؤكد مصادر إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي مستعد لشن عملية برية موسعة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق خلال زيارة ترمب المرتقبة، مشددة على أن أي عملية عسكرية جديدة لن تُوقف سريعًا، وأن "حماس لن تملي الجدول الزمني للانسحاب".


مبادرة "حسن نية" من حماس ورسائل لواشنطن


في خطوة فُسرت على أنها إشارة إلى رغبة في التهدئة، أعلنت حماس مساء الأحد أنها ستُفرج عن الجندي الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، وهو آخر أسير يحمل الجنسية الأميركية على قيد الحياة في غزة، وذلك بعد اتصالات مباشرة مع الإدارة الأميركية.


وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن الولايات المتحدة طمأنت حماس بأن هذه الخطوة سيكون لها وقع كبير على موقف ترمب، الذي يسعى بدوره لتحقيق اختراق في ملف الأسرى، كجزء من أجندته في المنطقة.

توتر شخصي بين ترمب ونتنياهو


في موازاة ذلك، نفت حكومة نتنياهو وجود توتر مع إدارة ترمب، رغم تقارير عدة في الإعلام الأميركي والإسرائيلي تؤكد وجود خلافات عميقة بشأن الحرب في غزة والملف النووي الإيراني. وتشير تقارير صحفية إلى أن ترمب "يشعر بخيبة أمل" من مواقف نتنياهو، ويعتزم اتباع سياسة شرق أوسطية مستقلة عن إسرائيل، وهو أمر غير معتاد في علاقات البلدين منذ عقود.


ووفقًا لـNBC News، فإن ترمب وجّه خلال الأيام الأخيرة تصريحات علنية أغضبت نتنياهو، ما أثار استياء داخل دائرته المقربة، التي بدأت بدورها في توجيه انتقادات غير معهودة للإدارة الأميركية.

إن ما يجري حالياً يُشكل علامة فارقة في العلاقات الأميركية الإسرائيلية، حيث لم تعد واشنطن تُخفي امتعاضها من نهج نتنياهو، في وقت تواجه فيه تل أبيب ضغوطًا دولية متزايدة لإنهاء حرب أوقعت أكثر من 52 ألف شهيد في غزة، معظمهم من المدنيين.


يتزامن ذلك مع محاولة ترمب استثمار ملف الأسرى والتهدئة لتحقيق مكاسب سياسية ودبلوماسية، وسط خشية من أن تؤدي العملية البرية المحتملة إلى تقويض أي اتفاقات ونسف المبادرات الجارية.

موضوعات متعلقة