اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

كشمير في مرمى التوتر مجددًا.. الهند ترفض الوساطة الخارجية وتُصر على الحل الثنائي رغم جهود أمريكية

الحرب الهندية الباكستانية
الحرب الهندية الباكستانية

في تطور جديد يعكس تعقيدات النزاع المستمر حول إقليم كشمير، جددت الهند رفضها لأي وساطة دولية، مؤكدة أن القضية لا تخرج عن كونها نزاعًا ثنائيًا بحتًا مع باكستان، وذلك رغم تصريحات أمريكية تُشير إلى دور واشنطن في تهدئة التوتر الأخير بين الجانبين.
وقال شيلباك أمبولي، المفوض السامي للهند في سنغافورة، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" إن كشمير ليست قضية دولية، بل تخص الهند وباكستان فقط، مضيفًا: "بالنسبة لنا، مصطلح الوساطة لا ينطبق على قضية كشمير". هذا التصريح جاء في سياق نفي هندي مباشر لتصريحات أمريكية تفيد بتدخل واشنطن لتسهيل اتفاق وقف إطلاق النار.

سياق التصعيد الأخير


الرفض الهندي جاء عقب أربعة أيام من اشتباكات عسكرية عنيفة على خط المراقبة الفاصل في كشمير، تصاعدت فيها المواجهات بين الطرفين إلى مستوى خطير شمل:
تبادل القصف المدفعي والصاروخي.


استخدام طائرات مسيّرة لاستهداف مواقع عسكرية.


سقوط ضحايا بين الجنود والمدنيين في كلا الجانبين، دون إعلان دقيق للخسائر.


وقد توصل الطرفان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار السبت الماضي، وسط مؤشرات على رغبة متبادلة في تجنب حرب شاملة قد تكون كارثية بالنظر إلى امتلاك الدولتين ترسانة نووية.
خلاف في السرديات
الولايات المتحدة قالت إنها ساعدت في "خفض التصعيد" عبر قنواتها الدبلوماسية.


الهند أكدت أن التهدئة جاءت حصيلة اتصال مباشر بين مدير العمليات العسكرية الباكستاني ونظيره الهندي.


من جانبه، قال الجيش الباكستاني إن نيودلهي هي من طلبت خفض التصعيد، في إشارة إلى أن الضغوط العسكرية والسياسية دفعتها للتراجع.


ورغم الإعلان عن الهدنة، رُصدت خروقات محدودة في الساعات الأولى، لكن وقف إطلاق النار استمر حتى مساء الأحد، ما يدل على هشاشة التهدئة واستمرار احتمالية التصعيد في أي لحظة.
تحليل دبلوماسي وأمني
التمسك الهندي بالحوار الثنائي يعكس سياسة نيودلهي الثابتة في رفض أي تدويل لقضية كشمير، في مقابل مساعٍ باكستانية متكررة لجذب أطراف دولية إلى النزاع، خاصة في ظل تزايد الضغوط الدولية بسبب ملف حقوق الإنسان في كشمير عقب إلغاء الحكم الذاتي للإقليم في 2019.
وفي المقابل، فإن اهتمام الولايات المتحدة بخفض التصعيد يعكس قلقًا دوليًا من الانفجار المحتمل في جنوب آسيا، أحد أخطر مناطق العالم نظرًا للتداخل بين النزاعات القومية والتسلح النووي.
وفي ضوء الرفض الهندي للوساطة، وتكرار الاشتباكات، تظل كشمير قنبلة موقوتة، تتحكم في انفجارها حسابات القوة، والضغوط الدولية، وفاعلية الاتصالات العسكرية الثنائية، لكن غياب الحل السياسي الشامل يترك الباب مفتوحًا أمام جولات جديدة من التصعيد.

موضوعات متعلقة