اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

حماس والولايات المتحدة.. لقاءات في الدوحة وسط تطورات سياسية في غزة

حرب غزة
حرب غزة

في تحول دبلوماسي لافت، أكد طاهر النونو، القيادي في حركة "حماس"، أن الحركة عقدت عدة لقاءات مع المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن آدم بوهلر في الدوحة، ركزت بشكل أساسي على ملف إطلاق سراح أحد الأسرى مزدوجي الجنسية.
وأشار النونو إلى أن "حماس" تعاملت مع هذا الملف بمرونة كبيرة وإيجابية، بما يخدم المصلحة الفلسطينية.
دلالات اللقاءات بين "حماس" وواشنطن
رغم القطيعة السياسية بين "حماس" والولايات المتحدة، فإن اللقاءات السرية أو غير المعلنة بين الجانبين ليست سابقة. لكنها هذه المرة تأتي في سياق أكثر تعقيدًا، حيث يواجه قطاع غزة تحديات إنسانية وأمنية غير مسبوقة.
ومن المرجح أن تكون هذه اللقاءات جزءًا من اتصالات غير مباشرة تقودها أطراف دولية، بهدف التوصل إلى تسويات تتعلق بملف تبادل الأسرى، وربما تسهيل إدخال المساعدات إلى غزة.
التواصل الأمريكي مع "حماس" يعكس أيضًا تحولًا براغماتيًا في تعامل الإدارة الأمريكية مع الواقع في غزة، بعيدًا عن الموقف التقليدي الرافض لأي اتصال مباشر مع الحركة، ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل تمثل هذه اللقاءات خطوة نحو حوار سياسي أوسع، أم أنها تظل محصورة في قضايا إنسانية وتكتيكية؟
تحول سياسي أم تكتيك مؤقت؟
في سياق متصل، أعلنت "حماس" موافقتها على تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، التي تضم شخصيات وطنية مستقلة لإدارة قطاع غزة مؤقتًا، حتى يتم التوصل إلى ترتيب سياسي شامل وإجراء انتخابات فلسطينية عامة.
تثير هذه الخطوة عدة تساؤلات حول دوافع الحركة وأبعاد القرار:
هل يعكس ذلك رغبة في تخفيف الضغط السياسي واحتواء التوترات الداخلية؟
أم أنه محاولة لإعادة ترتيب المشهد الفلسطيني وفق رؤية جديدة، خاصة في ظل الضغوط الإقليمية والدولية؟
هل يعني ذلك استعداد "حماس" لفصل الإدارة المدنية عن الجانب العسكري، أم أنه مجرد تكتيك مرحلي؟
قرار "حماس" يأتي أيضًا في ظل جهود المخابرات المصرية لإيجاد آلية لإدارة غزة، خصوصًا بعد تصاعد الحديث عن خطط تهجير الفلسطينيين، وهو ما أكدت الحركة رفضها له بشكل قاطع.
لقاء "حماس" والمخابرات المصرية
عقدت قيادة "حماس"، بقيادة محمد درويش، اجتماعًا مع رئيس جهاز المخابرات المصرية، اللواء حسن رشاد، في القاهرة، حيث ناقش الطرفان عدة ملفات حساسة، أبرزها:
تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ومتابعة الالتزام ببنوده.
تبادل الأسرى كجزء من مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل.
إعادة إعمار غزة، وفق المخرجات التي أقرتها القمة العربية الأخيرة.
فتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود.
ورغم أن الاجتماع لم يسفر عن قرارات جوهرية جديدة، إلا أنه يعكس استمرار الدور المصري كوسيط رئيسي في الملفات الفلسطينية، لا سيما في ظل تعقيدات الوضع الإقليمي وتزايد الضغوط الدولية بشأن الوضع الإنساني في غزة.
قراءة في الموقف المصري والدور الإقليمي
من الواضح أن مصر تواصل جهودها للحفاظ على الاستقرار الأمني والسياسي في قطاع غزة، عبر ضبط إيقاع التفاهمات بين "حماس" وإسرائيل من جهة، وحماس والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى. كما أن القاهرة تدرك أن أي تصعيد جديد قد يؤدي إلى موجة نزوح جماعي نحو الحدود المصرية، وهو سيناريو تسعى لتجنبه بأي ثمن.
مع استمرار المفاوضات غير المباشرة بشأن تبادل الأسرى ورفع الحصار، يبدو أن المرحلة المقبلة قد تشهد هدنة طويلة الأمد، لكنها ستظل مرتبطة بالتطورات السياسية في المنطقة، بما في ذلك موقف إسرائيل من ملف غزة، ورؤية الولايات المتحدة لأي تسوية مستقبلية.

موضوعات متعلقة