اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

جنوب السودان على صفيح ساخن.. تصاعد التوترات السياسية وتهدد بانهيار اتفاق السلام

سيلفا كير ميارديت
سيلفا كير ميارديت


تواجه دولة جنوب السودان أزمة سياسية وأمنية متصاعدة، مع تصاعد الخلافات بين الرئيس سيلفا كير ميارديت ونائبه رياك مشار، ما ينذر باضطرابات قد تعرقل مسار البلاد نحو الانتخابات المزمع إجراؤها في ديسمبر 2026. ورغم الجهود المتكررة لإحياء اتفاق السلام الموقع عام 2018، إلا أن الانقسامات العميقة بين الطرفين، والاتهامات المتبادلة بانتهاك بنوده، فاقمت التوترات وأعادت البلاد إلى حالة من عدم الاستقرار.
تصاعد الأزمة وملامح المواجهة
تفاقمت حدة الأزمة السياسية بعد اعتقال عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم وزير السلام ستيفن بار كول، ووزير النفط فوت كانج شول، ونائب قائد الجيش جابرييل دوب لام، بالإضافة إلى وضع قيادات عسكرية أخرى تحت الإقامة الجبرية. في المقابل، اتهمت الحكومة قوات المعارضة بالتعاون مع ميليشيا "الجيش الأبيض" المسلحة لتنفيذ هجوم على قاعدة عسكرية في ولاية أعالي النيل، وهو ما زاد من تعقيد الأوضاع وأثار المخاوف من اندلاع صراع مسلح جديد.
محاولات إقليمية لاحتواء التوتر
مع تصاعد الأزمة، تحاول الهيئة الحكومية للتنمية "إيقاد" التدخل من خلال جهود دبلوماسية مكثفة بين الطرفين، بهدف الحفاظ على التوازن السياسي ومنع انهيار اتفاق السلام. غير أن استمرار الاشتباكات المسلحة والتوتر السياسي يطرح تساؤلات حول إمكانية إجراء الانتخابات في موعدها، أو ما إذا كان جنوب السودان سينزلق إلى دوامة جديدة من العنف.
معوقات الانتخابات ومخاوف التأجيل
تشكل الانتخابات المقبلة أول تجربة ديمقراطية منذ استقلال جنوب السودان في 2011، لكنها تواجه تحديات كبرى، أبرزها الانقسامات السياسية، وغياب إصلاحات دستورية وقانونية ضرورية لضمان نزاهتها، إلى جانب عدم اكتمال عملية دمج القوات المسلحة، واستمرار التوترات الأمنية بين الفصائل المتناحرة. ويرى مراقبون أن استمرار هذه العقبات قد يؤدي إلى تأجيل الانتخابات أو حتى إلغائها، مما يضع البلاد في حالة من الغموض السياسي.
تداعيات الأزمة على الإقليم
يأتي التصعيد في جنوب السودان في وقت تعاني فيه منطقة القرن الإفريقي من اضطرابات متعددة، لا سيما الصراع الدائر في السودان المجاور. ومن المحتمل أن يؤدي انهيار اتفاق السلام في جوبا إلى موجة نزوح جماعي جديدة، ويعزز مناخ عدم الاستقرار في المنطقة، خاصة على الحدود السودانية، حيث تنشط جماعات مسلحة قد تستغل الفوضى لتوسيع نفوذها.
سيناريوهات محتملة
في ظل الأوضاع الراهنة، تقف البلاد أمام مسارين رئيسيين: إما أن تنجح الجهود الدبلوماسية في منع التصعيد وإعادة إحياء الاتفاق السياسي، ما يمهد الطريق لإجراء الانتخابات، أو أن تتفاقم التوترات إلى حد المواجهة العسكرية الشاملة، ما قد يؤدي إلى انهيار عملية السلام وعودة البلاد إلى أتون الحرب الأهلية، وهو سيناريو قد تكون له تداعيات خطيرة على جنوب السودان والمنطقة بأكملها.

موضوعات متعلقة