اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

2025.. عام الانتخابات الحاسمة في ليبيا وسط تحديات التوحيد والاستقرار السياسي

ليبيا
ليبيا

مع اقتراب العام الجديد، تتزايد الآمال في ليبيا بشأن إمكانية تحقيق خطوة حاسمة نحو الاستقرار السياسي من خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي طال انتظارها بعد سنوات من التأجيل والأزمات السياسية المتلاحقة.

انتخابات حتمية تلوح في الأفق

يرى الدكتور يوسف الفارسي، أستاذ العلوم السياسية ورئيس حزب "ليبيا الكرامة"، أن نجاح الانتخابات البلدية الأخيرة، التي أجريت في 16 نوفمبر 2024 بنسبة مشاركة تجاوزت 70%، يمثل نقطة انطلاق نحو تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية. ويقول الفارسي: "الانتخابات باتت حتمية، وهي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار السياسي وتوحيد المؤسسات".

وأضاف أن "الاجتماعات المتواصلة بين المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز ومسؤولين ليبيين، بالإضافة إلى مؤتمر لندن المرتقب، تشير إلى دعم دولي قوي نحو تنظيم الانتخابات".

الدعم الدولي والمبادرات السياسية

من المقرر أن يعقد مؤتمر لندن خلال ديسمبر الجاري بمشاركة دول كبرى مثل بريطانيا، الولايات المتحدة، فرنسا، وألمانيا، إلى جانب دول إقليمية مثل مصر، تركيا، والإمارات. يهدف المؤتمر إلى التوصل إلى رؤية موحدة لدعم الانتخابات في ليبيا وإنهاء حالة الانقسام السياسي.

المحلل السياسي الليبي محمد أمطيريد يتفق مع هذا الطرح، ويعتبر أن عام 2025 سيكون مليئًا بالمفاجآت السياسية، إذ يرى أن "اجتماع (3+2+2) في لندن قد يحدد آليات جديدة لإنهاء الانقسام، مع التركيز على تشكيل حكومة موحدة للإشراف على الانتخابات".

التحديات أمام الانتخابات

رغم التفاؤل، يرى بعض الخبراء أن هناك تحديات كبيرة تواجه تحقيق الانتخابات في 2025. أبرز هذه التحديات هي وجود حكومتين متنافستين، وصعوبة التوافق على القوانين الانتخابية، واستمرار الانقسام داخل مجلس الدولة.

الباحث السياسي الليبي أيوب الأوجلي يؤكد أن "الانتخابات البلدية الأخيرة ستكون ورقة ضغط على الأطراف السياسية للدفع نحو الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، لكنها لن تتحقق دون توحيد الحكومة وحل الانقسام في مجلس الدولة".

من جهته، يصف المحلل السياسي أحمد أبوعرقوب الوضع بأنه "معقد للغاية"، مشيرًا إلى أن "غياب الإرادة الوطنية، وضعف الضغط الدولي، واستمرار الانقسام السياسي، يجعل الانتخابات حلمًا مشروطًا بحدوث تغييرات جذرية".

أمل شعبي رغم التحديات

على الرغم من التحديات، أثبت الشعب الليبي عزيمته من خلال مشاركته الكبيرة في الانتخابات البلدية الأخيرة، مما شكل ضغطًا على السلطات السياسية، خاصة في غرب ليبيا. يرى المحللون أن هذا الإقبال الشعبي يعكس رغبة الليبيين في التغيير وتحقيق الاستقرار السياسي.

ختامًا، يبقى تحقيق حلم الانتخابات في ليبيا مرتبطًا بالقدرة على تجاوز الانقسامات السياسية، وضمان دعم دولي قوي لتوحيد المؤسسات، ووضع خارطة طريق واضحة تقود البلاد إلى استقرار سياسي شامل في 2025.

موضوعات متعلقة