أحداث عام 2024.. من سقوط الأنظمة إلى تصاعد الأزمات العالمية
شهد عام 2024 تصاعدًا لافتًا في الأحداث السياسية والعسكرية على الصعيدين الإقليمي والدولي، إذ تجددت الصراعات الكبرى، وعاشت بعض الدول لحظات فاصلة أسفرت عن تغييرات دراماتيكية في القيادات، كما شهد العالم سلسلة من الانتخابات والاستحقاقات الرئاسية التي أثرت بشكل كبير على مجريات السياسة الدولية.
سقوط الأسد وصعود الجولاني
في نهاية العام، سقط نظام بشار الأسد بشكل مفاجئ في 8 ديسمبر 2024، بعد عملية عسكرية ضخمة قادتها فصائل المعارضة السورية. ونجحت هيئة "تحرير الشام" في الوصول إلى دمشق، ليهرب الأسد إلى روسيا. في ظل هذا التحول السريع، تولى أحمد الجولاني، قائد الهيئة، القيادة ليحل محل الأسد، رغم تاريخه المدرج على قوائم الإرهاب الدولي.
الانتخابات الأمريكية وصعود ترامب
شهدت الانتخابات الرئاسية الأمريكية تحولات غير مسبوقة بعد إعلان الرئيس جو بايدن انسحابه لصالح نائبته كامالا هاريس. ومع ذلك، حمل منافسه الجمهوري دونالد ترامب عبء القضايا الجنائية وواجه محاولة اغتيال فاشلة، ليعود في 5 نوفمبر 2024 إلى البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات.
حرب إسرائيل وحزب الله: تصعيد غير مسبوق
ومع نهاية الصيف، شهدت العلاقات بين حزب الله وإسرائيل تصعيدًا كبيرًا، حيث شن الجيش الإسرائيلي ضربات استباقية ضد مواقع حزب الله في لبنان، وهو ما أدى إلى اندلاع معارك دامية وأسفرت عن مقتل المئات من القيادات والعناصر في صفوف الحزب. وشهد أكتوبر 2024 اغتيال حسن نصر الله، زعيم الحزب، الذي كان أحد أهداف إسرائيل لعقود.
الحرب في غزة: 45 ألف ضحية
استمرت الحرب الإسرائيلية على غزة التي بدأت في أكتوبر 2023، حيث وصل عدد القتلى في القطاع إلى 45,399 شخصًا بنهاية 2024، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخ المنطقة. كما شملت العمليات العسكرية الإسرائيلية الهجمات في الضفة الغربية، في إطار توسيع السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية.
إيران وإسرائيل: تصعيد في عمق الأراضي
لم تقتصر المواجهات على جبهات محدودة، فقد شهد عام 2024 تصعيدًا بين إسرائيل وإيران، حيث استهدفت إسرائيل مواقع إيرانية وسورية، بينما ردت طهران عبر إطلاق صواريخ وطائرات مسيرة نحو العمق الإسرائيلي في أكثر من مناسبة، ما شكل تهديدًا مستمرًا للأمن الإقليمي.
اغتيال هنية والمصير المجهول لحماس
وفي تطور مفاجئ، اغتالت إسرائيل في 31 يوليو 2024 إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وذلك في عملية استهدفت مقر إقامته في طهران، ليترك الفراغ السياسي داخل الحركة في وقت عصيب.
التغيرات في إيران: رئيس جديد ونهاية عهد رئيسي
في إيران، شهد العام وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي في حادث تحطم مروحية في مايو 2024، ليتم انتخاب مسعود بزشكيان خلفًا له في يوليو 2024. شكل هذا التحول نقطة تحول في السياسة الإيرانية، مع توجيه إشارات إلى اتجاهات جديدة في السياسة الداخلية والخارجية.
استحقاقات رئاسية نيابية كبرى
واستمر عام 2024 في تسليط الضوء على الانتخابات الرئاسية والنيابية في عدد من الدول الكبرى. فاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الانتخابات بنسبة كبيرة، بينما شهدت المملكة المتحدة تغييرات في القيادة مع فوز حزب العمال بقيادة كير ستارمر. كما فاز نيكولاس مادورو بفترة رئاسية ثالثة في فنزويلا، وفاز الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بفترة ثانية في سبتمبر 2024، بينما أُعيد انتخاب الرئيس التونسي قيس سعيد في أكتوبر 2024.