إيران تبرر قصفها لإسرائيل.. هجوم مشروع رداً على مقتل هنية
أرسلت إيران رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أكدت فيها أن الهجوم الصاروخي الذي شنته على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كان خطوة تتماشى مع الشرعية الدولية، وذلك بعد اعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن مقتل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران.
في رسالته، وصف أمير سعيد إرافاني، مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، هذا الاعتراف من قبل إسرائيل بأنه "وقاحة"، مؤكدًا أن الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران في أكتوبر كان ردًا مشروعًا ومبررًا على مقتل هنية. كما أشار إلى أن إسرائيل أقرّت بمسؤوليتها عن "الجريمة البشعة" التي ارتكبتها بحق هنية، والتي كانت قد نفذتها عبر تفجير عبوة ناسفة في طهران بتاريخ 31 يوليو/تموز 2024. الهجوم كان في إطار عمليات تصفية استهدفت شخصيات بارزة في حركة حماس.
إرافاني أضاف في رسالته إلى الأمم المتحدة أن اعتراف إسرائيل بمسؤوليتها عن مقتل هنية لا يبرر فقط الرد الإيراني، بل يؤكد على شرعية هذا الرد من الناحية القانونية، مشيرًا إلى أن الهجوم الإيراني كان دفاعًا عن النفس. وتابع قائلًا: "هذا يعزز من موقف إيران الثابت في تأكيد أن نظام الاحتلال الإسرائيلي هو أكبر تهديد للسلام والأمن في المنطقة والعالم".
كما تحدث إرافاني عن أن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل في أكتوبر 2024 كان يعكس حق إيران في الدفاع عن نفسها ضد ما وصفه بـ"العدوان الإسرائيلي"، مؤكدًا أن إيران كانت مستهدفة من قبل إسرائيل منذ فترة طويلة. وأضاف أن الهجوم الإيراني لا يقتصر فقط على ردة فعل، بل هو جزء من استراتيجية دفاعية مشروعة.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد اعترف في تصريحات علنية مؤخرًا بمسؤولية بلاده عن مقتل هنية، مشيرًا إلى أن هنية كان يشكل "تهديدًا لأمن إسرائيل" وامتدت مسؤولية قتله إلى جهاز الاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، الذي نفذ عملية اغتياله عبر تفجير العبوة الناسفة.
في السياق ذاته، كان الهجوم الصاروخي الإيراني قد جاء بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية على عدد من الشخصيات البارزة في المقاومة الفلسطينية وحزب الله اللبناني، حيث استهدفت إسرائيل الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في تفجير في بيروت بتاريخ 27 سبتمبر/أيلول 2024، كما استهدفت القيادي في حماس يحيى السنوار في 16 أكتوبر/تشرين الأول 2024. هذه الهجمات تزيد من حدة التوترات في المنطقة وتشير إلى تصاعد الحرب بين الأطراف المختلفة.
إيران وحركة حماس كانتا قد حمّلا إسرائيل المسؤولية عن مقتل هنية في البداية، لكن هذا الاعتراف الإسرائيلي الأخير من قبل كاتس جعل التصعيد الدبلوماسي بين الأطراف يأخذ منحى جديدًا. إرافاني، في رسالته، أكد أن تصرفات إسرائيل تؤكد مرة أخرى أن الرد الإيراني كان دفاعيًا ومشروعًا بموجب القانون الدولي. وأوضح أن إسرائيل لا تزال تمثل "أكبر تهديد للأمن في المنطقة"، مشيرًا إلى أن نظام الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يشكل خطرًا دائمًا على دول المنطقة.
إيران، على ضوء هذه الأحداث، تؤكد موقفها الثابت والمستمر في التصدي لما تعتبره عدوانًا إسرائيليًا على سيادتها ومصالحها في المنطقة، وتتمسك بحقها في الرد على أي هجوم يستهدف قياداتها أو مصالحها.