سوريا تطالب إيران بتعويضات ضخمة.. 300 مليار دولار مقابل دعم الأسد
كشفت وسائل إعلام قريبة من الإدارة الجديدة في سوريا، يوم الأربعاء، عن استعداد السلطات السورية لإعداد مذكرة قانونية سترسل إلى المحاكم الدولية، تطالب فيها إيران بدفع تعويضات مالية تصل إلى 300 مليار دولار، جراء الأضرار التي ألحقها دعمها العسكري لنظام الأسد بالشعب السوري والبنية التحتية في سوريا.
وبحسب المصادر، فإن الإدارة الجديدة في سوريا ستطالب إيران بدفع هذا المبلغ الضخم "مقابل ما تسببت فيه من أضرار للسوريين وللبنية التحتية في البلاد خلال انحيازها العسكري لصالح نظام الأسد، حيث أرسلت قوات الحرس الثوري الإيراني وفصائل تابعة لها لدعمه في حربه ضد المعارضة السورية". وتوضح المذكرة أن هذا الدعم الإيراني تسبب في تدمير واسع للعديد من المناطق السورية، فضلاً عن الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بالشعب السوري.
كانت إيران قد أنفقت مليارات الدولارات لدعم الأسد طوال سنوات الحرب الأهلية السورية، حيث قدمت دعمًا عسكريًا وماليًا، وشاركت قواتها بشكل مباشر في الحرب من خلال الحرس الثوري الإيراني وفصائل مسلحة تابعة لها. كان الهدف من هذا الدعم هو ضمان بقاء نظام الأسد في السلطة واستمرار النفوذ الإيراني في سوريا، وهو ما خلق علاقة وثيقة بين النظام السوري وطهران.
التصعيد بين سوريا وإيران
في وقتٍ متزامن مع هذه المطالبات القانونية، برز توتر جديد في العلاقات بين سوريا وإيران، على خلفية التطورات الأخيرة في البلاد. فقد أطاحت فصائل المعارضة السورية، في 8 ديسمبر 2024، بالرئيس بشار الأسد في هجوم مفاجئ بعد 13 عامًا من الحرب المستمرة، وهو ما أحدث تحولات كبيرة في المشهد السياسي السوري.
وعقب هذه التطورات، صرح وزير الخارجية السوري المعين حديثًا، أسعد حسن الشيباني، بتحذير لافت لإيران، مطالبًا إياها بـ"احترام إرادة الشعب السوري، وسيادة البلاد، وسلامتها"، ومشددًا على أن سوريا لن تقبل بتدخلات إيران أو أي محاولات لزعزعة الاستقرار في البلاد. وأضاف في منشور له عبر منصة "إكس": "نحذر إيران من بث الفوضى في سوريا، وسنحمّلها المسؤولية عن أي تبعات تتعلق بتصريحاتها الأخيرة".
وقد أثارت تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، التي أدلى بها في 10 ديسمبر، مزيدًا من التوتر بين البلدين. ففي خطابه، دعا خامنئي الشباب السوريين إلى "الوقوف بكل قوة لمواجهة من تسببوا في الفوضى الأمنية في سوريا". وأضاف أن "الأحداث في سوريا ستؤدي إلى ظهور مجموعة من الشباب الأقوياء الذين ليس لديهم ما يخسرونه، في ظل الظروف الأمنية السيئة التي يواجهونها في مدارسهم وجامعاتهم وبيوتهم". ورأت العديد من الأوساط في هذه التصريحات تحريضًا على التصدي للإدارة الجديدة في سوريا، التي يقودها أحمد الشرع، المعروف بلقب أبو محمد الجولاني.
التداعيات على التحالف الإيراني
إطاحة الأسد من السلطة تعتبر ضربة قاسية للتحالف العسكري والسياسي الذي تقوده إيران، والذي يعرف بـ"محور المقاومة". هذا المحور يشمل إيران وحلفاءها في المنطقة، مثل حزب الله في لبنان وفصائل عراقية وسورية موالية لها، وهو يواجه منافسة كبيرة من القوى الغربية والإسرائيلية في المنطقة. ويُنظر إلى هذه التطورات على أنها بداية مرحلة جديدة في علاقات سوريا مع إيران، حيث تزداد الهوة بين البلدين بعد سنوات من التحالف الوثيق.
من جهة أخرى، تشدد الإدارة السورية الجديدة على أهمية الحفاظ على استقلال البلاد، حيث يتمثل التحدي الرئيسي في تحجيم النفوذ الإيراني في ظل مطالبات من بعض الأطراف الداخلية والخارجية بالابتعاد عن طهران.