تحريض ممنهج.. الإعلام الإسرائيلي يعزز العنصرية ويهدد بقتل فكرة الدولة الفلسطينية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" في تقريرها رقم (391) التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الفترة من 15 إلى 21 ديسمبر 2024، مشيرة إلى استمرار العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في مختلف المجالات. وقد سلط التقرير الضوء على الخطاب التحريضي الذي تتبناه بعض الشخصيات السياسية والإعلامية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة أو فلسطينيي الـ48.
وتناول التقرير العديد من المقالات التي تبنت لغة تحريضية ضد الفلسطينيين، بما في ذلك مقال للصحفي الإسرائيلي بوعاز هعتساني في صحيفة "مكور ريشون"، والذي اقترح فيه ضرورة القضاء على فكرة الدولة الفلسطينية. وقد استعرض المقال هجمة ضد السلطة الفلسطينية، موضحًا أن فكرة إقامة دول
وفي نفس السياق، أشار هعتساني إلى أن السلطة الفلسطينية مسؤولة عن تمويل الإرهاب وتشجيع التوترات بين العرب والفلسطينيين داخل إسرائيل. وذهب إلى أبعد من ذلك حينما ربط بين السرد الفلسطيني حول "حقوق الأرض" و"اختراع شعب وهمي" واعتبر هذا الخطاب تهديدًا لوجود إسرائيل.
بالإضافة إلى ذلك، وثق التقرير التحريض العنصري في وسائل الإعلام والمواقع الافتراضية، حيث غرد عدد من المسؤولين الإسرائيليين بتصريحات تروج لمواقف استعمارية وتدعو إلى تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كان من أبرز تلك التصريحات تلك التي أدلى بها تسفي سوكوت عضو الكنيست عن "الصهيونية المتدينة"، والتي شملت دعوات للاستيطان في قطاع غزة. كما أيدت مجموعة من المسؤولين الإسرائيليين هذه السياسات الاستيطانية، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين أعلنا عن عزمهم تعزيز السيطرة الإسرائيلية على مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأظهر التقرير أيضًا تغريدات تحرض ضد الفلسطينيين في الداخل، حيث دعا عضو الكنيست داني دنون إلى عزل القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، معتبراً أن القرارات التي تصدر ضد إسرائيل في الأمم المتحدة هي جزء من "أجندة فلسطينية تدعم الإرهاب".
كما وثقت "وفا" تصريحات أخرى تحرض ضد الأسرى الفلسطينيين، حيث وصف أعضاء الكنيست في إسرائيل الأسرى بالسجناء الذين يجب أن تتم معاملتهم بشكل قاسي، وأدانوا التحقيقات التي أُجريت ضد أعضاء الكنيست الذين اقتحموا سجون فلسطينية.
إن هذا التقرير يسلط الضوء على استمرار التحريض العنصري في الإعلام الإسرائيلي، مع دعوات لتوسيع الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، ما يشير إلى خطورة الأوضاع الراهنة في المنطقة واحتمالية تصاعد العنف والاعتداءات ضد الفلسطينيين.