حرب أوكرانيا.. هل يصبح انتصار روسيا بداية لسباق تسلح نووي عالمي؟
حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية من أن انتصار روسيا في الحرب الدائرة في أوكرانيا قد يفتح الباب أمام سباق تسلح نووي بين روسيا والدول الغربية. وفي مقال تحليلي للكاتب تيموثي جارتون، تم التأكيد على أن نهاية الحرب الأوكرانية لا تحتمل سوى احتمالين: إما انتصار أوكرانيا أو روسيا، مما يترك الساحة مفتوحة أمام تداعيات خطيرة على المستوى العالمي.
وأشار الكاتب إلى أن وزير خارجية أوكرانيا السابق، ديمترو كوليبا، أعرب عن مخاوفه من أن أوكرانيا قد تواجه الهزيمة إذا استمر الوضع الراهن في ساحة المعركة، حيث تجد القوات الروسية طريقها للتقدم، بينما لا تزال أوكرانيا بحاجة إلى الدعم العسكري الغربي لتغيير موازين القوى لصالحها.
واستعرض المقال قضية الأسلحة النووية، حيث أشار إلى أن أوكرانيا كانت قد تخلت طواعية عن ترسانتها النووية في عام 1994 في مقابل ضمانات أمنية من كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا. ومع ذلك، بعد تصاعد الحرب الروسية ضد أوكرانيا، بدا أن هذه الضمانات الأمنية قد فشلت في توفير الحماية الكافية لأوكرانيا، ما يجعل مسألة الدعم الغربي العسكري ضرورة ملحة للمحافظة على استقلالها وأراضيها.
وأكد الكاتب أن أوكرانيا، التي تسيطر حالياً على نحو 80% من أراضيها، يمكنها تفادي الهزيمة إذا حصلت على المساعدات العسكرية الكافية، بالإضافة إلى استثمارات اقتصادية ضخمة لعملية إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب. وأشار إلى أنه يجب تشجيع الأوكرانيين الذين فروا من البلاد للعودة والمساهمة في إعادة بناء وطنهم، مما يتطلب أيضًا مساعدة واسعة من الدول الغربية.
وفيما يتعلق بخطط المستقبل، أضاف الكاتب أن أوكرانيا بحاجة إلى ضمانات أمنية طويلة الأمد، والتي يجب أن تكون جزءاً من استراتيجيات الدول الغربية، لا سيما من خلال انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في غضون خمس سنوات، بالإضافة إلى انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). هذا الانضمام، وفقاً للكاتب، سيمكن أوكرانيا من تعزيز سيادتها واستقلالها، ويضمن لها الحصول على الدعم اللازم من الدول الغربية في مواجهة التحديات الأمنية.
كما أشار الكاتب إلى التحديات التي تواجه القادة الأوروبيين، حيث يعترف معظمهم بأهمية دعم أوكرانيا، لكن الحياة السياسية الديمقراطية في تلك الدول تقيد تحركهم. ففي ظل هذه القيود الديمقراطية، أصبح تقديم الضمانات الأمنية اللازمة لأوكرانيا أمراً معقداً، مما يهدد بتقليص فرص أوكرانيا في الانتصار في هذه الحرب المدمرة.
وفي ختام مقاله، نبه تيموثي جارتون إلى أن العالم قد يدفع ثمناً باهظاً إذا فشلت الدول الديمقراطية في دعم أوكرانيا بما يكفي لضمان انتصارها. وأضاف أن تأثير هذه الحرب لا يتوقف عند حدود أوكرانيا، بل يمكن أن يمتد ليشكل تهديدًا خطيرًا للأمن العالمي، في حال استمرار التردد في اتخاذ القرارات الحاسمة من قبل الدول الغربية.