اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

حركة أزواد.. شعب الطوارق في مالي

حركة أزواد
حركة أزواد

حركة عسكرية وسياسية أسسها شعب الطوارق في إقليم أزواد شمال مالي، وتسعى الحركة إلى إقامة دولة أزواد المستقلة، وتأسست الحركة الوطنية لتحرير أزواد رسميًا في 1 نوفمبر 2010.

يعتمد الطوارق على تاريخ وثقافة غنيين، ولهم لغتهم وخطهم الخاصين، وعاش الطوارق لقرون في منطقة أزواد، وهي منطقة صحراوية شاسعة تشمل شمال مالي، وشعروا بالتهميش والإقصاء من قبل الحكومة المالية منذ استقلال مالي عام 1960.

في عام 2012، استغل الطوارق الاضطرابات السياسية في مالي لإطلاق ثورة، وسيطروا على مساحات واسعة من شمال مالي، وأعلنوا استقلال أزواد في 6 أبريل 2012، ولفتت الثورة الأنظار الدولية إلى منطقة أزواد، وأثارت قلق المجتمع الدولي من احتمال تفاقم الصراع في المنطقة.

واجهت MNLA صعوبات في الحفاظ على سيطرتها على أزواد، وانقسمت الحركة إلى فصائل متعددة، واندلعت اشتباكات داخلية بينها، واستغل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي (AQIM) والفصائل الجهادية الأخرى الفوضى للسيطرة على أجزاء من أزواد.

تدخلت فرنسا عسكرياً في مالي عام 2013 لطرد الجماعات الجهادية، وتم توقيع اتفاق سلام بين الحكومة المالية و MNLA في عام 2015، لكن الاتفاق واجه صعوبات في التنفيذ.

من الصعب الحصول على إحصاءات دقيقة عن أعداد الطوارق، بيد أن بعض التقديرات أفادت بأن عددهم يقترب من 3.5 ملايين نسمة، وأن غالبيتهم تستوطن مناطق شمالي مالي والنيجر. وقد فرض هذا التوزيع الجغرافي الواسع على الطوارق طموحا سياسيا واجتماعيا رغم عددهم الصغير، مما جعل الدخول في بعض المواجهات مع عدد من الدول أمرا حتميا. ففي وقت تعيش فيه هذه الجماعة بهدوء داخل ليبيا، تتَّسِم علاقاتها بالصدام المستمر مع النظم السياسية في مالي والنيجر منذ استقلال البلدين عن فرنسا، وذلك بعد سنوات طويلة من المقاومة شارك فيها الطوارق أنفسهم. فقد حضر الطوارق خصوما أشداء للاستعمار الفرنسي، وأعاقوا تقدُّم قواته في عدد من الدول الأفريقية، إذ استطاعوا الانتشار في مساحة جغرافية شاسعة امتدت من مدينة "غات" (على الحدود الليبية-الجزائرية) إلى "طاسيلي ناجر" (طاسيلي-ن-آجر) وجبال "الهقَّار" غربا، ومن "هَرْقْلَة" الجزائرية شمالا إلى حدود النيجر جنوبا. وجد الطوارق أنفسهم إذن في مواجهة الأطماع الفرنسية وسط تطاحُن استعماري عالمي مع بريطانيا وإيطاليا وألمانيا، إذ حاول جميعهم الحصول على نصيب من كعكة ثروات المنطقة.

في يناير 2012، تمكَّن متمردون طوارق من اجتياح بلدية "أجويلهوك" شمالي مالي مستعينين بأسلحة ثقيلة نُهِبَت من الترسانة العسكرية لجيش القذافي. لم يكن السلاح الشيء الوحيد الذي عاد به المتمردون الطوارق من ليبيا، بل الخبرة القتالية أيضا، فقد تمكنوا خلال العملية من تطويق قاعدة لجيش مالي بمركبات رباعية الدفع ثبَّتوا عليها مجموعة من الأسلحة الآلية، كما استطاعوا تدمير منشآت الاتصال بالجيش المحلي، وحالوا دون التواصل بين أبراج الهاتف المحمول. في غضون ذلك، قطع المتمردون أيضا إمدادات المياه، ونصبوا الكمائن لقوى الجيش، وأظهروا بشهادة الجنود الماليين أنفسهم تفوقهم العسكري واللوجيستي بما لا يدع مجالا للشك بأنهم سيكونون شوكة صعبة في حلق "باماكو".

لم تكن هذه الحلقة الأولى في مسلسل التمرد الذي قاده طوارق الشمال المالي، فقد عاشت "أزواد" و"باماكو" حلقات متشابهة بدأت عام 1960 بعد خروج المستعمر الفرنسي، وظل الوضع بين مد وجزر حتى سنة 2008، لكن المعطيات تغيرت بعد 2011، إذ جاء التمرد هذه المرة مسلحا بصواريخ "إس إيه 7″ و"إس إيه 24" ونظام صواريخ "ميلان" المحمولة. وأثنى هذا التجهيز العسكري الجيد المتمردين عن الفرار إلى الصحراء كما حدث في مرات سابقة، ففتحوا النار على الجيش في ثلاث جبهات، وتمكنوا من مقاومته بشراسة، مما دفع مسؤولين بوزارة الدفاع المالية إلى الخروج بتصريحات تقول إن المتمردين الطوارق يمتلكون إمكانيات عسكرية تضاهي الجيش الليبي، إذ تضم ترسانتهم رشاشات ثقيلة ومركبات رباعية الدفع وصواريخ مضادة للدبابات والطائرات دون نسيان الأسلحة الخفيفة، على حد قول مسؤول بوزارة الدفاع المالية في حوار له مع وكالة "رويترز".