اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.. فرع القاعدة المتوحش في مالي

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين
جماعة نصرة الإسلام والمسلمين

جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، والتي تصف نفسها كالفرع الرسمي لتنظيم القاعدة في مالي، نشأت في عام 2017 عن تحالف بين عدة جماعات متشددة، بما في ذلك فرع إمارة الصحراء التابع لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجماعة المرابطون، وجماعة أنصار الدين، وجبهة تحرير ماسينا. توسع نفوذ هذه الجماعة إلى مناطق عدة في مالي، النيجر، وبوركينا فاسو، وأصبحت مسؤولة عن سلسلة من الهجمات وعمليات الاختطاف.

في يونيو 2017، نفذت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هجومًا على منتجع خارج مدينة باماكو الذي يقصده الغربيون، وفي مارس 2018، نفذت هجمات منسقة واسعة النطاق في العاصمة واغادوغو. في سبتمبر من نفس العام، قامت بزرع لغم أرضي تحت حافلة لنقل الركاب في وسط مالي، مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة 24 آخرين.

تم تصنيف جماعة نصرة الإسلام والمسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية من قبل وزارة الخارجية الأمريكية في سبتمبر 2018، وذلك بموجب القسم 219 من قانون الهجرة والجنسية. وقد تم السابق إدراجها ككيان إرهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224. ونتيجة لهذا التصنيف، تم حظر جميع ممتلكاتها والفوائد المرتبطة بها في الولايات المتحدة، ومنع الأمريكيين بشكل عام من التعامل معها أو تقديم الدعم لها بأي شكل من الأشكال. كما يعتبر دعمها أو محاولة توفير الدعم المادي لها جريمة تخضع للعقوبات القانونية في الولايات المتحدة.

هناك عامل مهم آخر يسهم في صعود داعش في منطقة الساحل وهو التحول الاستراتيجي لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين المنافسة. إذ إنه بعد الخسائر التي لحقت بها في ساحة المعركة أمام تنظيم ولاية داعش في الساحل، أعادت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين توجيه مواردها بعيداً عن المناطق المتنازع عليها، وتنازلت فعلياً عن مساحات شاسعة من الأراضي بالقرب من الحدود بين مالي والنيجر لمنافسها. ومن الملاحظ أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين لم تتمكن من منع تنظيم داعش من التوسع في شمال شرق مالي ومنطقة الحدود الثلاثية مع بوركينا فاسو ومالي والنيجر، لكنها تستخدم التهديد المتمثل في توسع تنظيم داعش في الساحل لتعزيز العلاقات مع الجهات الفاعلة المحلية الضعيفة في شمال مالي. وقد حافظت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على عملية تتمحور حول السكان، مستغلة الحكم الضعيف، وانتهاكات الجيش المالي ومجموعة فاغنر، وعدم الاستقرار السياسي والأمني للحصول على مصادر الدعم المحلي.

في سنواته الأولى، اكتسب تنظيم داعش في الساحل سمعة سيئة بسبب تعامله العنيف وبطريقة عشوائية مع السكان. ومع ذلك، تشير التطورات الأخيرة إلى حدوث تحول في النهج، مع التركيز بشكل أكبر على الحكم في البلدات والقرى الخاضعة لسيطرته. ويلاحظ المحللون انخفاضاً في معدل الفظائع المرتكبة ضد المدنيين، إذ تصور الجماعة نفسها الآن على أنها قوة حاكمة. وفي المقابل تحاول جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أيضاً التفاوض مع مختلف الطوائف والجماعات العرقية الإسلامية لتوسيع نفوذها وتتجنب الرؤية القائمة على النقاء الديني التي تطالب بها داعش كشرط لقبول التحالفات مع الجماعات الأخرى. ولعل ذلك يعمل على زيادة نفوذ جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في المناطق التي تسيطر عليها.