اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

حركة التوحيد والجهاد.. السلفية الجهادية في مالي

حركة التوحيد والجهاد
حركة التوحيد والجهاد

برزت حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا (MUJAO) في أواخر عام 2011، كجماعة مسلحة تابعة للقاعدة في المغرب الإسلامي. تأسست الحركة من قبل انشقاق عن جماعة "الملثمين" بقيادة عبد الرحمن ولد عثمان، المعروف أيضًا باسم "أبو بكر".

تركزت نشاطات الحركة في شمال مالي، حيث سيطرت على العديد من المدن والبلدات، بما في ذلك تمبكتو و غاو و ميناكا، وظهرت الحركة إثر انشقاق قادتها على تنظيم القاعدة، وقام بعض أعضائها بتأسيس كتائب خاصة بالمقاتلين من أبناء القبائل العربية فى أزواد أسوة بسرية “الأنصار” فى تنظيم القاعدة التى تضم المقاتلين الطوارق. وأعلنت الحركة أول بيان لها فى أكتوبر 2011 معلنة الجهاد فى أكبر قطاع من غرب أفريقيا، وتوصف بأنها “الجماعة الإرهابية المسلحة الأكثر إثارة للرعب فى شمال مالي”.

تتبنى الحركة -التي كانت توصف بأنها الأكثر نفوذا في شمال مالي- التوجه "السلفي الجهادي"، وتتركز أهدافها في نشر فكر الجهاد في غرب أفريقيا، بدل الاكتفاء بمنطقة الساحل.

تكونت من العرب ومن عصابات لتهريب المخدرات، بعد أن استولت على كمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة القادمة من ليبيا.

قاد سلطان ولد بادي -وهو أحد النشطاء العرب سابقا في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي- حركة التوحيد والجهاد قبل أن ينشق عنها إثر خلافات مع بعض القادة الآخرين، ويلتحق بحركة أنصار الدين.

وتختلف المصادر في تحديد تشكيل القيادة العليا لحركة التوحيد والجهاد، إذ تشير بعضها إلى أن محمد ولد نويمر هو من يقودها، بينما تؤكد أخرى أن الموريتاني حمادة ولد الخيري هو زعيمها، وأن عدنان أبو وليد الصحراوي هو المتحدث الرسمي باسمها.

ويتولى مسؤولية الإفتاء في الحركة حمادة ولد خيري المكنى بأبي القعقاع، وهو أحد النشطاء الموريتانيين السابقين في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، اعتقل سابقا في موريتانيا بتهمة الانتماء لهذا التنظيم قبل أن يفرّ من السجن المدني في العاصمة نواكشوط.

شكلت الحركة أربع سرايا عسكرية وهي، سرية عبد الله عزام، وسرية أبو مصعب الزرقاوي، وسرية أبو الليث الليبي، وسرية الاستشهاديين. ولها كتيبة أخرى تتبعها تعرف بـ"كتيبة أسامة بن لادن" يتزعمها عضو مجلس شورى جماعة التوحيد والجهاد أحمد ولد عامر المعروف بأحمد التلمسي، وبررت هذا التقسيم بتوسع نفوذها وتزايد أعداد مقاتليها.

استولت الحركة بالتعاون مع مقاتلين من الحركة الوطنية لتحرير أزواد على مدن غاو وتمبكتو وكيدال، لكنها سرعان ما انقلبت على حركة تحرير أزواد، وطردت مقاتليها وقياداتها من المنطقة، بعدما تلقت دعما من كتيبة الملثمين في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وقد اعتمدت سلاح خطف الأجانب لمقايضتهم بفدية مالية.

تبنت عملية اختطاف سبعة دبلوماسيين جزائريين من القنصلية الجزائرية بمدينة غاو شمالي مالي مطلع أبريل 2012. كما أعلنت عن تنفيذ حكم الإعدام بحق دبلوماسي جزائري بعد أن رفضت السلطات الجزائرية إبرام اتفاق معها يقضي بالإفراج عن إسلاميين معتقلين وفدية تقدر بنحو 15 مليون يورو. كما تبنت عملية اختطاف استهدفت ثلاثة أوروبيين في أكتوبر/تشرين الأول في غرب الجزائر.

وفي 5 ديسمبر 2012 فرض مجلس الأمن الدولي عقوبات على حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا. وقد أعلنت الحركة في 22 أبريل 2014 وفاة الرهينة الفرنسي غيلبرتو رودريغيز.

وأعلنت في يوليو 2014 ولاءها لتنظيم داعش الإرهابي في العراق والشام بقيادة زعيمها أبو بكر البغدادي، وقالت في بيان بعنوان "النصرة الأزوادية للدولة الإسلامية"، تداولته مواقع إلكترونية قريبة من الجماعات السلفية الجهادية، أن مدينة "غاو" في دولة مالي ولاية من ولايات "الدولة الإسلامية"، وأن زعيم الحركة حمادة ولد خيري ضمّن هذه الكلام في رسالة وجهها إلى البغدادي.