اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
جيش الاحتلال الإسرائيلي يلقي نقودا مزيفة تحمل ”ألغازا” جنوب لبنان الصين تسعى لترسيخ نفوذها في آسيا الوسطى خلال قمة إقليمية أهداف وساطة روسيا بين طهران وتل أبيب من هتلر إلى نتنياهو.. أردوغان يصعّد لهجته بعد تصاعد الحرب الإيرانية الإسرائيلية صواريخ إيران وطائرات أمريكا.. سماء مشتعلة وصراع إرادات في حلبة الشرق الأوسط موسكو تُحذر واشنطن: الدعم العسكري لإسرائيل ضد إيران يهدد الاستقرار الإقليمي كيف نجحت إيران في تجاوز القبة الحديدية؟ تكتيك التشبع والخداع الإلكتروني يربك الدفاعات الإسرائيلية الوكالة الذرية: إسرائيل تضرب العمود الفقري للتخصيب الإيراني إيران تحذر أمريكا من الانخراط المباشر.. وتصاعد المواجهة مع إسرائيل يهدد بتسرب إشعاعي وحرب إقليمية زيارة قائد الجيش الباكستاني إلى واشنطن.. دبلوماسية الجنرالات وسط اشتعال الجبهات الإقليمية رسائل نارية متبادلة بين طهران وتل أبيب.. هل تقترب المواجهة من نقطة اللاعودة؟ إيران تُحذر نتنياهو: ”لن تنعم بالأمان”.. وتهدد بتوسيع نطاق التصعيد

ساعات حاسمة.. تحليل استراتيجي لمآلات العدوان الإسرائيلي على إيران

إيران
إيران

تشير المعطيات حتى الآن إلى أن العدوان الإسرائيلي على إيران لا يهدف فقط إلى تقويض القدرات النووية والعسكرية لطهران، بل يسعى إلى ما هو أبعد: إسقاط النظام الإيراني نفسه، في محاولة لصياغة مشهد إقليمي جديد. هذه النية تتجلى في حجم ونوعية الضربات التي تستهدف قيادات عسكرية حساسة وعمليات إلكترونية عميقة، وتَرافَق ذلك مع تصعيد إعلامي يهيئ لتدخل خارجي أوسع، ربما يكون أمريكيًا.
1. الغايات الاستراتيجية المتباينة: إسرائيل تريد إسقاط النظام.. وأمريكا تعديل السلوك
منذ اللحظات الأولى، بدا أن الفجوة بين الرؤية الإسرائيلية والأمريكية عميقة:
إسرائيل تتبنى نهجًا استئصاليًا يهدف إلى إنهاء النظام الإيراني نفسه، عبر إحداث اختراقات جوية واسعة النطاق واغتيالات منظمة، أملاً في خلق مشهد يفرض على الإدارة الأمريكية التدخل لاستكمال "الضربة القاضية".


الولايات المتحدة، في المقابل، كانت تسعى في الأصل إلى تعديل السلوك الإيراني وفقًا لشروطها الخاصة، خصوصًا فيما يخص الملف النووي وسلوك إيران الإقليمي، دون السقوط في فوضى إقليمية قد تهدد مصالحها في أمن الطاقة واستقرار المنطقة.


2. المفاجأة الإيرانية: صمود غير متوقع وإنجازات مؤلمة
رغم شراسة الهجوم الإسرائيلي، أظهرت إيران قدرة على امتصاص الصدمة الأولية، بل وتحقيق ردود فعل مؤلمة:
اختراق القبة الحديدية مرات متتالية يكشف عن خلل في منظومة الدفاع الإسرائيلية.


استهداف منشآت بالغة الحساسية في تل أبيب وحيفا أثبت أن قدرة الردع الإيراني لا تزال فاعلة.


التقارير عن فشل مخطط انقلاب داخلي في إيران وتفعيل أنظمتها الدفاعية مجددًا أربك الحسابات الإسرائيلية.


في المقابل، كشفت المواجهة عن قصور في القدرة الجوية الإسرائيلية على تحييد الترسانة الصاروخية الإيرانية أو تدمير قدراتها النووية بشكل شامل.


3. حرب استنزاف هجينة: لا غالب ولا مغلوب حتى اللحظة
تتخذ المواجهة طابع الحرب الهجينة:
من جانب إسرائيل: سيطرة جوية جزئية واستخدام مكثف للاستخبارات والأسلحة السيبرانية.


من الجانب الإيراني: استخدام الصواريخ الباليستية والدفاعات الجوية باحترافية، مع تجنب توسيع رقعة المواجهة.
كلا الطرفين يقف عند حافة الهاوية:


نتنياهو يربط بقاءه السياسي بإسقاط إيران أو على الأقل بكسر هيبتها.


خامنئي لا يملك خيار الاستسلام، نظرًا لما يشكله الصراع من تهديد وجودي للنظام.


4. التوازن الإيراني: هدوء رغم النزيف
ورغم الخسائر الكبرى التي تكبدتها إيران (خصوصًا في قيادات الحرس الثوري)، إلا أنها لم تنهار:
ما زال الحرس الثوري قادرًا على تنفيذ عمليات دقيقة، مع الحفاظ على مسافة محسوبة من المصالح الأمريكية وممرات الطاقة.


امتنعت إيران حتى اللحظة عن تفعيل جبهات الوكلاء في اليمن، لبنان، العراق، وسوريا، مما يشير إلى رغبتها في احتواء التصعيد وكسب التعاطف الدولي.


في الوقت ذاته، تواجه إيران تحديات داخلية عميقة، أبرزها تآكل شرعية النظام، وخوف من حراك شعبي أو انقلاب داخلي حال اتساع رقعة الضربات.


5. احتمالية التدخل الأمريكي: مفتاح التحول النوعي
تصريحات دونالد ترامب الأخيرة وتغير نبرة الخطاب الأمريكي تعزز من احتمالية تدخل واشنطن في العمليات العسكرية، وهو ما سيقلب قواعد الاشتباك:
إذا تدخلت أمريكا، فقد تقدم على استهداف منشآت حيوية كفوردو باستخدام قنابل خارقة للتحصينات (GBU-57).


ولكن، شخصية ترامب غير قابلة للتنبؤ، وقد تؤجل الإدارة التدخل أو تضع سقوفًا عملياتية محددة، استجابة لحسابات التوازن الداخلي بين جماعات ضغط مختلفة (الإنجيليين الصهاينة مقابل العزلة الخارجية التي تدعو لها مجموعة MAGA).


هذه الحسابات تجعل القرار الأمريكي رهنًا بلحظات التقييم النهائية، خاصة في ظل غياب توافق استخباراتي مطلق على المردود الاستراتيجي للتدخل العسكري المباشر.


6. المسارات الثلاثة الجارية في الظل: الدبلوماسية، الضغط، والردع
في هذه اللحظة المفصلية، تدور ثلاث عمليات متوازية على مدار الساعة:
دبلوماسية طارئة تهدف إلى تخفيف التصعيد عبر وساطات إقليمية ودولية، تخوفًا من الانهيار الإقليمي والتأثير على إمدادات الطاقة.


ضغط إسرائيلي هائل لإقناع واشنطن بالتدخل الجوي والنووي العاجل، لحسم المعركة قبل أن تعيد إيران تنظيم قدراتها.


استعداد إيراني لهجوم نووي رادع (إذا توفر)، وللقيام بردود فعل دراماتيكية حال تلقي ضربة شاملة، تشمل ضرب المصالح الأمريكية، وتحريك جبهات الوكلاء، وتفجير الشارع الداخلي كمحاولة أخيرة لمنع انهيار النظام.

موضوعات متعلقة