اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

خلافات حادة بين ترمب ونتنياهو بشأن إيران تُخرج الخلاف إلى العلن

ترمب ونتنياهو
ترمب ونتنياهو

كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن مكالمة هاتفية اتسمت بحدة غير معتادة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، تناولت الخلاف حول كيفية التعامل مع الملف النووي الإيراني، في مؤشر على تصدع التنسيق الثنائي المعلن سابقًا بين الجانبين في هذا الشأن.
ورغم التصريحات الرسمية المتكررة التي تؤكد وجود توافق كامل على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، فإن مصادر إعلامية إسرائيلية أكدت أن الاتصال الهاتفي شهد خلافات واضحة، حيث أبلغ ترمب نتنياهو رغبته في التوصل إلى حل دبلوماسي، مشددًا على ثقته بإمكانية إبرام "اتفاق جيد" يخدم مصالح واشنطن وطهران، ما يُبرز ميلًا متجددًا من البيت الأبيض لإحياء مسار التفاوض النووي.


هذا التوجه الدبلوماسي الأميركي يتناقض بشكل حاد مع سياسة نتنياهو المتشددة، والذي يُنظر إليه كأبرز معارضي أي تسوية مع إيران، ما يعكس تباينًا استراتيجيًا متصاعدًا في أولويات الطرفين، رغم ما يُبديه الجانبان من حرص على إظهار وحدة الصف في العلن.


وما يزيد من تعقيد المشهد، أن الكشف عن فحوى المكالمة جاء متزامنًا مع زيارة وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم لإسرائيل، والتي حملت رسائل مباشرة من الرئيس ترمب، تضمنت تحذيرات من ضيق الوقت، وتأكيدًا على أن قرارًا حاسمًا بشأن إيران بات وشيكًا، في ظل مؤشرات استخباراتية متزايدة عن تصعيد نووي إيراني.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواصل فيه طهران تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، متجاوزة بكثير سقف الاتفاق النووي لعام 2015، ما يثير مخاوف متصاعدة من اقترابها من العتبة النووية.


وفي حين تحرص طهران على التأكيد أن أنشطتها تأتي ردًا على الانسحاب الأميركي من الاتفاق، فإن تصاعد التحذيرات من واشنطن، واحتمالات الضربة العسكرية، يضع المنطقة أمام مفترق خطير، تتداخل فيه الحسابات السياسية بالرهانات النووية والمواقف المتباينة بين الحلفاء التقليديين.

إيران تتمسك بالتخصيب


في تطور يعكس تصلّب المواقف الإيرانية وتزايد التوتر في مسار المحادثات النووية، أعلنت طهران بوضوح رفضها القاطع لأي مقترح يهدف إلى تعليق تخصيب اليورانيوم، مؤكدة أن هذا الملف يُعد "خطًا أحمر" لا يمكن تجاوزه في إطار المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة. التصريحات التي صدرت اليوم عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي تأتي في لحظة دقيقة من تاريخ العلاقات الأمريكية الإيرانية، حيث تتزايد الشكوك الغربية حول نوايا طهران، في حين تصر الأخيرة على أنها لا تماطل، بل تسعى إلى اتفاق "عادل وواقعي".

لا تعليق لعمليات التخصيب

بقائي أكد أن طهران لن تقبل حتى بتعليق مؤقت لعمليات التخصيب، وهو ما يضع عقبة مركزية أمام التوصل إلى تسوية، خاصة مع تمسك بعض الأطراف الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، بضرورة الحد من أنشطة التخصيب كشرط أساسي لإعادة إحياء الاتفاق النووي. ويبدو أن الهوة بين الجانبين تتسع، في ظل عدم تحديد موعد جديد للجولة السادسة من المحادثات، ما يعكس تعثراً حقيقياً في المسار الدبلوماسي.
الموقف الإيراني، الذي بات أكثر صراحة وصرامة، يواجه ضغوطًا متعددة ليس فقط من واشنطن، بل أيضاً من الحلفاء الأوروبيين، حيث نقلت تقارير إعلامية عن مسؤولين من بريطانيا وفرنسا وألمانيا تحذيرهم من أن طهران تستغل المفاوضات كوسيلة للمماطلة وكسب الوقت، في محاولة للإفلات من عقوبات إضافية محتملة.
في المقابل، تواصل إيران توجيه اتهاماتها لإسرائيل، معتبرة أنها تقف خلف ما تصفه بـ"الشائعات المضللة" حول نوايا طهران النووية، وتتهمها بمحاولة إفشال المسار التفاوضي عبر الضغط على الإدارة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين. بقائي أكد أن طموحات إيران النووية ذات طبيعة سلمية، وأن تخصيب اليورانيوم جزء لا يتجزأ من هذا البرنامج، ولا يعني بأي حال من الأحوال وجود توجهات عسكرية.

تصعيد الملف النووي

على الصعيد الإقليمي، لم تغفل طهران عن استثمار منبر الخارجية في الربط بين التصعيد في الملف النووي والمواقف من القضايا الإقليمية، حيث شدد بقائي على أن المأساة الجارية في غزة، التي وصفها بالإبادة الجماعية، تمثل المعضلة الأخطر في المنطقة. وندد بشدة بالمجزرة التي وقعت في إحدى مدارس الإيواء في غزة، معتبراً أن الصمت الغربي حيال الجرائم الإسرائيلية يشكل تواطؤاً فاضحاً، ويقوض كل الخطابات الأخلاقية التي ترفعها الدول الغربية في ساحات التفاوض الأخرى.

موضوعات متعلقة