اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
إيلون ماسك يستسلم.. أعلن ترك منصبه الحكومي والعودة لإدارة شركاته واشنطن تخنق برمجيات تصميم الرقائق.. ضربة جديدة لطموحات الصين التكنولوجية مسار شائك نحو السلام في أوكرانيا.. واشنطن تضغط وموسكو تناور «أطباء بلا حدود» تحذر من «العبودية الجنسية» في السودان وتؤكد: «خطر شبه دائم» التعليم تحت الحصار.. إلغاء تأشيرات الطلاب الصينيين وأبعاد المواجهة الجديدة بين واشنطن وبكين طلاق غاضب أم ولادة دفاع مستقل؟.. أوروبا أمام اختبار الصدمة الاستراتيجية بعد تراجع الحضور الأميركي واشنطن تطالب موسكو بـ«حسن النية».. وألمانيا تلقي القبض على جواسيس يعملون لصالح روسيا من هو محمد السنوار الذي أعلن نتنياهو مقتله؟ 600 يوم من الأسر.. مظاهرات تل أبيب تفضح مأزق نتنياهو بين الحرب والرهائن صيف 2025.. هل يكون الأكثر حرارة تاريخياً؟ 600 يوم على حرب غزة... أرقام وحقائق صادمة: استشهاد طفل كل 40 دقيقة وامرأة كل ساعة دراسة جديدة تكشف عن ولادة «قارة نوبية» ومحيط في قلب أفريقيا

أوكرانيا تطلب تزويدها بمنظومة «باتريوت» لمواجهة الدب الروسي

أوكرانيا
أوكرانيا

في قلب الحرب المستعرة منذ فبراير 2022، تواجه أوكرانيا اليوم معركة موازية لا تقلّ خطورة عن ساحة القتال المباشر: معركة تأمين منظومات الدفاع الجوي، خصوصاً صواريخ "باتريوت" الأميركية، التي باتت تُعدّ خط الدفاع الأخير ضد الهجمات الروسية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة.

في ظل تصاعد الهجمات الروسية، التي شهدت مؤخراً أعنف موجاتها منذ بدء الحرب، أصبحت الحاجة الأوكرانية إلى هذه المنظومات أكثر إلحاحاً. الهجوم الجوي الروسي، الذي نُفّذ خلال ثلاثة أيام متتالية بمئات الطائرات المسيّرة وصواريخ كروز، كشف الثغرات في قدرات الدفاع الجوي الأوكراني، ولا سيما في مواجهة الصواريخ الباليستية، والتي لا تقدر على صدها بشكل فعّال سوى أنظمة "باتريوت".

غير أن الحصول على هذه الأنظمة الحيوية لم يعد مسألة دعم عسكري مباشر كما كان في السابق. فالإدارة الأميركية الجديدة، بقيادة دونالد ترمب، وإن دانت الهجمات الروسية، تتعامل مع الملف بأسلوب أقرب إلى منطق السوق منه إلى منطق الحلفاء في زمن الحرب. التصريحات الصادرة من واشنطن، ومن شخصيات بارزة مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، تشير إلى تراجع في منح أوكرانيا مساعدات مجانية، وتحول نحو البيع المشروط – ما يعني أن كييف مطالبة بدفع ثمن أمنها الوطني في ظل موارد مستنزفة أصلاً.

ولعلّ أبرز ما يعكس هذا التحول هو السماح الأميركي لألمانيا بإعادة تصدير أجزاء من منظومة "باتريوت" بعد توقيع كييف على صفقة معادن مع واشنطن، في صورة تؤكد أنّ الدعم العسكري لم يعد مشروطاً بالتحالفات السياسية أو الأخلاقية، بل بالمقايضات الاقتصادية.

خلافات داخل "الناتو" وتردّد أوروبي

أما داخل حلف شمال الأطلسي، فتسود حالة من التردد والبطء في الاستجابة. فالمحادثات التي دارت لأسابيع بين أعضاء الحلف حول إمكانية توفير بطاريات "باتريوت" لأوكرانيا لم تُفضِ إلى نتائج ملموسة. الدول الأوروبية توازن بين رغبتها في دعم كييف، وحرصها على الاحتفاظ بأنظمتها الدفاعية في ظل بيئة أمنية غير مستقرة على حدودها الشرقية.

برلين مثلاً، رغم إعلانها دعم كييف بصواريخ "باتريوت"، إلا أن ما ستقدّمه هو النسخة القديمة (PAC-2)، الأقل فعالية في اعتراض الصواريخ الباليستية، مقارنة بالنسخة الأحدث PAC-3. وفي المقابل، لا يزال نظام الدفاع الأوروبي "أستر" – وإن كان واعداً – يفتقر إلى تجربة ميدانية مثبتة أمام الصواريخ الباليستية.

تهديد استراتيجي متصاعد

التقارير الاستخباراتية الأوكرانية تُحذر من تفوّق تكنولوجي روسي يتجلى في الصاروخ الباليستي الجديد "أوريشنيك"، الذي لا تستطيع حتى منظومة PAC-3 اعتراضه بفعالية. وبذلك يصبح استمرار نقص منظومات "باتريوت" في أوكرانيا تهديداً وجودياً، يجعل المدن الأوكرانية مكشوفة أمام الضربات الروسية.

أحد مسؤولي الاستخبارات الأوكرانية عبّر بوضوح: "امتلاك باتريوت مسألة حياة أو موت"، في إشارة إلى أن كل صاروخ روسي من نوع "إسكندر" قد يُسقط مئات الضحايا، ما يضع عواصم الغرب أمام مسؤولية أخلاقية قبل أن تكون استراتيجية.

الإعلان المرتقب وأبعاده السياسية

من المتوقع أن تناقش قضية الدفاع الجوي خلال زيارة وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث لمقر "الناتو"، في مطلع يونيو. وقد يصدر إعلان رمزي عن دعم أوكرانيا بمنظومات "باتريوت"، لكن من مصادر أوروبية لا أميركية، في محاولة لعدم إثارة غضب موسكو أو الإضرار بمحادثات السلام غير المباشرة المحتملة.

تبدو الإدارة الأميركية في وضع حساس: فمن جهة، لا تريد التخلّي عن أوكرانيا، ومن جهة أخرى، تخشى أن يؤدي الدعم المفرط إلى تعطيل أي فرصة للمفاوضات أو زيادة التوتر مع روسيا.

موضوعات متعلقة